فضيحة أخلاقية تحجب جائزة نوبل للآداب 2018

  • 10/1/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في سابقة هي الأولى من نوعها، بالأكاديمية المانحة لجائزة نوبل «للآداب»، تم حجب الجائزة هذا العام، بسبب الفضيحة الجنسية التي ضربتها خلال أبريل الماضي، والتي أدان فيها القضاء السويدي اليوم الاثنين الفرنسي «جان- كلود أرنو»، بالسجن عامين بتهمة الاغتصاب في قضية انعكست تداعياتها على الأكاديمية.وترجع علاقة المذكور بالأكاديمية إلى أنه متزوج من عضو سابقة في الأكاديمية السويدية التي قررت هذه السنة إرجاء منح جائزتها العريقة، «جان- كلود أرنو»، يبلغ من العمر 72 عاما، وهو مفكر معروف على الساحة الثقافية السويدية، ومتزوج من الشاعرة والكاتبة المسرحية كاتارينا فروستنسن العضو السابقة في الأكاديمية السويدية، وقد وجهت إليه تهمة اغتصاب امرأة مرتين في ستوكهولم في العام 2011.وقالت المحكمة في قرارها: "المتهم مذنب بارتكاب جريمة اغتصاب ليل 5-6 أكتوبر 2011، وقد حكم عليه بالسجن سنتين، ومنحت الضحية عطلا وضررا".وأثارت الفضيحة عاصفة داخل الأكاديمية السويدية التي كان لأرنو علاقات وثيقة معها منذ فترة طويلة، ونشبت خلافات بين أعضائها الثمانية عشر وقد انسحبت منها الأمينة العامة الدائمة للأكاديمية سارا دانيوس، فضلا عن سبعة أعضاء آخرين بشكل مؤقت أو دائم.وكانت الأكاديمية تدعم ماديا وبسخاء على مدى سنوات مركز "فوروم" الثقافي الذي أسسه أرنو، وقد أغلق المركز أبوابه.وفي مايو، أعلنت الأكاديمية أنها لن تمنح خلال السنة الراهنة جائزة نوبل للآداب للمرة الأولى منذ 70 عاما.وتعود الواقعة إلى حركة «أنا أيضا»، التي حملت على عاتقها مهمة الكشف عن الاعتداءات الجنسية والجسدية التي تتعرض لها النساء في العالم، وتحثهن على الحديث عن تجاربهن علانية دون خوف.وكشفت الحركة عن فضيحة جنسية، في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، التي تمنح جائزة نوبل، ما دفع ثلاثة من حكماء الأكاديمية السويدية، لتقديم استقالتهم من مناصبهم احتجاجًا على الانقسامات التي بدأت تظهر في المؤسسة المسئولة عن توزيع جوائز نوبل للآداب منذ انطلاق حركة «أنا أيضًا» التي هزت أركان هذه الهيئة.وتحول مصير هذه الأكاديمية إلى ما يشبه قضية دولة، بعد إعلام الملك كارل جوستاف السادس عشر بالمسألة، وإبداء المدير العام لمؤسسة نوبل لارس هايكنستن قلقة من هذا الوضع «الخطير والصعب».وكان آخر ما وقع بالأكاديمية، تنحي الأمين العام الدائم للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، بسبب انتقادات وجهت لمعالجة المؤسسة، التي تختار الفائز بجائزة نوبل في الآداب، للتحقيق في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد رجل متزوج من إحدى عضوات الأكاديمية، وبعد إعلان تنحيها أعلنت الأكاديمية أن زوجة الرجل قررت هي الأخرى ترك منصبها في مجلس الأكاديمية.وانسحب 3 أعضاء من الأكاديمية بسبب القضية لكن القواعد المنظمة لعملها تنص على استمرار الأعضاء المعينين فيها في مناصبهم مدى الحياة، ما يعني أنه لا يمكن استقالة الأعضاء من الناحية الفنية، لكنهم سيتوقفون عن المشاركة في أنشطتها.وقالت سارة دانيوس، الأمين العام الدائم للأكاديمية، التي تولت المنصب منذ عام 2015 للصحفيين: «كانت رغبة الأكاديمية أن أترك منصب الأمين العام الدائم.. اتخذت هذا القرار الذي يسري فورًا»، مضيفة: «أثر الأمر بالفعل على جائزة نوبل بشدة وتلك مشكلة كبيرة جدًا».وقالت الأكاديمية في بيان، إن كاترينا فروستنسون، زوجة الرجل الذي وردت مزاعم بحقه، قررت ترك منصبها «على أمل نجاة الأكاديمية السويدية كمؤسسة»، واعتبرت نظيرته في صحيفة «أفتونبلاديت» أوسا لينربورج، أن ما يحصل هو بمثابة «انهيار برج بابل».وكانت موجة التسريبات المتصلة بحركة «أنا أيضًا»، كشفت في نوفمبر الماضي، وجود علاقات وطيدة بين الأكاديمية «وشخصية من عالم الثقافة» متهمة بارتكاب جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية في حق نساء من أعضاء الأكاديمية أو زوجات أعضاء فيها أو بناتهم أو نساء أخريات.ونشرت صحيفة «داغنز نيهيتر» شهادات 18 امرأة يؤكدن أنهن تعرضن للعنف وللتحرش على يد الفرنسي "جان كلود آرنو"، المتزوج من الشاعرة والكاتبة المسرحية "كاتارينا فروستنسن"، العضو في الأكاديمية، التي أنهت علاقتها مع هذا الرجل، وقطعت مساعداتها لدار المعارض والعروض الفنية، التي يديرها في استوكهولم وتشكل مقصدًا للنخب الثقافية، كذلك فتحت الأكاديمية تحقيقًا داخليًا، واستعانت بخدمات هيئة محامين تعمل في ظل تكتم كامل.وتمنح جائزة نوبل في الأدب منذ سنة 1901 لكاتب قدم خدمة كبيرة للإنسانية من خلال عمل أدبي و«أظهر مثالية قوية»، حسب وصف ألفرد نوبل في وصية المؤسسة لهذه الجائزة.وتفتح الجائزة، الأعرق والأكثر إعلامية وشهرة في العالم، للفائز بها أبواب العالم وتسلط الضوء على المؤلف وعمله، ما يتيح له ترويجًا على نطاق عالمي واعترافًا دوليًا وبحبوحة المالية.

مشاركة :