ملتقى ” الوفاء” لا يصنعه إلا الأوفياء

  • 10/1/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

* من المواقف الجميلة تلك الأنفس التي لاتحمل في قلوبها سوى تلك الإطلالة المشعة بأبتسامات السعادة دوما على محياها ، وقد أغرقت جفونها دموع الفرح تعتلي صرح الكرم والأخلاق النبيلة الفاضلة متجسدة فيها أصالة وعراقة" الأخوة" التي بنيت قواعدها على الحب " والوفاء" رغم متقلبات ظروف الحياة وهمومها . * سرني كثيرا كما هي مشاعر غيري من سرور الغبطة والفرح تلك المواقف والمشاعر الفياضة التي إمتلأت بها صدور الأوفياء والنبلاء أثناء تواجدي بالملتقى(الثامن) لمنسوبوا المتقاعدون من سرية الشرطة العسكرية الخاصة بشرورة والذي أقميم بمحافظة بيش الحبيبة ، وشاهد الجميع تلك الوفود التي إنهالت بعبارات الترحيب والثناء من جنوب المملكة لشمالها ومن شرقها لغربها من أجل السلام على بعض وتجديد عهود الأخوة في صورة معبرة عن قوة الترابط والتلاحم بين الجميع من أعلى المراتب الى أصغرها وتبادل العواطف والسؤال عن الغائب قبل الحاضر ، وهذا مما لاشك فيه يعد عنوانا للوفاء من الجميع وقد يسجل في صفحات ومجلدات بأسطر من ذهب وقدوة حسنة يتعلم منها الصغير قبل الكبير . * لم تقف تلك السنين ولا ظروفها عائقا على منعها لمن يمتلك الحضور بعواطفه ونبل أخلاقه قبل التفكير بالمبرات بل ساهموا جميعا في دعم الملتقى وبنوه بتعاونهم وترابطهم وإحياء مشاعر أخوية صادقة قد تكون على وشك الأندثار في مجتمعاتنا اليوم ومايصاحبها من صخب وتطور حديث ضاربين في ودهم ومحبتهم لبعض أروع الأمثلة وكرم الأخلاق ، ومثل هذه البوادر والأعمال التي تعتبر إنسانية قبل ان تكون اجتماعية لايقم بها إلا العظماء الذين تأصلت فيهم روح الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. وهذا يدل على مودتهم وترابطهم وتراحمهم في زمن قل فيه اليوم تلك المواقف النبيلة. * ناهيك عن كرم الضيافة وحفاوة الأستقبال في أجواء صادقة بالترابط تسامروا بها وأستلهموا فيها أجمل الذكريات واحلى المواقف، والأجمل من ذلك في اعضاء هذا الملتقى إنهم يبادروا بالسؤال عن الغائب قبل ان الحاضر داعين الله تعالى لكل مريض فيهم ان يعجل بشفاءه ويلبسه ثوب الصحة والعافية . لم تنسيهم تلك اللحظات ولا الأبتسامات غائبهم . هكذا هي مواقف الرجال وكرم أخلاقهم، لم تحمل قلوبهم إلا جمال النفس ونقائها ومعدن سريرتها . * ومن أجمل مارأيته لصور التلاحم والترابط ان البعض رغم إصابته ورغم تقدمه في العمر وعلى عكازه يمتطي نشوة الفرح والأبتسامة تعلو محياه بادر بالحضور وعند السؤال لماذا لا ترتاح بمنزلك فأنت معذور ومتعب رد بعبارة شهيرة لايقولها إلا من تربى على فضائل المعروف ودماثة الخلق وجمال النفس وطيبتها قال"" لو لم أحضر"" لبقيت نادما وألوم نفسي على مدار العام !! أي أخلاق وأي صفات وأي كرم بعد هذه العبارات الجميلة التي لاتجدها إلا بأهل الشهامة والمعروف ورد الجميل . * أنقل هذه الصفات الحميدة بعد ما أبهرني المنظر وجمال الحضور لأعضاء ملتقى منسوبوا متقاعدوا شرورة ضباط وأفراد وأقول لهم شكرا لكل شخصية فيكم حضرة او غابت فقد اتعبتم من بعدكم بهذا التواصل العظيم والترابط الجم الذي سيكون خالدا في ذاكرة كل من يحضر لملتقياتكم . * روعة الجمال في كل شي هو التجمع من كل حدب وصوب لم يقتصر على مكان معين بل جمع الشمل من انحاء المملكة وهذا الترابط لايمكن ان تصنعه إلا همم الرجال الأكفاء أمثالكم ولايمكن الحفاظ عليه إلا بأخلاقكم وطيبة أنفسكم . شكرا لكم وشكرا لمن بادر وأشرف ونسق على هذا الملتقى ودمتم دائما مبدعين.

مشاركة :