المتآمرون لا يزالون يحيكون المؤامرات التدميرية ضد بلادنا والبلاد العربية والإسلامية

  • 9/29/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور الشيخ عبدالرحمن الفاضل في خطبة الجمعة أمس بجامع نوف النصار بمدينة عيسى, يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ». قال المفسرون في تأويل هذه الآية عدة أقوال, و قال أبو جعفر الطبري فيها: وأولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب ما قال ابن مسعود: «مِن أنّ الله أمر نبيَه صلى الله عليه وسلم من جهاد المنافقين, بنحو الذي أمرَه به من جهاد المشركين». فجهاد المنافقين كجهاد الكفار إن أظهروا الكفر الصراح قوتلوا؛ وإلا فتحقن دماؤهم إن أبدوا الإسلام بلسانهم, وهو ما عاملهم به النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يقاتلهم قتالا بالسيف كما قاتل الكفار المشركين الذين ناصبوه العداء وقاتلوه!! ولكن يكون جهاد المنافقين بالغلظة والشدة, كما قال ابْن مسعود -رضي الله عنه-: يجاهدهم بيده, فإن لم يستطعْ فبلسانه, فإِن لم يسْتطِع فَبقلْبه, وقال: لا تَلق الْمُنافقين إِلا بوجْه مُكْفهر. وقال ابْن عباس -رضي الله عنهما-: بِاللسان وترْك الرِّفق. وقال الضحاك: بتغْلِيظ الْكلام. وقال الْحَسن وقتادة: بإقامةِ الْحُدودِ عليْهم. هكذا يعامل المنافقون جزاء نفاقهم, ويعرف المنافقون من خلال أقوالهم وأفعالهم وتعاملاتهم واختلافاتهم وخصوماتهم وفجورهم في الخصومة مع من يختلف معهم. ولعلنا في قضايا الوطن نتفق أو نختلف على بعض هذه القضايا الوطنية, وهو أمر وارد غير مستغرب ولا مستهجن لا في الشرع ولا في القانون, فمساحة الحرية التي كفلها الدستور للمواطن للتعبير والتفكير والنقد البناء الذي يسهم في الإعمار لا الهدم, مساحة رحبة واسعة. فالاختلاف الذي يصب في دائرة المصلحة الوطنية العامة الشاملة، والتباين الذي يقع في وجهات النظر كل هذا لا مانع منه ولا ملامة عليه؛ بل إن هذا الاختلاف والتنوع في الطرح هو المطلوب؛ لأنه يثري القضايا بمفهوم ومدركات جديدة إذا ما قصد به الوصول إلى المصالح العليا التي تسهم في تقدم الوطن وازدهاره, وإنما المرفوض والمستنكر من الاختلاف ما خرج عن مسار قصد المصلحة الوطنية وتجاوز حدودها, وسُعيَ بالاختلاف إلى التعدي والتخريب والتدمير تحت مظلة حرية الرأي والتعبير؛ فهنا ينبغي أن يحسم الأمر, وأن يصدّ المتجاوز, ويعاقب المسيء بقوة وحزم, وبخاصة عندما يصل الأمر إلى التطاول على قيادتنا ورموزنا الوطنية؛ لأنه لم يعد الاختلاف اختلافا على مصلحة الوطن؛ وإنما أصبح هذا تجاوزا وتعدّيا على أهم أسس الثوابت المتفق عليها دستوريا, وهي وحدتنا الوطنية التي يمثلها رمز الوطن وقيادته حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة -حفظه الله تعالى وسدد على طريق الخير والمجد خطاه- والتي تعني الإساءة إلى هذه الأسس أو المساس بها الإضرار الأكيد بالوطن بأكمله؛ مما ينتج عن ذلك زعزعة الأمن, وتقويض الاستقرار, وإفساد اللحمة الوطنية بإيقاع العداوة بين القيادة والشعب؛ وذلك بالادعاءات التآمرية المسهمة في بث الشائعات الكاذبة الباطلة, المثيرة لنعرات العصبية الجاهلية, والمشعلة لشرارة الفتنة الطائفية والمذهبية الجارّة إلى القطيعة, وإيغار الصدور على بعضها البعض, والتشكيك في الولاء والانتماء للوطن, وعلى اثر ذلك تنتشر الفوضى ويعم الدمار ويطول الخراب كل منشآت الوطن ومكتسباته، وتنفصم عرى العلاقات الأخوية, وتضمحل أو تفتقد روح المواطنة, ليصل المتآمرون من وراء ذلك الأمر إلى الهدف المقصود, والغاية الخبيثة المنشودة لتحقيق إسقاط النظام وانهاء الدولة!! هذا ما يهدف إليه المتآمرون على مدى هذه السنوات ولا يزالون يحيكون المؤامرات التدميرية بغية الاستيلاء على السلطة في بلادنا خاصة, وبلادنا العربية والإسلامية عامة. وها نحن نشهد هذه القطعان الغبية الظاهرة أمامنا والمستغلة والمستأجرة فارسيا بأبخس الأثمان والمغيبة عقليا بالعقيدة الصفوية الضالة, ولا يقتصر الأمر على هؤلاء بل على فئات تحمل أعلى الدرجات العلمية وتتبوأ مناصب ومراكز وتعمل موجهة من داخل جحورها المظلمة, وسراديبها العفنة في وضع الخطط وحياكة المؤامرات, إنهم المندسون من رؤوس الضلال والفتنة والغدر والخيانة مما يتوجب كشفهم, وإنزال العقوبة المستحقة بهم! فإن ما حدث من التجاوزات الصارخة بحق الوطن ورموزه في أثناء ممارسة شعائر عاشوراء التي يقيمونها كل عام في وطننا الغالي وهم يتمتعون بكامل حريتهم وبكامل رعاية الدولة لهم من حيث توفير الأمن والسلامة لمواكبهم؛ بل إن الدولة لتسهم في تقديم كافة التسهيلات؛ وكل هذا السخاء نابع عن إيمان قيادة المملكة بالحرية الدينية التي كفلتها لكل الملل والنحل و المذاهب والديانات!! إلا أن أصحاب النفوس الخبيثة المريضة المشحونة بالحقد, والقلوب التي ملئت بالبغض والضغينة, والعقول التي حشيت بعقيدة الديانة الصفوية الفارسية المجوسية المنحرفة الضالة عن منهج الإسلام, أبى عليه حقدها وحسدها إلا أن تتآمر مع أعداء الأمة كُلِهم وفي مقدمتهم دولة الملالي الفارسية ممثلة في حرسها المجوسي البغيض الذي أعدته تلك الدولة الباغية من أجل التعدي على بلادنا وبلاد العرب والمسلمين!! إنهم يسعون بكل قوة ويزحفون زحف الثعبان لمحاربة أمة العرب والإسلام بقصد التوسع وإطفاء نور الإسلام الصحيح؛ ولكن هيهات لهم هيهات أن يكون لهم ما يمكرون, يقول تعالى: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ, هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ». ويقول تعالى: «وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ». نشيدنا الوطني نردده بكل فخر واعتزاز والوطن كله يردد ويقول: بحريننا، مليكنا، رمز الوئام دستورها عالي المكانة والمقام ميثاقها نهج الشريعة والعروبة والقيم عاشت مملكة البحرين بلد الكرام مهد السلام دستورها عالي المكانة والمقام ميثاقها نهج الشريعة والعروبة والقيم عاشت مملكة البحرين.. إن مملكة البحرين هي وطننا الغالي, هي أرضنا الطيبة التي رعاها أجدادنا وآباؤنا ونرعاها من بعدهم ويرعاها أبناؤنا من بعدنا, هذا هو الوطن العزيز الذي لا نفرط فيه أبدا, وطننا الذي نعتز بالانتماء إليه, وطننا الذي نفاخر بالولاء له ولقيادته, نحمي حماه, وندافع عن أرضه وسمائه, ونبذل الأرواح رخيصة فداه, والشعب الأبي عند وعده سيقف مع قيادته لصدّ كل الهجمات, وفضح كل المتآمرين, وإفشال كل المؤامرات, وكما قال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة -حفظه الله تعالى ورعاه-: إن كل المؤامرات ضد البحرين ستفشل الواحدة تلو الأخرى بفضل وعي شعبها ووطنيته. نعم ستفشل بمشيئة الله تعالى تلك المخططات التآمرية الدنيئة, وسيفضح العملاء المندسون وستسقط الرؤوس الخبيثة الغادرة الخائنة, وها هي تتساقط بتوفيق الله تعالى, في يد الأمن الأمين المؤتمن على حفظ أمن هذه البلاد المباركة -بفضل الله تعالى-, ونحن في انتظار أن تتحات الرؤوس الكبيرة المتآمرة والعميلة للدولة الصفوية الفارسية المجوسية قريبا جدا على أيدي رجال الأمن والجند الأشاوس. ولقد أعلنت النيابة العامة بدء محاكمة أكبر خلية إرهابية بتمويل إيراني بلغ عدد أفرادها (169 متهما) خططوا لاغتيال شخصيات عامة, والاعتداء على المنشآت المهمة في الدولة. وقد تولى الحرس المجوسي الفارسي تدريب المتهمين خارجيا, وتكفل بتمويلهم ماليا ولوجستيا!! إن الشعب البحريني الكريم يدين بشدة الإساءة إلى رموز الوطن, ويستنكر بقوة تلك التصرفات المنطوية على الخيانة المتجذرة في القلوب الحاقدة, والنفوس الدنيئة المارقة. وإن الشعب ليُجمع بصدق وثبات على الوقوف خلف قيادته مؤيدا ومناصرا لكل ما سيتخذ من إجراءات قانونية تنزل أقصى العقوبات الرادعة بحق كل من ثبتت خيانتهم وإساءتهم, وتآمرهم في حق الوطن, بتصرفاتهم الإجرامية الخيانية المشبوهة. إن العدو المتربص بالتعاون مع أعداء الخارج والداخل سيعيد الكرة تلو الكرة, فلنكن على حذر, ولنبق جميعا صفا واحدا متراصّا نصدّ المعتدين المتربصين السوء ببلادنا وبلاد العرب والمسلمين! يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا».. حفظ الله البحرين قيادة وشعبا من كل سوء ومكروه, وبسط عليها نعمة الأمن والأمان واللحمة والوئام.

مشاركة :