حذّر الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري مواطنيه من أنّ الأشهر المقبلة ستكون بمنتهى الصعوبة، إذ أنّ حكومته تعهّدت لصندوق النقد الدولي بتطبيق إجراءات تقشف للخروج من الأزمة. وغداة الإعلان عن قرض من صندوق النقد للأرجنتين بقيمة 57 بليون دولار، قال ماكري: «أمامنا أشهر بمنتهى الصعوبة (...) كنّا نعلم أنّ ذلك لن يكون سهلاً، ونحن مقتنعون بأنّ هذا هو السبيل الوحيد». وتعاني الدولة على غرار دول ناشئة أخرى، من أزمة ثقة داخلية تتزامن مع ظروف دولية غير مواتية، مع ارتفاع نسب الفوائد في الولايات المتحدة، كما خسر البيزو 50 في المئة من قيمته منذ مطلع العام الحالي. وأكّد الرئيس الأرجنتيني في خطاب متلفز من القصر الرئاسي أنّ «هدفنا سيكون دائماً الحدّ من الفقر». وأضاف: «هذه الأزمة يجب أن تكون الأخيرة، فحالما تنتهي العاصفة، سيكون لدينا نموّ من جديد». إلى ذلك أعلن متعاملون أن البيزو الأرجنتيني هبط 3.17 في المئة إلى 41.00 مقابل الدولار في بداية جلسة التداول أمس، وسط إقبال قوي على شراء العملة الأميركية في أعقاب تغييرات على السياسة النقدية أعلنت بمقتضى اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي. ويتوقع أن يسمح الاتفاق مع صندوق النقد للبيزو بالتحرك بحرية في نطاق بين 34 و44 مقابل الدولار، مندون تدخل من البنك المركزي. وأشار تقرير من «أس بي أس» للاستشارات إلى أن «المتعاملين يتفهمون أن الاتفاق الجديد مع صندوق النقد الدولي، هو أنباء جيدة في شأن سياسة المالية العامة، لكن انطباعنا الأولي هو أن السياسة النقدية الجديدة جامدة للغاية وتخلق أخطاراً كبيرة على النشاط الاقتصادي، خصوصاً إذا تخطى التضخم السنوي 40 في المئة خلال الشهر الجاري». إلى ذلك أعلن «المعهد الوطني للإحصاء والتعداد» في الأرجنتين أمس أن معدل الفقر ارتفع إلى 27.3 في المئة خلال النصف الأول من العام الحالي، من 25.7 في المئة في النصف الثاني عام 2017. ويواجه اقتصاد الأرجنتين الذي ضربه الركود صعوبات في التعافي، بعد جفاف حاد ألحق ضرراً بالصادرات في وقت سابق من العام الحالي، وهبوط حاد للعملة المحلية البيزو.