سلط د. حمزة بن سليمان الطيار -خلال خطبة الجمعة، في جامع الراجحي بالرياض- الضوء على ما تقوم به المؤسسة الأمنية في المملكة العربية السعودية من جهود، تنعكس جميعها على أمن الوطن، والمواطن. وشدد على أنه "من أهم المساعي التي لا يسد شيء مسدَّها، ولا يعوِّض شيء فقْدها، أمن الناس على دينهم وأنفسهم وأموالهم، وعقولهِم وأعراضِهم"؛ حيث "منحَ اللهُ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ نعمًا لا تُعَدُّ، يتصدرها تحقيق أسباب الأمن". وتطرَّق "الطيار" إلى آخر الجهود التي تقوم بها المؤسسة الأمنية، لا سيما "ما حصل يومِ الأربعاء الماضي في محافظة القطيفِ، من قتل ثلاثة مجرمين مطلوبين رفضوا المسالمة وتسليم أنفسهم، وبادروا بإطلاقِ النار، فجندلهم الأبطال قتلى، دفاعًا عن أمن المجتمع". وبيَّن أن تلك الأمور "لا تُنال إلا بشحذ الهمَّة، ومُزاحمة الرجال بالمناكب الضخمة، وبذل جُهودٍ مُضنِيةٍ كبيرةٍ، وتَجَرُّعِ مَضَضِ التَّضْحِياتِ المريرةِ"، وأن "المملكة بذلت منذُ نشأتِها الغاليَ والنفيسَ؛ لتحقيقِ الأمنِ والاستقرارِ، وتحصيلِ الرخاءِ والازدهار". وتحدث "الطيار" عن مسيرة تأسيس الوزارات المعنِيَّة، والمؤسَّسَات الأمْنِيَّة لـ"حفظَ البلادِ وأهلِها من العدوانِ الخارجيِّ، وحفظِ الأمنِ والاستقرارِ الداخليِّ"، قبل أن يتوقف عند "أبرزِ تلكَ المؤسَّسَاتِ، ممثلةً في رئاسة أمنِ الدولةِ، بعَملِها وعَطَائِها". وقال إن "المباحث العامة، وقوات الأمن الخاصة، وقوات الطوارئِ، ومركز المعلوماتِ الوطني، وطيران الأمنِ، والشؤون الفنية..."، هي في واقع الأمر "منظومةٌ واحدةٌ متكاملة، متماسكةٌ بأيدٍ قويةٍ متضامنةٌ، تسعَى إلى حفظ الدينِ، واستقرار وأمن الناس". وتابع: "الواقع يشهدُ على أن الرئاسةَ الأمنيةَ مفخرةَ وطنيةَ بكلِ شرائحِها وأذرُعِها"، وأنها "قامت بواجبِها، وأدَّت مَهامَّها"، وأن "كل شبرٍ من مملكتِنا المباركةِ لا يخْلو من عينٍ مُرَاقِبةٍ ساهرةٍ، ويدٍ على الزِّنادِ قابضةٍ، بعزيمةٍ ثابتةٍ راسخةٍ". وأشار إلى الأدوار المركبة التي تقوم بها المؤسسة، قائلًا: "كمْ أبْطلُوا من عمليةٍ إرهابيَّةٍ! وكم دفَعُوا عنِ البلادِ والعبادِ، وارتدعتْ من أجلهمْ أهلُ الإجرامِ والطغيانِ! وبجهودِهم بقيتْ رايةُ الأمنِ في ربوعِ الوطنِ ترفرفُ خفاقةً مرفوعةً، وانقمعَت الفئةُ الباغيةُ مدحورةً مفجوعةً". وبيَّن أن "الكلِماتِ قاصرةٌ عن شكرِ منسوبِي رئاسةِ أمنِ الدولةِ، والعباراتِ عاجزةٌ عن مكافأةِ أياديهم الجزْلَةِ"، و"إن لم تُكافئ الكلماتُ أفضالَ أمنِ الدولةِ علينا، فلن نُقَصِّرَ تِجاهَهُم في الثناءِ والعرفانِ". يذكر أن رئاسة أمن الدولة أعلنت قبل ساعات، مقتل ثلاثة مطلوبين، وأوضحت (عبر المتحدث الرسمي) أن هذه الخطوة جاءت نتيجة عمليات الرصد والمتابعة الأمنية للمطلوبين أمنيًّا المرتبطين بالأحداث الإرهابية التي وقعت بمحافظة القطيف بالمنطقة الشرقية. وتمكنت الجهات المختصة بالرئاسة (مساء الأربعاء الماضي) من رصد ثلاثة مطلوبين أمنيًّا بمنزل يقع بحي الكويكب وسط القطيف، استخدموه مقرًّا لانطلاق أنشطتهم الإجرامية، وعند محاصرة الموقع من قبل رجال الأمن ودعوتهم لتسليم أنفسهم، بادروا بإطلاق النار بكثافة. وأمام هذه الخطوة التي عرضت سلامة الساكنين والمارة للخطر، تم الرد عليهم بالمثل وقتل تلك العناصر الثلاثة (محمد حسن أحمد آل زايد، ومفيد حمزة علي العلوان، وخليل إبراهيم حسن آل مسلم)، وكلهم سعوديون. وفيما لم يتعرض أي من الساكنين أو المارة لأي أذى، فقد تعرض ثلاثة من رجال الأمن لإصابات طفيفة، وسط تأكيدات من رئاسة أمن الدولة بأنها مستمرة في متابعة العناصر الإجرامية، وكل من تسول له نفسه الإخلال بالنواحي الأمنية.
مشاركة :