‏مقال وحوار - مواكبة أنثوية لرؤية ذهبية للكاتبة غادة طنطاوي

  • 10/1/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القلم أساس العلم والقراءة غذاء للفكر والروح وضياء للبصيرة إن كانت هادفةً ذات مضمون يرتقي بالقارئ ، نتصفح ونبحث عن الأقلام الصادقة نجوم كتاب مفاكرة دكاترة وأساتذة نقرأ ونستفسر ننهل من علمهم ونتحاور معهم فكان لمقال (مواكبة أنثوية لرؤية ذهيبة بقلم/ غادة طنطاوي ) وقفة مع المقال وحوار مع الكاتبة وكانت الأسئلة من بين سطروه.. رغم الأدوار العظيمة التي تميزت بها المرأة عبر العصور القديمة والحديثة بمشاركتها الفاعلة في شتى المجالات فلعبت دور الشاعرة والملكة والفقيهة والمحاربة والفنانة وما زالت المرأة حتى العصر الحالي تتعب وتكد في سبيل بناء الأسرة ورعاية البيت حيث يقع على عاتقها كأم مسؤولية تربية الأجيال وتتحمل كزوجة امر إدارة البيت واقتصاده وذلك ما يجعل من تلك المهام التي تمارسها المرأة في مجتمعاتنا لا يمكن الاستهانة بها ولكن هناك من يقلل من شأنها ويستمر بنقدها ؟ هناك البعض مازال يرى دور المرأة ينحصر فقط في محيط البيت و الزوج و الأطفال. على الرغم من أن هناك أسماء نسائية قد سطع نجمها رغم تلك المعوقات مثل الدكتورة مي يماني أول دكتورة أنثروبلوجيا، الدكتورة ثريا عبيد أول من تقلد منصب في الأمم المتحدة. لكن أعتقد أن هذه النظرة قلت مع الجيل الجديد لأنه واع، مثقف و مطلع، لم يعد الرجل يحلم فقط بزوجة بل أصبح يريدها متعلمة مثقفة و عاملة بإختلاف أسبابه التي تتراوح مابين قناعاته بدور المرأة الفعال في المجتمع أو لأسباب إجتماعية تتعلق بغلاء المعيشة. - مرت المرأة بمراحل من عادات قبلية إلى مراحل تلتها من تكريم لمكانتها في المجتمع بظهور الإسلام الذي خول لها حقوقها الاجتماعية ولكن كانت هناك مراحل ضاعت بها حقوقها فمن السبب بضياعها ؟ عندما أتى الإسلام شرع حقوق للمرأة كحقها في الإرث إن كانت أرملة و حقها في بيت المال إن كانت مطلقة و حق النفقة إن كانت زوجة ولكن هناك فترة ضاعت فيها تلك الحقوق لأسباب إجتماعية بحتة أذكر منها على سبيل المثال ١. جهل البشر بأحكام الشريعة، فالظلم طبيعة بشرية لا يردع صاحبها إلا قانون حاسم أو نزعة دينية داخل الشخص وهذا مع الأسف أصبح نادراً. ٢. إستقواء الرجال و ذلك يعود إلى تكوينهم الجسدي، فهم أضخم و أقوى و المرأة أرق من أن تواجه أحدهم جسدياً فيصل الأمر بهم أحياناً إلى إخافتها و منعها من المطالبة بحقوقها عن طريق التعدي بالضرب و اتباع منهج الترهيب و العنف الأسري ٣. الإستغلال المادي، للأسف البعض يرى المرأة أرقاماً لحساب بنكي خصوصاً إن كانت من ذوي الأملاك الخاصة. فلا يتخلى عنها لأسباب مادية بحتة. - نسمع هنا وهناك من هتافات لتحرير المرأة المسلمة متناسين أنه كان ولايزال لها دوراً كبيراً في إعلاء النهضة العلمية في المجتمعات حيث كان للمرأة حضور واسع في المجتمع الإسلامي منذ ظهوره فقد كانت بمثابة المعلم والمتعلم وكانت تتاجر بمعنى سيدة أعمال وكانت تشارك بالحروب والتمريض فما هو التحرير الذي ينادى به؟ لا يغيب عن الذكر أن المملكة تمر بمرحلة مفصلية تجعل جميع القرارات و الدساتير الجديدة تتأرجح بين مؤيد و معارض، و هذا الأمر طبيعي نظراً لتقاليد و عادات تربى عليها المجتمع منذ القدم. فقد تجد من هو مؤيد لقيادة المرأة لقناعته الشخصية بأنه حق من حقوقها كباقي الدول في حين أن هناك معارض لهذا القرار لأنه يرى فيه حرية و انفتاح غير معهودة لديه من قبل. و من وجهة نظري هذا هو السبب الرئيسي لتضارب الأرآء، بعضهم يطالبون بالحرية لأنها متطلب عصري والبعض يعارضها لأنها ضد العادات و التقاليد، والبعض الآخر لهم أسباب أخرى للأسف تتعلق بفصل المرأة عن واجباتها في بيتها تجاه زوجها و أطفالها وهذه إحدى أفكار الغزو الفكري الذي نعاني منه مؤخراً. - ماهي العوائق والتحديات الاجتماعية التي ضيقت عليها الخناق لفترةٍ طويلة ولمن يعود السبب الأكبر لبقاء هذه العوائق ؟ تعددت أسباب العوائق التي ضيقت الخناق على المرأة، لكن أبرزها كانت عوائق إجتماعية جعلت المرأة تخوض سلسلة من الصراعات والتحديات ضد المجتمع، بدئاً من إحتكاكها المباشر بالرجال في بعض الوظائف و هذا غير مقبول لدى البعض، يليها عوائق شخصية في المنزل من قبل الزوج كعدم تقبله للزواج من إمرأة عاملة، و يأتي السبب الأكبر في نظري ألا وهو واجبها كأم حيث تضطر بعض الأمهات للتغيب عن أطفالها عدة ساعات و التقصير في حقوق الزوج مما يؤثر على الأواصر الإجتماعية الأسرية الذي تجلى مؤخراً في مشاكل الأسر مع الخادمات و قد دفع الأطفال تلك الضريبة ثمناً غالياً يدفع الأم إلى الإستقالة من وظيفتها لعدم قدرتها على الموازنة بين البيت و الزوج و الأطفال. - سلسلة من القرارات اتخذت لتمنح المرأة السعودية المزيد من القوة في ظهورها أمام المجتمع الذكوري فماهي النصائح التي تقدمينها لها ؟ أقول لكل إمرأة سعودية، نحن الآن في عصر ذهبي للمرأة، لم تشهد المملكة عصراً مثله من قبل، و هذا بفضل مليكنا القائد (سلمان بن عبدالعزيز) و ولي عهده الشاب الأمين (محمد بن سلمان)، و أنصحها بأن تكمل مسيرتها العلمية لتعزز ثقتها بنفسها و تحقق الإكتفاء الذاتي بالحصول على وظيفة تتناسب مع مؤهلاتها العلمية، و لتكمل نواحي النقص في شخصيتها بالإطلاع على بعض الثقافات الأخرى حتى تكتسب خبرة تمكنها من رؤية كل مشكلة بوجهة نظر تختلف عن ماجرت به العادة في مجتمعها، بالإضافة إلى تحديد هدف واضح يتناسب مع قدراتها الشخصية و يعزز مراكز القوة فيها مع التحلي بالشجاعة و الصبر في مواجهة التحديات سواءً كانت داخلية من الأسرة أو خارجية من المجتمع. - دخول المرأة إلى مجلس الشورى بعد أن تم تخصيص مقاعد للنساء ليشاركن في اتخاذ القرارات المهمة لصالح المواطن والمجتمع فما هي أهم قراراتهن و أنجازاتهن في نظرك ؟ تميز دور المرأة في مجلس الشورى بإعادة النظر في اللوائح و تعديل بعض القرارات لتتناسب مع وضع المرأة في المجتمع، وهناك أنشطة أخرى أبرزها، مقترح إحداهن بخصوص نظام البحث العلمي الصحي، إدخال برنامج الرياضة في مدارس البنات، الإهتمام أكثر بحقوق المعوقين و كبار السن، و لعل أهمها في نظري هو المساواة بين المرأة و الرجل في فرصتها للحصول على قرض من الصندوق العقاري. - في مقالك كتبتِ وصية للسعوديات (يحق للسيدات السعوديات كافة أن يفخرن بتاريخهن الذي جمع بين الإسلام و قيمه و بين هويتهن العربية الأصيلة) فما هي نصيحتك لما نشاهد من هشتاقات تحت مسميات تضر بسمعة الفتاة السعودية المسلمة ؟ تلك تغريدات فارغة لا قيمة لها، سببها الوحيد هو إحداث بلبلة و خلل في النظام، أو التمرد على كل ماهو جديد ترجع لفئة تحدثت عنها سابقاً مازالت ترى المرأة في إطار أنثى جاهلة غير مدركة لحقوقها حتى لا تطالب بها ولا تسعى لتحقيقها، و هذه الفئة ستختفي قريباً بإذن الله في ظل ما شرعته القيادة الرشيدة من قوانين صارمة ضد هذه الفئة. - أولت العديد من المنظمات والهيئات والدول الاهتمام بحرية المرأة وذلك من خلال إقامة مجموعة من المؤتمرات والندوات وأشارت هذه الفعاليّات بكافة أشكالها المتنوّعة إلى أهمية تمكين المرأة وإعطائها الحق الكامل بالعمل في كافة الميادين فهل ما يطالب في الدول الغربية من عادات تتناسب مع المرأة العربية المسلمة ؟وهل نتجاهل هذا الاختلاف من أجل التطبيل على الحرية التي يهتف بها الغرب ؟ الدول الغربية تختلف عنا تماماً، فكرامة المرأة عندهم مهدورة بخلاف ما يظهر لنا خارجياً، فقد تخسر حقها في الحفاظ على بيتها و أطفالها و حقها في النفقة في جلسة طلاق واحدة، معتقداتهم لا تتناسب مع أخلاقنا ولا مع ديننا و ما يسمونها بالحرية في نظري ليست سوى قوانين مكتوبة في دستور مجلس الشيوخ الأمريكي. على خلافنا نحن من نملك بياناً منزلاً من الله جل و على كفيل بحفظ حقوقها و كرامتها و منحها حرية تتناسب في إطار ما يمليه علينا ديننا الحنيف. - لمشاركة المرأة العربية في سوق العمل أهمية كبيرة نظراً لكونها تشكل جزءا لا يستهان به من المجتمعات العربيّة، إذ تُشكّل ما نسبته 50% من السكان و63% من الطلاب الجامعيين ولكنها بالرغم من ذلك لا تتجاوز نسبتها 29% من الأيدي العاملة فماسبب تقاعسها و كسلها ؟ الحقيقة هناك عدة أسباب كما ذكرت سابقاً بالمجمل، ولكن إن أتينا للتفصيل فقد تكون أسباباً بسيطة لكنها شائعة، قال تعالى (و لقد فضلنا بعضكم على بعض درجات) و هءا التفضيل عام و شامل، قد يكون في العلم، الذكاء، الجمال و القدرات الشخصية، فقد تكون الفروق الفردية أحياناً سبباً مهم في نجاح أو فشل البعض، بغض النظر عن أسباب أخرى مثل عدم توفر الظروف الملائمة في بيئة المرأة، عدم توفر المواصلات الذي كان يعتبر سبباً أساسياً فيما مضى، و حتى مع السماح بالقيادة لم تحل هذه المشكلة بين مؤيد و معارض، أو قد تكون نقص في موارد الدخل. - في نهاية حوارنا ما هي المعوقات التي تواجه النساء وتحول دون مشاركتهن في السياسة ولا تزال تحد من خيارات المرأة في الترشح للمناصب؟ السياسة أهم محور من محاور الحكم في أي دولة، فما بالك بسياسة المملكة التي أصبحت تتصدر الصفوف الأولى من دول العالم، مازلت أرى أن المرأة السعوية غير جاهزة للظهور في المشهد السياسي حالياً، مانمر به الآن ماهو إلا ولادة متعسرة لرؤية ٢٠٣٠ الواعدة، و المناصب السياسية تقتضي حنكة، سرعة بديهة، القدرة على العمل في محيط يسوده ضغط نفسي أكثر من قيمة مسماه الوظيفي و قوة شخصية لإتخاذ قرارات حازمة من شأنها أن تؤثر في مصير دولة. فحتى تقع الأمور في نصابها الصحيح و تستقيم رؤية ٢٠٣٠ لجميع أفراد المجتمع لا أرى إمرأة سعودية خلف الجبير مثلاً أو في أي منصب سياسي آخر قريباً.

مشاركة :