لمعايشة ظروف حياة قاسية يحياها الناس في قطاع غزة يوماً بعد يوم من دون ضوء في نهاية النفق، قرر الشاب أمجد مقداد (26 عاماً)، خريج كلية العلوم بجامعة الأزهر - قسم الميكروبيولوجي، افتتاح عربة لبيع القهوة والشاي أمام بوابة الجامعة التي تخرج فيها، ففي مرحلة ما وبعد أن وضع الانقسام الفلسطيني أوزاره، وسارع كل ذي غنيمة بالحصول على غنيمته، صار من الممكن حينها الإفصاح عن نموذجين من المواطنين أفرزهما هذا الانقسام، ممثلاً بأفراد سلطة الأمر الواقع أصحاب الخطاب السياسي المنمّق وذويهم، الذين لا تجد بينهم طفلاً جائعاً أو عائلة بلا مأوى، وليس بينهم من أفنوا زهرة شبابهم بين أروقة الجامعات ليحملوا عبء مرحلة لا وزر لهم فيها، ويفاجؤوا بعد ذلك بواقع مرير يفرض عليهم افتتاح عربة لبيع القهوة والشاي أمام الجامعة التي تخرجوا فيها، واضعين اسم تخصصهم الجامعي على العربة، في محاولة للفت نظر من لا بصيرة لهم، وقسم آخر ما زالوا يكابدون تداعيات هذه التجربة السيئة بحذافيرها. وظائف يقول أمجد: «منذ تخرجي قبل ما يقارب السنوات الخمس إلى الآن، لم أحصل على وظيفة أو عمل مؤقت يضمن لي حياة كريمة ومبلغاً من المال أعتاش منه، الظروف كانت سيئة جداً، والعقبات أكثر على الرغم من محاولاتي الكثيرة للبحث عن عمل يناسب تخصّصي، فلقد تطوّعت في الإغاثة الطبية مدة، لكنني خلالها كنت أحتاج إلى المال، فلجأت إلى العمل في بيع الخضراوات ثم البناء، وبعد ذلك، لسوء الأحوال في القطاع شيئاً فشيئاً، لجأت إلى افتتاح هذه العربة لبيع القهوة والشاي، وسميتها باسم تخصصي الجامعي الذي أحبه». ويمضي مقداد قائلاً: «أغلب الشباب عندنا لا يعملون في تخصصهم، الوظائف نادرة، وعدد الخريجين يزداد كل يوم، نحن في تخصص الميكروبيولوجي لم نجد فرصاً للعمل، والعديد من أصدقائنا يعملون في مجالات مهنية بسيطة مغايرة لما درسوه، فكان هدفي بافتتاح هذه العربة أنا وزميل لي لفت أنظار الجميع لمعاناة الخريجين عموماً». ارتفاع البطالة ووفق تصريح لمدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية ماهر الطباع، إن نسبة البطالة في القطاع قد تجاوزت 49 في المئة منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، أي أن أكثر من ربع مليون عاطل من العمل هنا في هذه المنطقة، إضافة إلى وجود أكثر من 200 ألف خريج هم بحاجة إلى العمل، أي ما نسبته 63 في المئة من بين فئة الشباب الخريجين.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :