حزبا البارزاني والطالباني يخوضان سباق رئاسة العراق إلى أمتاره الأخيرة

  • 10/1/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

السليمانية (العراق) - يحشد الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو الحزب الذي أسسه وترأسه لسنوات الزعيم الكردي الراحل جلال الطالباني، كل جهوده في العاصمة العراقية بغداد لدعم مرشحه لمنصب رئيس جمهورية العراق، السياسي المخضرم برهم صالح. وأرسل الاتحاد نجل الطالباني الأكبر بافل، على رأس وفد حزبي رفيع مساء السبت إلى بغداد ثم أرسل وفدا آخر الأحد إلى العاصمة، برئاسة كوسرت رسول نائب أمين عام الحزب. ويحاول الاتحاد الوطني مواجهة طموح الزعيم الكردي البارز مسعود البارزاني في حجز منصب رئيس الجمهورية للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه، بعدما بقي المنصب لثلاث دورات متتالية من حصة حزب الطالباني. وحسم مسألة رئاسة الجمهورية العراقية أساسي للمرور إلى حلّ العقدة الأصعب متمثلّة برئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة، والمفروض دستوريا اختيار رئيس للبلاد في موعد لا يتجاوز الثلاثاء. ويجري السباق على المنصب في أمتاره الأخيرة في ظلّ الانتخابات البرلمانية لإقليم كردستان والتي جرت الأحد، ولم تستبعد دوائر سياسية أنّ تمسّك حزب البارزاني بتقديم مرشّحه لرئاسة العراق جزء من الدعاية في تلك الانتخابات. برهم صالح أوفر حظا في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية إذا تجاوز تبعات صفقة اختيار الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب ولأول مرة، منذ تشكيل حكومة نوري المالكي الأولى في 2006، يتنازع الحزبان المتنفذان في المنطقة الكردية على منصب رئيس الجمهورية، بعدما كان جزءا من صفقة يحصل بموجبها حزب الطالباني على هذا المنصب مقابل تسمية البارزاني رئيسا لإقليم كردستان. ويقول أعضاء في حزب البارزاني إنّه مع تجميد منصب رئيس إقليم كردستان إثر الاستفتاء الكردي الفاشل على الانفصال عن العراق في سبتمبر من العام الماضي، لم تعد الصفقة مع الاتحاد الوطني قائمة. ويعتمد الاتحاد على جاذبية مرشحه برهم صالح في الأوساط السياسية الشيعية والسنية، بينما يراهن البارزاني على اتفاق أبرمه مع ممثلي الأحزاب الشيعية والسنية، أتت برئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ومن المنتظر أن تحسم أمر المرشح لرئاسة الجمهورية. وقدم البارزاني مرشحا لرئاسة الجمهورية أثار الجدل في بغداد، وهو فؤاد حسين، إذ أن أكبر منصب سبق له أن شغله هو رئاسة ديوان إقليم كردستان. ويصف أنصار صالح المرشح فؤاد حسين بأنه “موظف لدى البارزاني” في إشارة إلى أنّه “سكرتيره” أو “مدير مكتبه”. ولم يسفر لقاء بين صالح والبارزاني في أربيل، الجمعة، عن حلحلة الخلاف، وبقي الطرفان متمسكين بالترشيح. ويحاول حزب الطالباني تسويق برهم صالح في الأوساط السياسية العربية بوصفه “كرديا معتدلا يؤمن بعراق قوي”. ويردّد صالح هذا الشعار ويقول إن حقوق المنطقة الكردية لن تصان من غير مركز قوي. ومن المتوقع أن تكون الساعات القادمة حاسمة في مضمار السباق بين الحزبين الكرديين إلى منصب رئيس الجمهورية. وسيكون على البرلمان العراقي انتخاب رئيس من بين المرشحين في موعد أقصاه الثلاثاء وفقا للتوقيتات الدستورية. وتقول مصادر سياسية مطلعة في بغداد لـ“العرب” إن “الاتحاد الوطني الكردستاني دفع بوفدين تفاوضيين إلى بغداد لدعم حظوظ صالح، فضلا عن الوفد الكبير الذي يرأسه المرشح نفسه ويجري مشاورات مع مختلف الأطراف في العاصمة العراقية منذ أيام”. ويخشى الاتحاد الوطني الكردستاني أن يؤدي التزام الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وزعيم ائتلاف الفتح هادي العامري ببنود الصفقة السياسية التي أوصلت محمد الحلبوسي إلى رئاسة البرلمان بمشاركة البارزاني. وسيؤدي تكرار هذه الصفقة إلى حصول مرشح البارزاني على الدعم الكافي لوصوله إلى منصب رئيس الجمهورية. لكن الصدر نفسه والعامري أيضا، ربما لن يضمنا أصوات النواب الذين يتبعون لهما في حالة التصويت السري على منصب الرئيس. ويتوقع مراقبون أن يتجه العديد من النواب إلى دعم صالح خلال التصويت بالرغم من إبلاغهم من قبل كتلهم بالتصويت لمرشح البارزاني، ما يفتح النتائج خلال جلسة الثلاثاء على جميع الاحتمالات بشأن رئيس العراق القادم. الانتخابات تعمق هوة الخلافات بين فرقاء كردستان العراق أربيل (العراق) - جاءت الانتخابات البرلمانية التي شهدها الأحد إقليم كردستان العراق، لتزيد من تعميق الهوّة بين الفرقاء السياسيين المتصارعين في الإقليم. وشكت أغلب الأطراف المشاركة بالانتخابات من خروقات وعمليات تزوير واسعة النطاق طالت عملية الاقتراع، وحتى نسبة المشاركة فيه التي قالت مفوضية الانتخابات إنّها فاقت الأربعين بالمئة، فيما أكّدت مصادر محلّية أنّ الإقبال الفعلي على المراكز الانتخابية بعيد جدّا عن تحقيق تلك النسبة، وأنّ حالة واضحة من عدم الاكتراث الشعبي رافقت انتخابات الأحد. وأعلن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عدم اعترافه بنتائج الانتخابات بسبب كثرة ما شابها من خروقات. ونقلت قناة “روداو” الكردية عن المتحدث الرسمي باسم الاتحاد، سعدي بيرة، قوله “نظرا لوجود تلاعب وتزوير كبيرين في الانتخابات في كل من أربيل ودهوك وقضاء سوران، نعلن رفضنا لنتائج الانتخابات”. ويقول مراقبون إنّ صالح يعمل من بغداد على تقديم نفسه بوصفه عراقيا، قبل أن يكون كرديا، وهو ما يلقى استجابة واضحة في الأوساط السياسية والشعبية، التي تمنح المرشح اهتماما كبيرا. وتعهد صالح في مقابلة مع التلفزيون الرسمي العراقي بأن يكون “رمزا للعراق وحماية سيادته ودستوره”، نافيا نيته الانسحاب من سباق الرئاسة. كما حرص على القول إن لديه “تحفظات واضحة على الاستفتاء الذي جرى العام الماضي في كردستان، ولم أشترك في تنظيمه”. وهو يحاول بذلك التركيز على نقطة ضعف الحزب الديمقراطي الذي يؤاخَذ زعيمه البارزاني على تناقضه بين السعي لاستقلال الإقليم وفي نفس الوقت ملاحقته لمنصب رئيس العراق الذي سعى للاستقلال عنه عن طريق الاستفتاء الذي وقف بشكل أساسي وراء تنظيمه. وعن الشأن الإقليمي والدولي، قال صالح إن العراق يعيش في ظل ظروف إقليمية صعبة مشيرا إلى “أن العقوبات الأميركية على إيران لها تبعات على العراق، ونحن متعاطفون مع الشعب الإيراني”. وأضاف “نريد للعراق أن يكون ساحة للتوافق الإقليمي والدولي وليس ساحة صراعات، وجسرا للتواصل وليس ساحة لتصفية الحسابات، ونمتلك جميع المقومات التي تؤهلنا للنجاح”. وبينما تحاول الولايات المتحدة ضمان الدعم السياسي لفوز صالح، تحاول إيران أن تكون محايدة في هذا الملف. وتقول المصادر إن “طهران أبلغت الأطراف العراقية القريبة منها بحرية الاختيار بين صالح ومرشح البارزاني”. ولا تريد إيران إغضاب البارزاني الذي ارتبطت القوى السياسية العراقية القريبة منها بتحالف سياسي معه، ولا تريد أيضا التفريط بعلاقاتها الوثيقة مع برهم صالح.

مشاركة :