أكدت السعودية أن الحلول السلمية للنزاعات من ثوابت السياسة الخارجية للمملكة، وشددت على أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يأتي من خلال ردع إيران.وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول الجمعة في نيويورك، وأوضح أن الإرهاب والتطرف من أهم التحديات التي تواجه العالم بأسره، حيث لم تسلم منطقتنا من تفشي التنظيمات الإرهابية، وجدد الدعوة إلى تكثيف التعاون الدولي للقضاء على كافة أشكال الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ومعاقبة من يدعمه ويغذي أنشطته بأي طريقة كانت، معرباً عن دعم المملكة للاستراتيجية الأمريكية الجديدة للتعامل مع إيران، بما في ذلك الجدية في التعامل مع برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية ودعمها للإرهاب.وأشار إلى أن السعودية تؤمن بأن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، يتطلب ردع إيران عن سياساتها التوسعية والتخريبية، لافتاً إلى أن إيران قامت بتشكيل الميليشيات الإرهابية المسلحة وتزويدها بالصواريخ الباليستية واغتيال الدبلوماسيين والاعتداء على البعثات الدبلوماسية، فضلاً عن إثارة الفتن الطائفية وتدخلها في شؤون دول المنطقة، وهذا السلوك العدواني يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية وقرارات مجلس الأمن، الأمر الذي جعل إيران تحت طائلة العقوبات الدولية. وفي الشأن الفلسطيني، قال الجبير إن القضية الفلسطينية كانت وما زالت هي القضية المحورية والجوهرية للمملكة وللعالم الإسلامي، انطلاقاً من الإيمان بالحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واستناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وجدد الدعوة إلى تكثيف الجهود المخلصة لإنهاء أطول صراع تشهده المنطقة.وشدد الجبير فيما يخص سوريا على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن 2254 والتوصل إلى الحل السياسي وفق مبادئ إعلان (جنيف 1). وفي الشأن اليمني قال إن ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، تواصل إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع والمنشأ تجاه مدن المملكة، حيث بلغ عددها 199 صاروخاً، بالإضافة إلى أنشطتها المزعزعة لأمن وسلامة الملاحة البحرية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر، مجدداً التزام المملكة بأهمية الحل السياسي للوضع في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.وشدد الجبير على استمرار السعودية في تقديم وتسهيل كافة الأعمال الإنسانية لتخفيف المأساة التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق والحرص الكامل على دعم الاقتصاد اليمني، وأشار إلى أن إجمالي الدعم الإنساني الذي قدمته المملكة خلال الأربع سنوات الماضية لليمن بلغ 13 مليار دولار.وتابع الجبير قائلاً: «في ظل جهودنا الحازمة والمستمرة لمكافحة الإرهاب قامت السعودية والإمارات والبحرين ومصر بمقاطعة قطر، فلا يمكن لدولة تدعم الإرهاب وتحتضن المتطرفين وتنشر خطاب الكراهية عبر إعلامها ولم تلتزم بتعهداتها التي وقّعت عليها في اتفاق الرياض عام 2013 واتفاق الرياض التكميلي عام 2014 أن تستمر في نهجها، حيث تمادت قطر في ممارساتها وهو ما جعل من مقاطعتها خياراً لا مفر منه».وأكد أن رسالة السعودية تقوم على الشراكة الصادقة مع العالم ليكون الحاضر مزدهراً والمستقبل مشرقاً، ولتعيش الأجيال القادمة بأمن واستقرار وسلام، ونتمنى لمنظمتنا هذه مزيداً من النجاح في تحقيق أهدافها السامية.(وكالات)
مشاركة :