لندن - صار بإمكان سكان لندن الذين ضاقوا ذرعا من الحديث عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن ينفسوا عن غضبهم بطريقة فريدة وطريفة، وذلك بالتوجه إلى صالات الألعاب الرياضية وتوجيه الضربات إلى أكياس ملاكمة تحمل صور شخصيات رئيسية مثل وزير الخارجية السابق بوريس جونسون ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر وغيرهما من السياسيين. وتجري داخل هذه الصالات تدريبات مكثفة تستغرق حولي الـ30 دقيقة وتشمل تدريبات يقفز فيها المتدربون في أجولة تحمل صورة رئيسة الوزراء تيريزا ماي وأخرى يلقون فيها الكرة على الأرضية التي تحمل صور ماي وزعيم حزب العمال جيريمي كوربين. وهناك أيضا ‘ركن كاميرون للراحة’ على اسم رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون سلف ماي حيث يلتقط فيه المتدربون أنفاسهم. وتقدم شركة جيم بوكس لصالات اللياقة البدنية هذه التدريبات التي تأخذ من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي موضوعا، ويقول مديرها مارك دايبر إنه وقع الاختيار على الموضوع بعد استطلاع آراء المشتركين عن أكثر ما يشعرهم بالإحباط من العيش في العاصمة البريطانية. وأكدت نتائج الاستطلاع أن 52 بالمئة من المشاركين صرحوا أن أكثر ما يحبطهم هو الخروج من التكتل وجاءت في المركز الثاني أسعار الإيجارات ثم تأخر القطارات. وأضاف دايبر “قلنا حسنا.. ما هي أفضل طريقة للتنفيس عن الإحباط والغضب أكثر من حصة من التدريبات الرياضية.. حيث يمكنك في الواقع توجيه لكمة لصورة أكثر سياسي تكرهه على كيس الملاكمة” لتشعر بعدها أنك أفضل. وكشف مدرب اللياقة البدنية بوريس فيسوكوبورسكيس أن الدورة مصممة بمساعدة خبير في إدارة الغضب. وتابع فيسوكوبورسكيس “إنها من أجل أعضائنا لتخفيف الضغط الناجم عن الخروج من الاتحاد، وكل الإحباط الذي يشاهدونه في وسائل الإعلام والإنترنت وما إلى ذلك”. أفضل طريقة للتنفيس عن الإحباط والغضبأفضل طريقة للتنفيس عن الإحباط والغضب وأضاف “يغادرون التدريب وهم أكثر راحة وأخف وزنا وقد فعلوا شيئا جيدا لأنفسهم ولأبدانهم”. وقالت الطالبة بولندية الأصل آنيا يازابكيفيتش إن شعورا رائعا انتابها بعد التدريب. وأوضحت يازابكيفيتش (26 عاما) “لدي مشكلة في الحصول على قرض طلابي بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبين لذا فإنني أنفس اليوم عن شعوري بالإحباط إزاء هذا الوضع وأشعر أنني بحالة جيدة حقا”. ولا تعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في بريطانيا فقد سبق وفقا لمصادر إعلامية أن قدمت إحدى صالات الألعاب الرياضية غرفا للنوم للمتدربين بعد التمرينات، إيمانا منها بأهمية اتخاذ قيلولة أثناء النهار وأثر ذلك الإيجابي على صحة الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن ردود فعل البريطانيين إزاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اختلفت وتنوعت، حيث خاض أغسطس الماضي شاب بريطاني يدعى أندي باردي، وهو من المدافعين بشراسة عن فكرة البقاء في الاتحاد الأوروبي، رحلة هذا الصيف على طرقات أوروبا ليشكّل عبر مساره عبارة “أوقفوا بريكست” بأحرف عملاقة على خارطة القارة، بواسطة تطبيقه لتحديد المواقع الجغرافية. ومع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس المقبل، ترك مستشار المعلوماتية باردي عمله في اكسيتر (جنوب غرب إنكلترا) للقيام بـ”جولة وداعية” تمتد على 30 ألف كيلومتر يعبر خلالها حواليثلاثين بلدا. وأوضح باردي من شمال فنلندا “أريد الإفادة حقا إلى أقصى حد من آخر صيف لنا في الاتحاد الأوروبي”. وأضاف “أريد أن أظهر أفضل ما يمكن للقارة الأوروبية أن تقدمه لنا في هذه الجولة الوداعية”.