أفضى مؤتمر للدول المانحة لـ «وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)، عُقد مساء الخميس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الى تعهدات بمساهمات بقيمة 118 مليون دولار لموازنة الوكالة، ما يخفض عجزها المالي إلى 68 مليون دولار، لكن هذا «الانتصار» لا ينتشلها من خطر الانزلاق في أزمة متشابهة سنوياً، خصوصاً مع وقف أكبر مموّليها (الولايات المتحدة) مساهمته السنوية في موازنتها، ما يجعل توفير آلية تمويل مستدامة ضرورةً لاستمرارها. وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال افتتاح المؤتمر الذي كانت بلاده الداعية إلى عقده، برعاية مشتركة مع السويد واليابان وألمانيا وتركيا والاتحاد الأوروبي، وحضره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فيرناندا إسبينوسا، ووزراء خارجية وممثلي 22 دولة، أهمية قيام المجتمع الدولي بسدّ العجز الحالي في موازنة «أونروا» لضمان استمرار مدارسها وتقديم خدماتها، «لكن الأهم من ذلك هو التوافق على آلية تضمن تمويلاً مالياً طويل المدى بما لا يضع أونروا في تحدٍّ لتوفير الدعم اللازم كل عام». واعتبر الصفدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض العام لـ «أونروا» بيير كرينبول، أن المؤتمر عكس «موقفاً دولياً واضحاً وصريحاً في دعم أونروا واللاجئين»، لكن التحدي يتمثل في مواصلة هذا الجهد. وأشار إلى أن إحدى النقاط التي بُحثت هي «إيجاد سبيل يمكن بموجبه وضع تخطيط مالي طويل الأجل حتى لا يأتي آب (أغسطس) من كل عام ويتساءل الأطفال الفلسطينيون ما إذا كانت هناك مدرسة يذهبون إليها». ولفت كرينبول إلى أن أكبر المساهمات كانت من جانب ألمانيا والاتحاد الأوروبي والكويت وإرلندا والنروج. وعلى رغم وصفه المساعدات المقدَّمة بأنها «خطوة كبيرة جداً في طريق التغلب على أكبر وأصعب أزمة مالية مرت بها أونروا على الإطلاق»، رأى كرينبول ضرورة في «إيجاد طرق لاستقرار مالي لأونروا في المستقبل». واعتبر الناطق الرسمي باسم الوكالة سامي مشعشع، في تصريح لـ «وفا»، أن «إرادة أونروا وشركائها انتصرت في هذا الاجتماع المفصلي على كل محاولات التشكيك في دورها ومحاولات إضعافها، وعززت مكانتها عالمياً نصيرةً وداعمةً للاجئين الفلسطينيين وحاميةً لحقوقهم ولضرورة استمرار خدماتها الحيوية والمنقذة لحياة الملايين منهم». وتوقع مشعشع أن يتقلص العجز المالي المتبقي (68 مليون دولار) مع وجود تعهدات إضافية من «دول داعمة وصديقة ستحدد قيمة تبرعاتها الإضافية لاحقاً». أزمة موظفي غزة ورداً على إعلان اتحاد موظفي «أونروا» في قطاع غزة العصيان الإداري ونيتهم توسيع أيام الإضرابات الشاملة بسبب خلاف مع إدارة الوكالة نتيجة صرفها حوالى ألف موظف ضمن برنامج الطوارئ والصحة النفسية، قال مشعشع إن الخلاف «لا يستوجب شل عمل أونروا في قطاع منكوب، ومعاقبة مئات آلاف اللاجئين» والطلاب والمنتفعين من خدمات «أونروا» الإنسانية والصحية وغيرها. وأوضح أن «الوكالة وقفت أمام مسؤوليتها وقررت التصرف بالموارد المالية المحدودة بحرص شديد، وقررت أن تكون أولويتها استمرار خدماتها الحيوية مهما كلف الثمن»، على رغم أن «قرار عدم التجديد لمجموعة محددة من العاملين كان صعباً جداً». وأكد أن الوكالة «ملتزمة مساعدة هؤلاء الزملاء إن استطاعت، لكن ليس على حساب الواجب الأكبر تجاه اللاجئين». ودعا مشعشع اتحاد الموظفين في غزة إلى الرجوع إلى طاولة الحوار وتغليب مصلحة اللاجئين.
مشاركة :