حكمت اليابان في مثل هذا اليوم لعام 1943 بالإعدام على الجاسوس السوفيتي من أصول ألمانية ريتشارد زورغي، الذي يجمع المؤرخون على أنه كان أنجح الجواسيس في تاريخ الاستخبارات. وبفضل عمل هذا الضابط البارع، حصل الاتحاد السوفييتي على معلومات كاملة عن الوضع العسكري والسياسي في اليابان والصين، واستفاد منها خير إفادة في وقف زحف جيوش هتلر على موسكو خريف 1941. كما أبلغ زورغي القيادة السوفيتية، بتأني جيش طوكيو في مهاجمة الاتحاد السوفيتي، ما أتاح نقل عدة فرق عسكرية من الشرق الأقصى الروسي لتعزيز الدفاع عن العاصمة موسكو غربي البلاد. ولد عميل الاستخبارات السوفيتية الأسطوري ريتشارد زورغي في أذربيجان سنة 1895، وفي 1914 تطوّع في الجيش الألماني، وشارك في الحرب العالمية الأولى. وفي 1919 انضم للحزب الشيوعي الألماني، وفي 1924 غادر إلى موسكو وحصل على الجنسية السوفيتية. وفي 1929، تم تجنيده في الاستخبارات العسكرية السوفيتية، لتنفيذ مهام أمنية في الخارج. وعمل تحت أسماء مستعارة عديدة منها، إيكا ريهاردوفيتش زونتر، ورمزي، وإنسون وغيرها من أسماء حركية. كما عمل بنجاح في الصين بين عامي 1930 و1932، حيث حشد شبكة استخباراتية تنقل معلومات قيّمة عن الاستعمار الياباني للصين. وبعد عودته من الصين إلى ألمانيا، أقام زورغي اتصالات ناجحة مع جهازي المخابرات العسكرية والغستابو الألمانيين، وانضم لحزب العمال الوطني الاشتراكي في ألمانيا (NSDLP). وساهم زورغي ومجموعته إسهاما كبيرا في تأخير اندلاع الحرب بين اليابان والاتحاد السوفييتي وقدم لموسكو تحذيرات عن الحرب في أوروبا. فقبل أربعة أشهر من الهجوم الألماني على الاتحاد السوفياتي، أبلغ زورغي الحكومة السوفيتية بتاريخ اندلاع الحرب العالمية الثانية. وفي 18 أكتوبر 1941، اعتقلت السلطات اليابانية زورغي ومساعديه، وفي 7 نوفمبر 1944 تم إعدامه مع رفاقه الشيوعيين اليابانيين في أحد سجون طوكيو. وتأخرت السلطات السوفيتية حتى عام 1964 في منح ريتشارد زورغي لقب بطل الاتحاد السوفيتي لضرورات أمنية، وكرّمت ذكراه وذويه ومنحت اسمه وسام بطل الاتحاد السوفيتي أرفع أوسمة الدولة، تقديرا له على الخدمات الجليلة التي قدمها ورفاقه اليابانيون والألمان للاتحاد السوفيتي والسلم العالمي. المصدر: وكالات
مشاركة :