بعد صراع مع المرض الخبيث لم يدم أكثر من شهر استرد الله أمانته في روح الشيخ الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني أحد أشهر كتاب الأذكار الإسلامية على الإطلاق. انتقل الفقيد إلى رحمة الله وسط دعاء محبيه له بالشفاء ليموت عن عمر ناهز الـ65 عامًا وكانت معلومات سابقة قد أفادت أن الشيخ قد أجرى فحوصًا طبية أثبتت إصابته بأحد الأمراض الخبيثة إلا أن المرض لم يمهله الكثير. ولد الشيخ سعيد بن وهف القحطاني عام 1952م وتخرج في كلية أصول الدين عام 1983 م وسرعان ما حصل على درجة الماجستير في رسالته التي كانت تحت عنوان “الحكمة في الدعوة إلى الله” ثم حصل على الدكتوراه في رسالته له بعنوان فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري. ومنذ نعومة أظفاره انشغل سعيد بن علي بن وهف القحطاني بالعلم وانكب عليه ودأب ينهل من فيضه حتى سطع نجمه وذاع سيطه وترجمت مؤلفاته إلى أكثر من 44 لغة فكان غزير الإنتاج ألف أكثر من 100 كتاب فقهي متنوع. ومن أهم مؤلفات الشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني المؤلفات الآتية: من أحكام سورة المائدة، مرشد المعتمر والحاج والزائر في ضوء الكتاب والسنة، العمرة والحج والزيارة في ضوء الكتاب والسنة، بر الوالـدين مفهوم وفضائل وآداب وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، صلة الأرحام مفهوم وفضائل وآداب وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، رمى الجمرات في ضوء الكتاب والسنة وأثار الصحابة، الربا أضراره وآثاره في ضوء الكتاب والسنة، زكاة الفطر في ضوء الكتاب والسنة، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، شرح أسماء الله الحسني في ضوء الكتاب والسنة، طهور المسلم في ضوء الكتاب والسنة، آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة، الجهاد في سبيل الله، نور السنة وظلمات البدعة، الجهاد في سبيل الله فضله ومراتبه وأسباب النصر على الأعداء، صلاة المسافر مفهوم وأنواع وآداب ودرجات وأحكام، نور الإيمان وظلمات النفاق في ضوء الكتاب والسنة، الربا: أضراره وآثاره في ضوء الكتاب والسنة، وعمله الأشهر “شرح حصن المسلم”. تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لسرادق عزاء عبَّر فيها محبو الشيخ سعيد بن وهف القحطاني عن بالغ حزنهم وأسفهم، مترحمين عليه مستعرضين جهوده الدعوية وسيرته المشرفة، وتنوعت عبارات العلماء والمواطنين بين ذكر فضل الشيخ وإرثه العظيم وبين الترحم عليه ووداعه. نعاه الشيخ مشاري راشد العفاسي قائلاً: “لفضيلة الشيخ سعيد بن وهف القحطاني، حق وفضل علينا وهو صاحب الكاتب النافع “حصن المسلم”، وله منا خالص الدعاء بالمغفرة والرحمة ولأهله والمسلمين أجمعين خالص العزاء”، مضيفاً “اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وجازه عنا خير الجزاء وتقبل منا ومنه صالح الأعمال”. وكتب الدكتور محمد العريفي: “توفي فجر اليوم الاثنين، الشيخ الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني، رحمه الله، مؤلف كتاب “حصن المسلم” وغيره، يصلى عليه عصر اليوم الاثنين في جامع الراجحي بالرياض، والدفن بمقبرة النسيم، عزائى لأبنائه وإخوته وأهله الكرام”. وغرد دكتور عائض القرني بقوله: رحم الله سعيد بن وهف القحطاني وجعل الفردوس الأعلى منزله، وأحسن عزاء أهله وذويه فيه، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”. يعد كتاب “حصن المسلم” كتاب الأذكار الأشهر في العالم الإسلامي ولدى عموم المسلمين وهو سبب شهرة مؤلفه، قد لا يخلو بيت أو مسجد من الكتاب. وهو مؤلَّف صغير تُرجم لعشرات اللغات وطبع ملايين النسخ ووزع في العالم بأسره. يقول رحمه الله “هذا مختصر اختصرته من كتابي (الذكر والدعاء والعلاج بالرقي من الكتاب والسنة) اختصرت فيه قسم الأذكار، ليكون خفيف الحَمْلِ في الأسفار، وقد اقتصرت على متن الذكر، واكتفيت في تخريجه بذكر مصدر أو مصدرين مما وجد في الأصل، ومن أراد معرفة الصحابي أو زيادة في التخريج فعلية بالرجوع إلى الأصل، هكذا كتب رحمه الله في مقدمته كتابه الأشهر عن سبب اختصاره للذكر؛ فليخفف الله عن روحه الطاهرة كما خفف على أمة محمد. والكتاب يقع في 160 صفحة صغيرة، وهو مصنف ضمن الأدعية والأوراد حسب فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية بالسعودية. اللهم فلتجعل تحصينه للكثير من المرضى والمسلمين سبباً في تحصينه في آخرته عن النار” آمين يا رب العالمين” واستعرض محبوه بعضاً من جهوده الدعوية، وسيرته المشرفة؛ فقال عنه باحث الدكتوراه الكويتي الشيخ “أحمد بن حسن الجفيري”: “مؤلفات فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني، عالم يتوقد هِمة وحيوية.. هالني كثرتها وجودتها، ولو انشغل بالحروب الكلامية وفتنة التصنيف وتصنيف الردود على فلان وفلان لما كان له كل هذا النتاج العلمي المبارك الذي ترجم معظمه، ووزع بعضه بالآلاف. بارك الله له وفيه وعليه”. كما قال عنه “الدكتور محمد ضاوي العصيمي”: “ما كان لله يبقى.. نحسب -والله المطّلع على الخفيات- أن كتاب “حصن المسلم” لمؤلفه الشيخ سعيد بن وهف القحطاني، كان لله؛ فقد بَقِيَ أثره وعم نفعه وعَظٌم وقعه”. وأضاف: “كتاب صغير تُرجم لعشرات اللغات وطُبع ملايين النسخ ووُزع في العالم أجمع. مؤلفه يسألكم الدعاء له بالشفاء من مرضه الذي نزل به”. وتنوعت عبارات محبي صاحب هذا الإرث العظيم؛ بل صاحب التحصين الشهير الذي قد لا يخلو منزل أو مسجد إلا وقد وُجدت نسخة منه بداخله، بسؤالهم الله أن يجعل تحصينه للكثير من المرضى والمسلمين سبباً في تحصينه بدنياه عن المرض، وفي آخرته عن النار. اللهم لتجعل نسائم الجنة تلفح وجهه وغرفة من حوض رسولك الكريم تروي عطشه حيث لا يظمأ بعدها أبداً. ومن المقرر أن تؤدى الصلاة على روحه الطاهرة في جامع الراجحي بالرياض عصر اليوم، وسيدفن جثمانه في مقبرة النسيم.
مشاركة :