في رسالة وجهها سموه إلى العالم بمناسبة يوم «الموئل» العالمي، أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، أهمية تكاتف المجتمع الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي اقرتها الامم المتحدة من خلال رؤية شاملة تسهم في تسارع الخطى لتحويل خطط وبرامج التنمية في جميع الدول، وخصوصا الدول الأكثر احتياجاً، إلى واقع ملموس تشعر بثماره الشعوب في حياة معيشية أكثر تطورا واستقرارا، وتوفر لها مقومات التقدم في ظل عالم ممتلئ بالتحديات. وشدد سموه على أن التركيز على قضايا التنمية بمختلف أشكالها ضرورة حتمية وأمر يجب أن يكون له الأولوية القصوى في منظومة العمل الجماعي الدولي، باعتباره الطريق الأمثل لبناء عالم مستقر وتحقيق المنافع المشتركة للجميع. وأكد سموه أهمية أخذ الدروس والعبر من فداحة الخسائر والمعاناة التي اوجدتها النزاعات والصراعات التي عاشها العالم، والتوجه بعزم أكبر نحو التعاون في مجالات التنمية المستدامة حتى يعم الخير والسلام كل شعوب العالم. وأشار سموه إلى أن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، حفظه الله، نجحت في توطيد علاقاتها مع مختلف دول العالم وبناء روابط صداقة وتعاون عززت من العمل المشترك في مختلف جوانب التنمية المستدامة، وأن رسالة البحرين إلى العالم تقوم على مبادئ التعاون والشراكة من أجل مستقبل أفضل للبشرية. وأكد سموه في رسالة وجهها إلى العالم بمناسبة اليوم العالمي للمستوطنات البشرية «الموئل» الذي يصادف يوم «الاثنين» المقبل ويقام هذا العام تحت شعار «إدارة النفايات الصلبة» أن ما حققته مملكة البحرين من خطوات رائدة في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ومن قبلها الأهداف الانمائية للألفية، يشكل قصص نجاح تعكس ما يتميز به أبناء البحرين من إرادة وتصميم على بلوغ قمة الانجاز مهما كانت التحديات. وقال سموه: «إن أركان البناء التنموي في مملكة البحرين ترتكز على دعائم حديثة ومتطورة تجعل من التنمية نمط حياة يتشارك في صناعته الجميع»، مشيرا سموه إلى أن أهداف التنمية المستدامة تحتل أولوية متقدمة كركن أساسي ضمن برنامج عمل الحكومة في المملكة، ويتم ترجمتها في صورة مشروعات تطويرية في مجالات الإسكان والصحة والتعليم والحفاظ على البيئة وغيرها. وأضاف سموه: «إننا عازمون على البناء على ما حققته المملكة من منجزات لتعزيز مستويات الرفاه وضمان أفضل سبل العيش الكريم للمجتمع، مدركين في الوقت ذاته، مسئولياتنا كشريك فاعل في خدمة الأهداف النبيلة التي يسعى إليها المجتمع الدولي دعما لجهود التنمية في المجتمعات الأقل نمواً». وأعرب سموه عن تقديره للجهود التي يبذلها البرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» والتي أسهمت في تعزيز الاهتمام الدولي بقضايا التنمية وترسيخ أسس الشراكة لمواجهة التحديات التنموية والنهوض بواقع المجتمعات نحو الأفضل. ونوه سموه إلى أن الأهداف الخاصة بقضايا البيئة تحتل مكانة خاصة ضمن الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة 2030، تجسيدا للأهمية المتزايدة التي تمثلها في الحفاظ على جودة الحياة واستدامتها، مؤكداً سموه أن قضايا البيئة تعد من القضايا الملحة التي تتطلب تعاوناً دولياً وإجراءات جماعية تكفل اتخاذ تدابير احترازية لحماية البشرية. وأشار سموه إلى أن هناك ترابطا كبيرا بين التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، وأن مملكة البحرين إيمانا منها بذلك أقرت حزمة من القوانين والتشريعات والاستراتيجيات التي توفر الآليات اللازمة للحافظ على البيئة وحماية المناخ والحد من التلوث وصيانة التنوع البيئي والبيولوجي والتوسع في الطاقات المتجددة وغيرها وذلك وفق رؤية مستدامة. وأكد سموه أن البحرين في إطار إيمانها بأهمية التعاون الدولي في مجال حماية البيئة صادقت على العديد من الاتفاقيات الدولية في هذا المجال في ظل إدراكها العميق لأهمية البعد البيئي باعتباره مدخلا محوريا في التطور الحضاري والعمراني. وأوضح سموه أن مملكة البحرين، تعمل على ترسيخ مفهوم «إدارة النفايات» واستكشاف الأساليب الحديث لإعادة تدوير النفايات بطريقة صديقة للبيئة وباستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال وبطرق آمنة، والاستفادة منها كقيمة مضافة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني. وأشاد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في ختام رسالته بالرسالة الانسانية التي يقوم بها البرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الموئل» في مساندة جهود الدول والمجتمعات في مجال التنمية الحضرية. وأكد سموه حرص مملكة البحرين على تعزيز التعاون منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بالشكل الذي يدعم جهود المجتمع الدولي على صعيد تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويسهم في توفير مقومات الأمن والسلام الدوليين.
مشاركة :