في هذه الأيام وعندما يقتل الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الجنود في بعض ربوع بلاد العرب والمسلمين فإنها تحفر لهم حفـر كبيرة (مقابـر جماعية) يقذفون فيها.! وخبر في الصحف وفي بعض الفضائيات؟.. ولكن وعندما يطالعنا خبر مقتل جندي (من دول غربية.. أو أمريكي).؟.. فإن لذلك الخبر اهتمامات وتداعيات وطقوسا ونواحا واستفسارات أخرى ..! ، فعلى سبيل المثال في بلده عند تلقيهم نبأ مقتل جندي منهم سوف تدوي صفارات وتحضر إلى مكان الحادث فرق مختلفة وطائرات هيلوكبتر وسيارات إسعاف ومحققون دوليون ومصورون وكمرات وتحاط المنطقة بعشرات من الجنود والعتاد ويمنـع السير ويقبض على العديد من المارة وأهل الحي وربما تنتهك حرمات البيوت ويعتدى على النساء والأطفال الأبرياء.. ثم تلف الجثة أو ما بقي منها في علم بلادها وتوضـع في الثلاجة وتنتظـر الأوامـر... وتبدأ رحلة المغادرة ــ مغادرة أرض أرسل إليها وليس له فيها ثأر أو جذور أو محارم ــ لا ناقة ولا جمل ــ ثـم يخرج من الثلاجة معـززا مكرما تقدم له التحية العسكرية ويصطف له الجنود ويوضـع في طائرة خاصة تنقله وحده آلاف الأميال حيث يستقبل هناك استقبال الأبطال.. تعزف الموسيقى ألحانا جنائزيـة ويوضـع على عربة مدفعية تقدم له التحية العسكرية..! .. ثم يأخذ إلى مقابـر أعدت خصيصا له ولم يسبقه من القتلى القادمين من هناك .. ويوارى .. في التراب ..! .. هذه نهاية موتاهم.. وتلك نهاية موتانا.؟. ولكن وبعد ذلك يطرأ موقفان، أحدهما في الدنيا والآخر بعيدا عن الأنظار تحت الثرى (في التراب).؟. فعلى الأرض وبين الخلق تبدأ معركة كلامية، إنذارات وتوعدات. وانتقامات ومزيـد من القتل..؟ ، وينتظر الجميـع إلى الغد وإلى قدوم جثة أو جثت أخرى ..؟. وتحت الأرض سوف يختلف مصير قتلانا عن مصير قتلاهم، سوف يـرى (الجندي) الذي حارب وقتل وقاتل ودمر وعاث في الأرض فسادا شر أعماله وسوف يحاسب حسابا سريـعا تفتح له بعد ذلك نافذة تليق بما قدم في حياته.. وربما لسان حاله يقول : « يا ليت قومي يعلمون بما أنا فيه..؟ ».
مشاركة :