«العض على الأسنان» يشوّه الفكين والعظام

  • 9/30/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر العض على الأسنان من المشكلات النفسية التي تصيب الأطفال والبالغين على السواء، وتتسبب هذه الحالة في انزعاج وإثارة واشمئزاز من ينام مع المصاب بها بنفس المكان ليلاً.وتؤدي إلى إصابة من يعاني منها بألم في الرأس عند الاستيقاظ في الصباح، بالإضافة إلى وجع بعضلات الفك وعدم القدرة على المضغ، وربما لا يشعر المصاب بهذه الحالة بنفسه في أحيان كثيرة، أثناء العض على الأسنان، وفي الغالب يعود ذلك إلى الضغط أو الشعور بالعصبية.ويعاني معظم المصابين بالعض على الأسنان أطفالاً وبالغين من هذه الحالة أثناء النوم، وبخاصة في الساعات الأولى منه، ويمكن أن يكون وراء ذلك خلل في الأسنان، أو نتيجة العصبية الزائدة، أو بسبب إحدى العادات السيئة، مثل وضع القلم بين الأسنان أثناء العمل، أو قضم الأظافر.وأكدت الأبحاث أن هذه الحالة وراءها محاولة تفريغ النفس من بعض الشحنات السالبة المتراكمة، ويمكن أن تكون من الآثار الجانبية لبعض العقاقير، وبخاصة مضادات الاكتئاب.ونتناول في هذا الموضوع مشكلة العض على الأسنان بالتفاصيل، مع بيان العوامل الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، ونقدم الأعراض التي تظهر وسبل الوقاية الممكنة وطرق العلاج الحديثة. صرير واحتكاك تقول الدكتورة كارلا شوير الاختصاصية في تجميل الأسنان: تعرف هذه الحالة بالمصطلح الطبي البروكسيزم، ويقصد به الضغط العصبي على الأسنان، أو الكزّ بقوة على الأسنان.وتحدث هذه الحالة في الغالب أثناء النوم، وتؤدي إلى صرير واحتكاك بين الأسنان السفلية والعلوية بصورة مزعجة، وربما أدت إلى استيقاظ من ينام بجوار المصاب بها.وتشير الدكتورة كارلا إلى أن بعضاً من هذه الحالات تكون خفيفة، ولا تستدعي العلاج، غير أن معظم الحالات تكون عنيفة ومتكررة، وبالتالي فإنه من الصعب على المريض أن يتجاهلها، حيث يمكن أن تؤدي لكثير من المضاعفات كاعوجاج الفك وتلف الأسنان والصداع ومشاكل نفسية.ويجب أن يراعي من يصاب بهذه الحالة الإشارات الدالة عليها، وذلك قبل حدوثها، حيث إن التشخيص لا يتم في كثير من الأحيان إلا بعد ظهور المضاعفات.وتضيف: تنتشر هذه الظاهرة في الأطفال بين سن الخامسة والسادسة من أعمارهم، وتنتشر في الأطفال الذين يعانون التخلف العقلي أو الصرع أكثر، ويتغلب كثير من الأطفال الطبيعيين على هذه الحالة بمجرد الكبر. القلق والضغط النفسي لا يزال السبب الأساسي وراء هذا الحالة النفسية مجهولاً، غير أن الأطباء والباحثين لاحظوا أن عدم انطباق الأسنان العليا على السفلى يمكن أن يساهم في هذه المشكلة.ويرتبط بهذه الحالة بعض الأسباب النفسية، مثل القلق والضغط النفسي والعصبية، وكظم الغيظ أو الإحباط، والشخصيات العدوانية أو التنافسية بصورة مبالغ فيها، وربما يرتبط العض على الأسنان بالنسبة للأطفال بأعراض النمو والتطور الجسماني والنفسي.وتضيف: تعود كذلك إلى بروز أسنان الحليب أو ظهور الأسنان الدائمة، وفي العادة تكون الحالة مؤقتة ولا تستمر وقتاً طويلاً.ويرى بعض الباحثين أن السبب وراء هذه الحالة هو عدم انطباق الأسنان بصورة جيدة، فيما يرى آخرون أن الحالة النفسية للطفل، ومدى تعرضه للعوامل التي تثير القلق والضغط النفسي والغضب وراء هذه الحالة. حتى العاشرة ويوضح الدكتور أندرو كولبارد اختصاصي تجميل الأسنان: تتسبب العصبية في إصابة البالغين بهذا الاضطراب، ويمكن أن تعود الإصابة إلى مضاعفات مشكلات أخرى مثل: عضة أسنان غير صحيحة، أو نوم غير مريح، أو بسبب تسوس في الأسنان، أو أسنان مفقودة من الفم.ويمكن أن يؤدي الضغط العصبي إلى العض على الأسنان، مثلما هو الحال عند الغضب، وتكثر هذه الحالة لدى الأطفال، إلا أنها تنتهي مع الوصول إلى سن العاشرة، كما تنتشر من أواخر سن المراهقة وحتى الأربعينات، ثم تنحسر مع التقدم في العمر.ويزيد من إمكانية العض على الأسنان النيكوتين الموجود في السجائر والأدوية المخدرة مثل الكوكايين. مرحلية أو مستمرة يضيف الدكتور أندرو، أن العض إذا كان مرحلياً، فإن المريض يعاني من ألم في الرأس، وكذلك في عضلات الفك، وبخاصة فترة الصباح، ولا يشعر من يعض على أسنانه أثناء نومه، إلاّ من خلال من يشاركه السرير نفسه، مثل الزوج أو الزوجة، أو في الغرفة نفسها، حيث يتسبب صرير واحتكاك الأسنان في إيقاظ النائم بجانب المريض.ويؤدي استمرار هذه الحالة مدة كبيرة إلى تخلخل الأسنان وفقدانها، ويعاني المريض من جيوب اللثة، ويصاب بالصداع أو ألم في الرأس عند الاستيقاظ صباحاً، كما يعاني من وجع في العضل وانتفاخ من جهة الفك، وتتأثر قدرته على المضغ في الصباح.ويمكن أن يتسبب استمرار العض على الأسنان إلى تآكلها، وتآكل غطائها، وهو ما يؤدي إلى انكشاف العصب والتسبب في آلام رهيبة.وتزداد حساسية الأسنان، ويصاب المريض بألم وتيبس في عضلات الفك، بالإضافة إلى آلام الأذن التي تنتج عن انقباضات عضلات الفك بصورة عنيفة، ويتآكل نسيج الخد الداخلي بسبب وقوعه تحت حركة الأسنان. أشعة للفكين والعظام يضيف الدكتور أندرو: ينبغي على المصاب بهذه الحالة استشارة الطبيب عند شكوى من ينام بجواره من صرير الأسنان أثناء النوم، وكذلك بالنسبة للطفل عند سماع صرير أسنانه أثناء النوم أولدى ظهور أي من الأعراض.ويمكن أن يلاحظ طبيب الأسنان آثار العض على الأسنان بشكل واضح، في أسنان المريض أو من خلال شكواه، وبخاصة عند انكسار سنة أو حساسية مفرطة.ويقوم بمتابعة تطور هذه الآثار على مدى أسابيع عدة، لمعرفة حاجتها إلى العلاج، ويمكن أن يسأل الطبيب في حالة شكّه بوجود مشكلة العض على الأسنان عن الضغط العصبي، الذي يتعرض له المريض في المحيط الأسري أو محيط العمل والأصدقاء.ويطلب في هذه الحالة إجراء أشعة للفكين وعظام الأسنان لتقييم الضرر الذي وقع عليهما، ومعرفة حجم التلف الذي تسبب فيه كثرة العض. السبب وراء الإصابة وعن الأسباب التي تقف خلف المشكلة يقول طبيب الأسنان الدكتور يسار بوثيدوث: يرى العديد من الأطباء أن كثيراً من حالات العض على الأسنان ليست في حاجة للعلاج، وخصوصاً بالنسبة للأطفال.ويمكن أن تحتاج حالات العض على الأسنان المستمرة إلى علاج، وذلك بحسب السبب وراء الإصابة، فعندما يكون الضغط النفسي وراء هذه الحالة فإن العلاج يعتمد على السيطرة على الحالة النفسية، من خلال توفير طرق للاسترخاء وتجنب الضغوط.ويمكن للطبيب تصحيح أي اعوجاج أو عدم تطابق بين الفكين، إذا كان هذا هو السبب وراء هذه الإصابة، وربما لجأ الطبيب إلى العلاج السلوكي، من خلال تدريب المريض على تغيير عاداته، فمثلاً يطبق المصاب بالعض على الأسنان شفتيه دون ملامسة الأسنان العليا للسفلى، وذلك بملامسة طرف اللسان لسقف الفم، ويساعد هذا التدريب في منع الأسنان من أن تحتك بعضها ببعض. واقي الأسنان يضيف الدكتور يسار: يلجأ طبيب الأسنان في بعض الأحيان إلى استخدام واقي الأسنان، وذلك في حال عدم وجود فائدة من الأساليب العلاجية السابقة، أو لأن الحالة تستدعي استخدامه، وهذا الواقي هو غلاف بلاستيكي مطاطي، يتم تثبيته على أسنان الفك الأسفل قبل النوم، حتى يمنع تأثرها بالاحتكاك.وينبغي على الطبيب تصحيح عضة الأسنان باستخدام الواقي، وذلك حتى تكون العضة مريحة وصحيحة، ويمكن الاستعانة بجهاز تنبيه يسجل ردود فعل الجسم اللاإرادية للمؤثرات وينبه المريض لها، حتى يغير من رد فعله وبالتالي يتخلص من العض على الأسنان.ويختتم الدكتور يسار قائلاً: يمكن أن ينصح بعض الأطباء باستخدام مرخيات العضلات قبل النوم، على الرغم من أن الرأي الراجح عدم فعالية الأدوية في علاج مشكلة العض على الأسنان، وربما قام الطبيب بتغيير نوع معين من الدواء يستخدمه مريض الاكتئاب، عند الشك أن العض على الأسنان هو أحد الأعراض الجانبية لهذا الدواء. عادات سيئة تشير دراسة حديثة إلى أن حوالي 20% من البالغين يصابون بمشكلة العض على الأسنان خلال النوم، في حين أن ما يقرب من 30% من الأطفال يعانون من هذه المشكلة، ولو على فترات متفاوتة.ويمكن أن تكون هذه المشكلة مرحلية أو دائمة، وينصح أطباء الأسنان للوقاية من هذه الحالة بالتخلص من الضغط العصبي، أو على الأقل تقليله إلى الحد الذي يساعد في تقليل ظهور أعراض هذه المشكلة، والمضاعفات التي تترتب عليها، وبصفة عامة معالجة الأزمات النفسية.وينصح المريض كذلك بالخضوع لاختبار دوري، يتم فيه تقييم مدى التلف الذي أصابه، ومعرفة مدى فاعلية العلاج.ويجب على المدخنين، وكذلك من يتناولون المواد التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي، الحد من كل هذه المواد، وينبغي على المصاب بمشكلة العض على الأسنان التخلص من العادات السيئة، مثل قضم الأظافر أو العض على الأشياء بالأسنان الأمامية، مع عدم استعمال الأسنان في كسر المأكولات الصلبة مثل المكسرات.ويمكن أن يفيد وضع كمادات المياه الساخنة على جوانب الفكين 10 دقائق قبل النوم في الحد من هذه المشكلة.

مشاركة :