هبط الذهب إلى أدنى مستوى في ستة أسابيع، أمس، مع ارتفاع الدولار بعد بيانات اقتصادية أمريكية دعمت نية مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) رفع أسعار الفائدة على الدولار بشكل مطرد. وانخفض الذهب نحو 1.6 في المائة خلال أيلول (سبتمبر) في سادس خسارة شهرية على التوالي، ووضع ذلك المعدن على مسار أطول موجة خسائر شهرية خلال 20 عاما أي منذ كانون الثاني (يناير) 1997. ووفقا لـ"رويترز"، لم يسجل الذهب تغيرا يذكر في المعاملات الفورية عند 1182.48 دولار للأوقية بحلول الساعة 07:36 بتوقيت جرينتش، ولامس المعدن الأصفر أدنى مستوى له منذ 17 آب (أغسطس) عند 1180.34 دولار للأوقية في وقت سابق من الجلسة. وفي الإطار، قال مستثمرون لـ"الاقتصادية" إن الإقبال على السبائك الذهبية من وزن 10 – 100 جرام ارتفع بنسبة بلغت 10 في المائة على الرغم من تراجع الأسعار منذ بداية العام الجاري 2018، مؤكدين أن زيادة الطلب تعزز مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمار، خاصة مع الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم. وأوضح صلاح العماري عضو في لجنة الأحجار والمعادن الثمينة بغرفة جدة، أن تزايد الإقبال على شراء السبائك الذهبية بنسبة 10 في المائة خلال الأشهر الأربعة الماضية، يعود إلى اهتمام المستثمرين بهذا القطاع كنوع من الاستثمار الآمن. وأشار إلى أن الإقبال على المشغولات الذهبية خلال موسم الحج يعتبر جيدا مقارنة بالركود العالمي، مؤكدا أن أسعار الذهب في المملكة ما زالت الأفضل بالمنطقة، حيث ارتفعت في دول الجوار مع زيادة التكلفة التشغيلية، فالمملكة تعتبر محل اهتمام سواء المستثمرين أو الحجاج لامتلاك الذهب السعودي لما يتميز به من نقاء. وحول مخالفة محال الذهب بعدم احتساب الحجر منفصلا عن الذهب بالمشغولات الذهبية، قال العماري، إن محال الذهب تعمل بجميع اشتراطات وزارة التجارة، وتوزن الأحجار التي يبلغ وزنها أكثر من 5 في المائة من وزن الذهب، ولا بد من وزنها بشكل منفصل عن الذهب، ولكن أغلب المشغولات الذهبية بالمملكة الأحجار لا تبلغ 5 في المائة من وزن الذهب، لذلك لا يتم وزنها بشكل منفصل، إضافة إلى اختلاف احتساب أسعار الذهب بين المحال. من جانبه قال أحمد الشريف مدير مؤسسة أحمد فؤاد الشريف للذهب والمجوهرات، إن الإقبال على السبائك من قبل المستثمرين يترتب على حجم السيولة بالسوق، فالسيولة الآن محدودة لذلك الإقبال محدود على المشغولات الذهبية، مشيرا إلى أن الركود العالمي وارتفاع تكلفة الحج والتكلفة المعيشية أثرت على الإقبال على قطاع الذهب. وأوضح الشريف، أن التحديات التي تواجه قطاع الذهب ستتلاشى من الوقت، مبينا أن توطين القطاع يحتاج إلى فترة حتى يتمكن العاملون من اكتساب خبرة، إضافة إلى السماح للسيدات بالعمل في قطاع الذهب، ما سيرفع التنافس في الإقبال على التدريب والعمل بالذهب. بدوره قال عماد الشاولي مستثمر في الذهب، إن المجتمع أصبح أكثر وعيا في كيفية توجيه أمواله، وهو ما نشهده الآن مع تراجع أسعار الذهب، حيث شهدت السبائك إقبالا خلال الأشهر الماضية بشكل أكثر من المشغولات الذهبية، كأداة لحفظ الأموال والاستثمار في المدى البعيد.