الدوحة- ترجمة الراية : قدم 50 عضواً من الحزبين الأمريكيين؛ الجمهوري والديمقراطي، مشروع قرار من شأنه وقف بيع أسلحة بقيمة ملياري دولار للسعودية والإمارات، بسبب استمرار حربهما في اليمن التي نشرت المرض والدمار على نطاق واسع، وساهمت في أسوأ حالة إنسانية في العالم. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية، أمس، أنه من المتوقع التصويت على مشروع القرار الجديد في مجلس النواب الأمريكي عقب الانتخابات النصفية له في نوفمبر المقبل. وحذرت الصحيفة من أن الأسوأ لم يأت بعد في اليمن، في ظل تعنت أطراف الصراع، وفي ظل غياب أي سبل للحل، وتواصل الدعم الأمريكي للتحالف السعودي الإماراتي. وقالت الصحيفة: إن “مشروع القانون الجديد هو استنساخ لقانون صلاحيات الحرب لعام 1973، حيث يسعى المشرعون إلى تقديمه بهدف منع الولايات المتحدة قانونياً من تقديم أي دعم للتحالف في اليمن، وسحب جميع العسكريين الأمريكيين”. ويطالب العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب مينينديز، بحجب مبيعات أسلحة بقيمة ملياري دولار للسعودية والإمارات؛ لكونهما يسهمان بانتشار الدمار والمرض على نطاق واسع، في أسوأ حالة إنسانية في العالم، في إشارة إلى اليمن. وأكد النائب الديمقراطي، رو خانا، أن الطائرات ما زالت تقتل اليمنيين، وهي طائرات تغذيها الولايات المتحدة بالوقود والقنابل الأمريكية الصنع. وتتوقع الصحيفة البريطانية أن مشروع القرار الجديد يمكن أن يجابه برفض من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تؤكد أن مساعيها وخبرتها العسكرية تقلل من الوفيات في صفوف المدنيين. وترى الصحيفة أن ما ترصده إدارة ترامب حول اليمن غير صحيح، إذ توجد سلسلة من الأعمال الوحشية تحدث هناك، كان آخرها قصف حافلة للأطفال في صعدة شمال اليمن أدت إلى مقتل قرابة 44 طفلاً. وقالت الصحيفة بأنه بعد أكثر من ثلاث سنوات على الحرب التي تقود تحالفها المملكة العربية السعودية، اضطرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إلى أن تقول عن حرب اليمن بأنها أسوأ كارثة إنسانية من صنع الإنسان في العالم، حيث قُتل أو جرح 700 1 مدني، و8.4 مليون شخص يواجهون المجاعة، والأمة ممزقة والاقتصاد مدمر، فأي حرب تلك التي تتسبب في كل ذلك الدمار؟ وفي المقال الذي كتبه الصحفي المتخصص بالشؤون الخارجية سايمون تيسدال، حاول الربط بين حرب اليمن والتي يقود تحالفها السعودية ومعاناة المدنيين هناك، وما يمكن أن يقوم به الكونجرس الأمريكي من تخفيف مآسي الحرب على اليمنيين. ويجد الكاتب أن “الأطراف المتورطة بالنزاع، في اليمن أسهمت في زيادة نار النزاع، وأدى انهيار عملية جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة لدخول اليمن في أسوأ فصل من فصول الحرب”. وتنقل الصحيفة البريطانية عن وزير الخارجية البريطاني السابق ومدير اللجنة ديفيد ميليباند، قوله: “يحتاج العالم للاستيقاظ على الوضع في اليمن”، وأضاف بعد زيارة للبلد هذا الشهر: “مع وجود أكثر من 22 مليوناً يحتاجون للمساعدة فإن نسبة 68% منهم لا يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والمياه الصالحة للشرب... هناك سبب يدعونا للقول إن الأسوأ قادم”. ويبين الكاتب أنه بحسب تقييم ميليباند، فإنه لا رابح في الحرب اليمنية. وقال مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي في الأسبوع الماضي: “اليمن هو كارثة، ولا أرى أي ضوء في نهاية النفق”. ويرى تيسدال أن “الآمال بوقف السعودية والإمارات عملياتهما طوعاً تبدو الآن بائسة”.
مشاركة :