الأحساء: قوالب خرسانية لمنع انهيار «بحيرة الأصفر»

  • 1/3/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تابع المدير العام لهيئة الري والصرف في الأحساء المهندس أحمد الجغيمان أمس، الخطوات الاحترازية التي تتخذها الهيئة لمنع فيضان بحيرة الأصفر، الواقعة شرق محافظة الأحساء، وتكرار ما حدث العام الماضي، حين وقع انهيار لسد رملي يستعمل لحجز مياه البحيرة، بسبب الضغط الكبير على السد وارتفاع منسوب المياه. وغطت المياه أجزاء واسعة من طريق العقير – العيون، بطول يصل إلى 15 كيلومتراً. ما أعاق حركة موظفي الشركات، وأثرعلى خطوط نقل الكهرباء. وجال الجغيمان أمس، على مواقع الأعمال الميدانية التي تنفذها الهيئة في بحيرة الأصفر. إذ نفذت إدارة الصيانة العامة أخيراً حاجزاً افتراضياً من القوالب الخرسانية، لصد أية حالة لارتفاع مستوى المياه جانب البحيرة الشرقي، تلافياً لحدوث أي طارئ. كما اطلع على أعمال هيئة الربط الخليجي للكهرباء، التي أنهت تمديد خط الأبراج الكهربائية. وزار ورش صيانة المرافق المدنية التابعة للهيئة وساحات العمل، ومكاتب حركة المعدات والآليات. وكان فريق من جامعة الملك فيصل، وجهات حكومية أخرى، أخذ على عاتقه إعداد دراسة «تطويرية» لبحيرة الأصفر، بهدف المحافظة عليها كموقع «بيئي طبيعي» موجود منذ مئات السنين، وحمايتها من التلوث، والحفاظ على الحياة البيئية والفطرية فيها، إضافة إلى وضع خطط مستقبلية، لتطوير هذه البحيرة. وتعتبر الأصفر أكبر تجمع مائي في منطقة الخليج. وكانت تسمى سابقاً «بحيرة هجر»، ثم أخذت اسمها الحالي «الأصفر» من حاكم المنطقة سابقاً الأصفر الثعلبي. كما ارتبطت البحيرة بوجود المياه في الأحساء، إذ كانت سابقاً امتداداً لنهر المُحَلم العظيم، الذي يمتد من عين الحارة والعيون القريبة منها، ليمر عبر جبلي الشبعان القارة، وأبو الحصيص التويثير، ليصل إلى الخليج العربي. وكان ممراً للمراكب والسفن، بحسب ما ذكر المؤرخ عبدالخالق الجنبي، الذي أوضح أنه «بعد انقطاع النهر وجفافه، جاء القرامطة 317هـ، في عهد عبدالله بن الحسن القرمطي، بنظـام ري زراعي منظم ومصارف بحسب انسيابية الأرض، لتنتهي بتجمّع مائي ضخم يقع شرق العمران مباشرة». وتقع بحيرة الأصفر على بعد خمسة كيلومترات إلى الشرق من مدينة العمران. وتتألف البحيرة في الأساس من مياه الصرف الزراعي، إذ تسير قنوات المصرف لتتجمع في قناة رئيسة تصب في البحيرة. وتلعب البحيرة دوراًً آخر في الشتاء، إذ تنقل هذه المصارف مياه الأمطار. وتحيط في البحيرة الكثبان الرملية، لذا يعتبرالوصول إليها«صعباً نوعاً ما». ويحتاج قاصدها إلى مركبات ذات دفع رباعي. وتنمو حول البحيرة نباتات صحراوية مختلفة، أبرزها«السرخس»، الذي ينمو بكثافة حول أطرافها. وعند انحسار المياه صيفاً، تكون مرعى غنياً للأغنام والإبل، إذ يخيم حولها الرعاة. كما ينمو حولها نبات «الطرفاء»، وغيره. وتعد البحيرة محطة استراحة لهجرات الطيور المختلفة، التي تعبر مرتين في العام من الشمال إلى الجنوب، والعكس. وتتنوع هذه الطيور مثل البط والأوز، إضافة إلى البلابل والعصافير. كما تضم البحيرة أسماكاً يمكن مراقبتها بالنظر. ونمت بأحجام مختلفة، نتيجة لعدم اصطيادها، وذلك من طريق التوعية. وتعادل مساحة البحيرة في الحد الأعلى، مساحة الواحة المزروعة، ويصل طولها إلى 25 كيلومتراً. أما عرضها «فيتغير بين الصيف والشتاء، لأنه عبارة عن ألسن تمثل خلجاناً صغيرة. وتعد البحيرة مكان خلوة جميلة لكثير من مرتاديها، وبخاصة للتخييم، وممارسة صيد الطيور في مواسم الهجرة. ويلاحظ زائر بحيرة الأصفر اختلافاً كبيراً بين انطباعاته عن واحة الأحساء المزروعة بالنخيل، وبين المناظر الخلابة أيضاً، بامتداد الأفق للغطاء النباتي المتداخل مع البحيرة، والمتعانق مع الكثبان الرملية. إلى ذلك، ناقش أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، والرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لنقل الكهرباء الدكتور محمد عويض، آليات معالجة التعارض القائم لعدد من مشاريع الأمانة الجاري تنفيذها مع أعمدة الضغط العالي التابعة للشركة السعودية للكهرباء، بحضور قيادات من الأمانة والشركة. ودعا الملحم إلى «تكليف ضابط اتصال من الشركة السعودية للكهرباء، له قراره الإداري، يُسهم في إنهاء الإجراءات بوتيرة متسارعة». وأشار إلى أن مشاريع الأمانة تحظى بمتابعة مستمرة لمراجعة تنفيذ مشاريع القطاعات الحكومية، موضحاً أن الأمانة «صُنفت من الأمانات المميزة في تعاملاتها الإلكترونية ومشاريعها الخدمية في العام الماضي».

مشاركة :