بغداد - خطأ تاريخي رفض وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري التراجع عنه، رغم موجة الاستنكار والسخرية اللاذعة التي أثيرت حوله، بعد كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال الجعفري في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: إن “العراق سيبقى حاضنة للتعدد الحضاري والديني والقومي، وتبقى بغداد كما وصفها سرجون الأكدي بأنَّها قبة العالم، وأن من يحكمها يتحكم في رياحها الأربع”. وحسب المصادر التاريخية، فإن العاصمة بغداد بنيت خلال القرن السابع الميلادي، فيما كان وجود سرجون الأكدي حاكم السلالة الأكدية وبعض مناطق الشرق الأوسط الحالي، حوالي عام 2300 ق.م، ما يعني وجود فارق زمني بآلاف السنين. وانهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، متأسفة على الحال الذي وصلت إليه البلاد تحت إدارة سياسيين مثل الجعفري. وقال المحلل السياسي: hushamalhashimi@ “ليس بمستغرب أن لا يعرف الغريب تاريخ بلد ما، ولكن المستغرب أن يكون هذا المتعالم وزيرا لخارجية العراق، ويجهل من أين ينبع نهرا دجلة والفرات، ولا يعرف أن الملك سرجون الأكدي توفي 2215 ق.م، وعندها لم تكن بغداد موجودة”. وكتب مغرد: NowfalAlJanabi@ هل يعرف الجعفري أن كلمات الدول في الأمم المتحدة، بيانات مكتوبة تحسب كلماتها بدقة شديدة؟ هل يعرف أن حضوره هناك ليس بصفته الشخصية؟ أم أنه يعرف فقط أنها فرصة للإسهال اللفظي واستعراض كلمات جمعها من قواميس بالية. من أرسلك هناك بربك؟؟ وقال ناشط: m227472Tt1t4@ فضيحة.. الجعفري لا يعرف تاريخ الدولة التي يمثلها #بغداد لم تكن أصلا موجودة في زمن سرجون الأكدي. تخيلوا هذا يمثل الدبلوماسية العراقية! وعبر مغرد: nadheer2@ وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري يربط بين القائد السومري سرجون الأكدي وبين مدينة بغداد، بالرغم أن ما بين هذا القائد وما بين تأسيس بغداد لا يقل عن ثلاثة آلاف سنة. أجزم بأن هذا الرجل به لوثة عقلية. وقال العديد من الناشطين أن وزير الخارجية العراقي يهتم بإيران وقضاياها أكثر من اهتمامه ببلاده ومعرفة في تاريخها، وكتب أحدهم: shahokurdy@ إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق يقول أمس في كلمة العراق بالجمعية العامة للأمم المتحدة إن سرجون الأكدي وصف بغداد! السيد الجعفري لا يدري أن سرجون الأكدي مات قبل بناء بغداد بأكثر من 3000 سنة! بسبب كثرة دفاعه وتنظيره عن إيران نسي تاريخ بلاده! هذا يمثل الدبلوماسية العراقية! وعُرف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بتصريحاته المثيرة للجدل والتي يطلقها بين الحين والآخر، حيث قال أثناء كلمة له تزامنت مع وفاة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، “إنه يتمنى له التوفيق”، وأصرّ على ذلك وقال إنه يقصد التوفيق في الآخرة. وأعاد الناشطون التذكير بهذه التصريحات مع الخطأ التاريخي الجديد الذي ارتكبه، وقال مدوّن على فيسبوك: محمد الأسدي وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري “هو نفسه اللي تمنى الموفقية لجلال طالباني وهو بقبره”. يعني ماذا تترجى من شخص يتمنى الموفقية لشخص فارق الحياة؟ وجاء في تدوينة آخرى ناقدة للأوضاع السياسية في العراق: Mustafa Canvey حرفوا التاريخ بعدما حرفوا الدين وحرفوا المستقبل. وعلق مغرد: Jocker1943@ “قبل فترة إبراهيم الجعفري قال إن نهر دجلة ينبع من إيران وبلعناها للسالفه وسكتنا!. أما قوله إن سرجون الأكدي وصف #بغداد بأنها قبة العالم فهذه لا تنبلع ولا تنجرع ولا تدخل حتى العقل البشري!!!. - الله ايطيح حظ أميركا على هالأغبياء مدري من وين جابتهم”. وسخر آخر: 90kIQ@ إبراهيم الجعفري من الجمعية العامة: “سرجون الأكدي وصف بغداد بأنها قبة العالم وأن من يحكمها يتحكم برياحها الأربع!! أي مو سرجون كان ساكن بالكرخ وخواله من الرصافة”. وجاء في تغريدة : AbdullahALTAIE9@ إبراهيم الجعفري يربط اسم بغداد بسرجون الأكدي لا يعرف متى أسست بغداد. هكذا متخلفون يحكمون بغداد الرشيد. وكتب آخر: moonlighte12@ مع كل الأسف العراق العظيم أرض الحضارات، أرض الأنبياء والأولياء تحكمها زمرة من السراق وأصحاب السوابق والجهلاء. وبعد سيل الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، خرج الكاتب العراقي حميد الكفائي المتحدث باسم مجلس الحكم السابق، ليرد على التعليقات. وأوضح الكفائي بتغريدة على موقع تويتر أنه سأل الجعفري شخصيا عن الموضوع وأوضح الأخير قائلا “أرض بغداد كما هي أي أرض تسبق تسميتها فالكوفة والحلة وكربلاء والبصرة كأراض تسبق أسماؤها وما ذكرته عن (سرجون الأكدي) هو المنقول عنه ولم أخطئ، ولم أقل من يحكم بغداد إنما نقلت عنه قوله من يحكم قبة العالم يتحكم برياحها الأربع”. وأكد أنه لم يقع بخطأ. واعتبر العديد من الناشطين أن أخطاء الجعفري لم تعد مقبولة، ومن غير المنطقي تجاهلها، وهذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها بسقطة أمام الإعلام، فقد قال في مؤتمر صحافي سابق جمعه بوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، إن نيوزيلندا وأستراليا طلبتا “الانضمام إلى داعش”، لكن الخارجية العراقية أصدرت توضيحا بعدها قالت إنه كان يقصد التحالف الدولي ضد “داعش”.
مشاركة :