إمام وخطيب المسجد الحرام يحث على الادخار لتحقيق استقرار الفرد والمجتمع

  • 9/29/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وأكد في خطبة الجمعة، التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس أهمية الادخار بقوله: «إن الادخار مبدأ عظيم وسلوك اقتصادي بالغ الأهمية لاستقرار الفرد والمجتمع معيشياً واقتصادياً، لأن تغيرات الحياة لا مناص منها، لذا كان الحذر والحيطة من الأسباب التي حضت عليها شريعتنا الغراء، لئلا يقع المرء في ضائقة تلجئه إلى السؤال والاستجداء المذمومين، أو ارتكاب كبائر محرمة كالسرقة والربا، أو الالتحاف بهمِّ الليل وذل النهار الناتجين عن الدين الآسر». وأوضح أن الادخار يجمع عنصرين رئيسين هما القناعة الفكرية به، والسلوك الاستهلاكي للادخار، مؤكداً أن القناعة الفكرية تستقر في الذهن من خلال فهم النصوص الشرعية في أهمية الادخار ومشروعيته والحاجة إليه في الواقع الاقتصادي، فإن معيشة الإنسان مرتهنة بمدى إحسانه التوازن الإنفاقي له ولأهله، وأما السلوك الاستهلاكي فإنه قطب رحى نجاح الادخار متى ما استحضر المرء حسن التفريق بين ضرورياته وحاجياته وتحسيناته. وحذّر الشريم من سوء الموازنة وعدم إحكامِ التوزيع المالي في الضرورات والحاجيات والتحسينيّات، مشيراً إلى أنها سبب مباشر بلا ريب في تراكمَ ديون الفرد، لذا فإنّ التنميّة المالية الصحيحة لا تعترِف بأي نتاج اقتصاديّ في معزِل عن حُسن توزيعه وحسن ادخاره، فكان المفهوم الادخاري الذي لا بد منه في تأمين الاحتياط النقدي والمعيشي. وذكر الشيخ الشريم أن من يستعمل مفهوم الادخار، إنما يعزز به احتباس جزء من دخله ليخفف به من أعباء مستقبله، خشية نوازل تطرق بابه أو تحل قريباً منه، ولا شك أن في مثل ذلكم حسن تصرف، وإتقاناً في إدارة الرزق، والتمكن من القيام بما من شأنه: التميز في توجيه المدخرات الوجهةَ التي توازن له فرز ضروراته وحاجياته وتحسيناته التي تطرق بابه بين أزمة وأخرى. وأشار إلى أن الادخار الذي شرعه الله لنا وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم علامة ضبط وتوازن في الفرد والمجتمع، وهو نهج شريف بشرف انتسابه إلى شريعة الإسلام، وإنه لم يأتِ البشر بشيء ينظم معاشهم ويضع لهم الحلول مع الأزمات التي تحل بهم إلا رأيت في شريعة الإسلام ما هو خير منها وأبقى وأسلم وأحكم. وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة عن معنى قوله تعالى (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)، وقال إن هذه الآية رسمت الهدف والوظيفة والغاية من الحياة، وهي أن مقصد المسلم وحياته ومماته لله رب العالمين، وتلاوة هذه الآية والتذكير بها والتأمل فيها يحيي المفاهيم العظيمة، ويجدد المعاني النفيسة التي يجب ألا تغيب عن الأذهان ولا تسقط في دائرة الغفلة والنسيان، وهي أن تكون صلاة العبد ونسكه وحياته ومماته لله، وأن يخضع في كل شؤونه لمن خلقه ورزقه وصرف أمره ودبره. وختم إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة خطبته مبيناً أن هذه الحياة إذا عشناها لله، وفق ما يرضيه، وأحببنا ما يحب وأبغضنا ما يبغض، وأحيينا القلب بذكر الله فإنها تكون حياة ممتعة سعيدة، وحال المسلم بشكل دائم أنه لا يكاد يمر وقت من الأوقات يكون فيه بعيداً عن ربه وذكره وعبادته، فهو يصلي ويصوم ويحج ويخرج زكاة ماله، ويضبط جميع تصرفاته بميزان الشرع والإيمان، فتكون الحياة لله رب العالمين باستثمار العمر في البناء والتنمية والعقل وفي إعمار الأرض، والصناعة والزراعة، وإصلاح حياة المجتمع وتحقيق الأمن والرخاء.

مشاركة :