تصحيح المفاهيم عن الدين الخاتم

  • 9/29/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لمَّا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء ولا نبي بعده لقول الله عز وجل: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)، ولمَّا كان رسول الله نبي ولاشك فمحمد النبي – صلى الله عليه وسلم- هو الرسول الخاتم أيضًا، فممَّا روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: فُضِّلت على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأُحلَّت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون)، وما دام سيدنا رسول الله –عليه الصلاة والسلام- قد خُتمت به النبوات، فقد تأكَّد أنه لن يأتي بعده نبي، ومادام لن يأتي من بعده نبي، فلن يأتي بعده رسول، إذا علمنا أن كل رسول هو نبي في ذات الوقت، أي أن هذا الدين الذي بُعِثَ به سيّدنا محمد بن عبدالله هو آخر الأديان، ومادام الأمر كذلك، فهو لجميع الأمم ولجميع الأزمان، حتى تقوم الساعة، فهل يمكن أن يجعل الله لفهم نصوصه فهم قوم مخصوصون، كما يدّعي البعض بأن نصوصه لا تُفهم إلا بفهم السلف، ثم يخصون السلف بالصحابة رضوان الله عليهم، ومعنى هذا مدوّن معلوم لجميع المؤمنين بهذا الدين منذ بُعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وحتى يومنا هذا، ولمن بعدنا وحتى تقوم الساعة، وهو الذي لم يتيسِّر ولا دليل على أنه قد تحقق، فمادام أن الله قد أرسل سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لكل البشر حيث يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، ويقول عز وجل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، فرسالته -صلى الله عليه وسلم- للناس كافة، وهو رحمة لهم أجمعين، فكيف يدّعي المدّعون أن فهم نصوص رسالة النبي الخاتم مخصوصة ببعضهم دون بعض، ولا دليل أن الفهم مخصوص بفهم الصحابة -رضوان الله عليهم- وحدهم، كما ادّعى البعض، ولا سند له ولا دليل من كتابٍ ولا سُنَّة ولا إجماع، ولعل كثيرًا من المفاهيم قد أخطأ البعض في إدراكها، وحملوا فهمهم لها على أن الدين قد جاء به، والحقيقة أن الدين لم يرد بشيء من ذلك أبدًا، ولم يخص أحدًا بشيء دون الآخرين، فالخير في الاعتراف بعدم وجود مثل هذا، لأن فهم النصوص مُعلَّق بالجميع، لا بفئة مخصوصة، والله ولي التوفيق.

مشاركة :