نفت الهيئة العامة للغذاء والدواء، اليوم السبت، صحة ما تردد عن أن شرب القهوة سبب للإصابة بالسرطان؛ لاحتوائها على مادة الأكريلاميد الناتجة عن عملية تحميص حبوب البن. وأجرت الهيئة مراجعة للدراسات الحديثة حول علاقة استهلاك القهوة بخطر الإصابة بالسرطان؛ إذ علّق المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان في موقعه الإلكتروني بتاريخ 30 مارس 2018؛ بأنه رغم أن مادة الأكريلاميد الناتجة عن عملية تحميص حبوب البن، ارتبطت بخطر الإصابة بالسرطان في الجرذان، فإن الأدلة العلمية أثبتت أن شرب القهوة يقلل خطر الإصابة بسرطان الرحم والكبد. كما أوضح المعهد -وفقًا لمنظمة الصحة العالمية- أن مركب الأكريلاميد يوجد في كثير من الأغذية، مثل المخبوزات وحبوب الإفطار، ووجد أن أعلى متوسط لمستويات الأكريلاميد في البطاطس المقلية ورقائقها. ورغم أن مركب الأكريلاميد يزيد خطورة الإصابة بالسرطان للحيوانات المخبرية عند التعرّض لمستويات عالية، فإنه لا يوجد حتى الآن دليل علمي يثبت العلاقة بين الأكريلاميد في الأغذية ومخاطر الإصابة بالسرطان لدى الإنسان. ونُشرت دراسة في المجلة العلمية الأوروبية للوقاية من السرطان عام 2017، استعرضت جميع الأدلة العلمية المتاحة حول علاقة شرب القهوة بجميع أنواع السرطان. وأوضحت الدراسة أن جميع البيانات التي روجعت حتى شهر مايو عام 2016، تشير إلى عدم وجود ارتباط بين استهلاك القهوة وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك أنواع السرطان الشائعة، مثل سرطان الرئة والثدي والبروستاتا. كما أشارت تلك البيانات إلى أن استهلاك القهوة يقلل بنسبة كبيرة من خطر الإصابة بسرطان الكبد وبطانة الرحم، وربما تجويف الفم والبلعوم، ولا يوجد ارتباط بين استهلاك القهوة وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إضافة إلى أن مراجعة تلك البيانات توصلت إلى أن العلاقة الطفيفة والمباشرة بين شرب القهوة وسرطان المثانة التي وجدت في بعض الدراسات غير محتملة؛ وذلك لعدم وجود دليل على ارتباط الجرعة والفترة الزمنية بالخطر. كما أن إثبات العلاقة المباشرة بين تناول القهوة أثناء الحمل وخطر الإصابة بسرطان الدم للأطفال، يحتاج إلى مزيد من الدراسات. وراجعت دراسة أخرى عام 2017 التحليل التجميعي (Review of Meta-Analysis) لعدد من الدراسات عن تحديد العلاقة بين السرطان (سرطان الكبد، والبروستاتا، والمعدة، والثدي، والخلايا الصبغية أو الميلانوما) واستهلاك القهوة. ولفتت إلى أن القهوة تحتوي على مركبات (Caffeine, Cafestol, Kahweol, and Chlorogenic acids) التي قد تكون مفيدة في الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان، ولها خصائص مضادة للالتهابات والأورام. وذكرت بعض الدراسات أن للقهوة خصائص مضادة للسرطان. وأوضحت الدراسة المشار إليها أن نسبة انخفاض خطر الإصابة بالسرطان عند استهلاك القهوة تختلف باختلاف نوع السرطان؛ فمثلًا، تنخفض نسبة خطر الإصابة بسرطان الكبد إلى50% تقريبًا مع زيادة استهلاك القهوة، في حين أن نسبة انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا تصل إلى 2.5-7.5%. وفي عام 2016 نشرت دراسةٌ تحليلًا تجميعيًّا شاملًا للدراسات الاستباقية القائمة على الملاحظة للكشف عن العلاقة بين القهوة ومعظم أنواع السرطان. وبينت الدراسة أن تناول القهوة يمكن أن يقلل خطر سرطان الفم والبلعوم، وسرطان القولون، وسرطان الكبد، وسرطان البروستاتا، وسرطان بطانة الرحم، وسرطان الخلايا الصبغية أو الميلانوما. ويتطلب ذلك مزيدًا من الدراسات لتوضيح آلية العمل. في المقابل، قد يزيد استهلاك القهوة خطر الإصابة بسرطان الرئة، إلا أن عامل التدخين المرتبط بسرطان الرئة لم يؤخذ في الاعتبار. ومن خلال الدراسات العلمية، يتضح أن كثيرًا منها تشير إلى أن استهلاك القهوة يمكن أن يكون له أثر إيجابي في صحة المستهلك؛ لاحتوائها على مركبات لها خصائص مضادة للأكسدة، وقد تساعد في انخفاض خطر الإصابة بمعظم أنواع السرطان. كما أنه لا يوجد دليل علمي قاطع على أن مستويات الأكريلاميد في القهوة تزيد خطر الإصابة بالسرطان، كما أن الاستهلاك المعتدل للقهوة لا يسهم بنسبة كبيرة في زيادة التعرّض الغذائي الكلي للأكريلاميد. وعلى وجه العموم، وُجد أن جرعات الأكريلاميد المستخدمة في الدراسات على الحيوانات المخبرية، التي ثبت أنها مسرطنة، أعلى بـ1000 إلى 100 ألف مرة من تلك التي يتعرض لها الإنسان عن طريق الأغذية.
مشاركة :