أعلن الميدان التربوي قبل عدة أعوام رسميا عن طريق وزارة المعارف سابقا، التربية والتعليم حاليا أعلن عن المنع التام للضرب واستخدام العصا بعموم مدارسنا التابعة للوزارة وكان ذلك القـرار يصب في مصلحة الجميـع سواء كان لمحور العملية التربوية وهو الطالب أو بقية العناصر المرتبطة بذلك والمكملة له. ولكن من الأمور المستغربة حقا أن نجد استخدام العصا موجودا وبشكل علني حتى الآن لأغلب مدارس الوزارة ولعل ما يثبت ذلك هو ما تسطره لنا كافة الصحف ووسائل الإعلام المعلنة من قصص ومغامرات حيال ذلك ولعل ما حصل مؤخرا من إصابات لأحد الطلبة في الصف الأول الابتدائي خير دليل على ذلك الإجحاف في حق الطلبة من تلك الناحية. وعليه أقول كما هو لسان الحال الجميـع من مربين وتربويين ومختصين وأيضا أولياء أمور إن الطالب بالمدرسة يتلقى المعلومة وشؤونا تربوية أخرى نافعة وليس موجودا بالمدرسة لتلقي الضرب بشتى أنواعه وطرقه كما أن المنهجية الحضارية للتعلم ترفض بتاتا تصرف المعلم لاستخدام ورفـع العصا سواء كانت منهجية دولية أو محلية وقبل ذلك دينية تربوية.. وبالنظر إلى حولنا من الأقطار المجاورة البعيدة كانت أو القريبة نجد أن أسلوب الضرب العقيم كتجربة سابقة انتهت وتلاشت منذ عدة عقود مضت لإثباتات وتجارب وبراهين كان لها أثـر فعال سلبي وتـم استبدالها إلى جوانب إيجابية أعطت مفاعيل ناضجة وحية خدمت الميدان التربوي. ولذا بات من المؤكد أن يتم التعرف على المعلم المربي والمعلم الجلاد أو كما يقال المعلم العاجز بكل أسف، فهل من تبصر إلى تلك الأمور المؤسفة واستبدالها تربويا لما يخدم مواقعنا التعليمية ويحقق لها هدفا منشودا تربويا واحتراما وتعزيزا لطلابنا ومن ثم زرع الثقة في ذاتهم .. والله من وراء القصد. عبد الله مكني (الباحة)