أعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني عن تنظيم عودة طوعية لدفعة جديدة من اللاجئين السوريين في لبنان الإثنين المقبل، عبر معبري المصنع والعبودية الحدوديين ومن عرسال عبر معبر الزمراني على الحدود السورية. وقال وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال معين المرعبي لـ «الحياة» إن مجموع الذين عادوا طوعاً عن طريق الأمن العام اللبناني بلغ حتى الساعة 4100 فقط»، مشيراً إلى أن الحدود اللبنانية- السورية مفتوحة وحركة المعابر الحدودية تسجل سنوياً دخول وخروج ما مجموعه مليون و800 ألف سوري». ولفت المرعبي إلى «ان الوزارة لم تسجل عودة أي نازح عاد إلى سورية ومن ثم عاد مرة أخرى إلى لبنان هرباً من الوضع الذي واجهه في سورية». وأشار إلى أن الدخول خلسة إلى لبنان لم ولا يتوقف، لكنه لفت إلى أن من أصل 3 آلاف سوري سجلوا أسماءهم من بلدة فليطا السورية طلباً للعودة لم يقبل منهم سوى 300 فقط. وقال المرعبي إن اهالي بلدة القصير السورية النازحين إلى لبنان وتحديداً إلى مخيمات عرسال، سلموه قبل سنة «مذكرة يطلبون فيها العودة إلى بلدتهم وإذا تعذر الأمر فإلى جرابلس التركية، إلا أن الجانب التركي رفض هذا الأمر خشية قطع جذور النازحين عن بلدهم». وكان المرعبي التقى أمس، وفداً من المعارضة السورية ضم رئيس «حركة التجديد الوطني» عبيدة نحاس، نائب الرئيس محمد السرميني واعضاء في المكتب التنفيذي للحركة، وقال لـ «الحياة» إن «الوفد يتواصل مع الجميع من أجل عودة الشعب السوري النازح إلى سورية». وكان المرعبي أكد أمام الوفد أن «الحل الجذري لإنهاء مأساة النازحين السوريين يتمثل بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية»، داعياً إلى «ضرورة أن تعمل كل القوى المهيمنة في سورية، من الروس والأميركيين والأوروبيين والأتراك، لوقف المأساة الإنسانية من خلال إعادة الأخوة النازحين السوريين إلى مدنهم وبلداتهم الأصلية خدمة للإنسانية جمعاء». وأبلغ الوفد أن «المبادرة الروسية على رغم عدم تكاملها وعدم وضوحها، إلا أننا نعول على بلورة سريعة لتفاصيلها، كونها المبادرة الجدية الوحيدة المطروحة على الساحة الدولية، ونأمل أن تحقق النجاح بما يخفف من مأساة الشعب السوري المشرد»، لكنه لفت إلى «أن الصعوبة في تنفيذ هذه المبادرة يتمثل بتوفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار لتكون العودة ممكنة ومستدامة، وهذا يتطلب أموالاً ضخمة لإعادة إنشاء البنى التحتية». وكانت السفارة الروسية لدى لبنان نشرت بياناً كان صدر عن اجتماع غرفة العمليات المكلّفة عودة النازحين الروسية- السورية، الّذي قبل يومين في موسكو، وأكد خلاله الجانب الروسي مواصلة «العمل الدؤوب لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. وأن اللواء يفغيني إيليين أعلن خلال الاجتماع أنّ مليون و470 ألف لاجئ عادوا إلى سورية بالتعاون مع عدّة دول ومنظمات دولي، ويجري حاليّاً إعادة بناء منشآت البنى التحتية لخدمة اللاجئين السوريين بعد عودتهم، ومنها 138 مدرسة، 116 حديقة أطفال، 109 مخابز، 113 محطة لضخ المياه، 119 محطة فرعية كهربائية، 106 مصحات طبية، 1468 مسكناً و79 معهداً وجامعة». وأكدت السفارة أنها «تواصل العمل لمساعدة السلطات اللبنانية في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم على أساس دائم، في إطار عمل اللجنة الروسية- اللبنانية المشتركة، بالتعاون مع مركز الاستقبال وتوزيع وإقامة اللاجئين التابع للجيش الروسي في دمشق».
مشاركة :