حذر استشاري الأمراض الباطنية والمفاصل والروماتيزم الدكتور عبدالخالق العريبي من قلة الوعي بمخاطرة واحتمالية إصابة الأطفال بأمراض التهابات المفاصل وخاصة أن الدراسات تشير إلى أن المرض غير مقتصر على البالغين بل يصيب طفلاً واحدًا من كل 1000 طفل، وبدءًا من عمر سنة واحدة وأصغر أحيانًا، مشددا على ضرورة زيادة الوعي العام بالتهاب المفاصل لدى الأطفال في المجتمع البحريني. يأتي ذلك مع اقتراب احتفال العالم باليوم العالمي لالتهاب المفاصل الذي يُخلّد بتاريخ 12 أكتوبر من كل سنة، فيما تبين التقارير الطبية أن حالات التهاب المفاصل في المنطقة هي 3 لكل 10000 شخص من السكان سنويًا، والبداية من سن 15 سنة وترتفع نسب الإصابة مع التقدم في العمر حتى سن 80، كما أن معدل الانتشار هو 1% مع تضرر النساء بثلاثة أضعاف أكثر من الرجال وأحيانا خمس إصابات بين النساء لإصابة رجل واحد فقط. ويعد مرض الروماتويد هو الأكثر انتشارًا في المملكة من بين أكثر من 200 نوع من الأمراض الروماتيزمية التي تسبب التهابًا في المفاصل، كما أن انتشار الروماتويد في المملكة نسبته تقارب 1% ويبلغ عدد المرضى المسجلين 13 ألف مصاب وفق أحدث الأرقام الصحية المعلنة، وهي قريبة جدًا من المعدلات العالمية التي تصل إلى الواحد بالمائة في كل دول العالم. وقال الدكتور عبدالخالق العريبي في تصريح لـ«أخبار الخليج» إن السبب الحقيقي المسبب للمرض عند الأطفال غير معروف؛ ولكن نظرية أن المرض في الأغلب مرض مناعي مزمن هي النظرية الأكثر انتشارا ويمكن أن تلعب العوامل الجينية دورا في الإصابة، موضحًا أنه في حالة إصابة الطفل بهذا المريض يشكو من تورم واحمرار في المفاصل، يصاحبه ألم وصعوبة في الحركة تستمر مدة ستة أسابيع أو أكثر. يؤثر المرض بشكل خاص على الركبتين، وعلى مفاصل اليدين والقدمين. تزداد هذه الأعراض بشكل خاص في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم. وأفاد بأنه وفق طبيعة أمراض المناعة الذاتية، يشعر الطفل بفترات من التحسن قد تختفي الأعراض فيها تماما تتخللها فترات من ظهور الأعراض بشكل واضح. قد ترتبط هذه الالتهابات في المفاصل بالتهابات أخرى في العينين تؤدي إلى احمرارها واضطراب الرؤية، وقد ينتج عنها تشوهات في العظام نتيجة نمو العظام والمفاصل بشكل غير متساو، مشيرًا إلى أن علاج التهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأطفال يركز على مساعدة الطفل في الحفاظ على مستوى طبيعي من النشاط البدني والاجتماعي. ولتحقيق ذلك قد يستخدم الطبيب مجموعة من الاستراتيجيات لتخفيف الألم والتورم والحفاظ على الحركة والقوة الكاملة والوقاية من المضاعفات. وفيما يخص العلاجات الدوائية قال الدكتور العريبي إن مسكنات الألم قد تكون العلاج الوحيد لبعض الأطفال، وقد يحتاج أطفال آخرون إلى المساعدة عن طريق استخدام أدوية مخصصة للحد من تفاقم المرض. وأكد أن العلاجات البيولوجية أحدثت ثورة كبيرة في مجال السيطرة على الحالات الحادة والعالية الشدة عند البالغين، وخاصة تلك التي كان من الصعب السيطرة عليها سابقا، موضحا ان العلاجات التقليدية لا تزال مفيدة لعلاج الحالات البسيطة والتي يستجيب لها الكثير من المرضى وخاصة أن العلاج البيولوجي يعد من العلاجات القوية التي لها تأثيرات جانبية، لأنه يعمل على خفض المناعة بشكل كبير. يذكر أن المؤشرات الصحية تشير إلى وجود 10 آلاف مريض لكل مليون نسمة بمنطقة الخليج العربي، حيث يعاني 33% من سكان دولة الكويت من آلام الروماتيزم مقابل 20% من سكان الإمارات الذين يعانون من أحد أنواع التهاب المفاصل، إضافة إلى رصد نحو 280 ألف مصاب في المملكة العربية السعودية.
مشاركة :