ذكرى مولد سيد الخلق | د. إبراهيم محمد باداود

  • 1/4/2015
  • 00:00
  • 35
  • 0
  • 0
news-picture

بالأمس كانت ذكرى مولد سيّد الخلق نبيّنا وسيّدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، هي ليست ذكرى ميلاد فرد، بل ذكرى ميلاد أمة بأكملها، فقد بعثه الله عز وجل ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى التقدم والعلم، ومن البغض والكره إلى الحب والجمال، فجاء خاتماً للأنبياء والمرسلين وحاملاً لأفضل كتاب وأقوم رسالة ومتمماً لمكارم الأخلاق وهادياً ومبشراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً وقمراً منيراً. تحل هذه الذكرى العطرة لتجعلنا نتأمل في تلك المسيرة المباركة، ونستخلص منها الدروس الغالية، والتي يجب أن تكون لنا قدوة نستفيد منها في حياتنا اليومية، وفي مسيرة أمتنا، وفي الحفاظ على هويّتنا الإسلامية والدفاع عنها، وأن نعمل جاهدين لنقتدي بهذا الرسول الكريم كما قال المولى عز وجل (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا). إننا في هذه الذكرى المباركة يجب علينا أن نجدد العهد بالتوبة والعودة لله والاقتداء بسنة نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- مع التأكيد أن هذه العودة يجب أن لا تكون فقط في هذه المناسبة، بل وفي كل يوم من أيام حياتنا، وأن نعمل على تحقيق منهجه النبوي في بيوتنا وأعمالنا وبين أبنائنا، وأن نتعرّف على أسلوبه وعلى حياته ليزيد أيماننا، فالله عز وجل يقول (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك). إن البعض منّا للأسف لا يعرّف أبناءه الشيء الكثير عن رسولهم وقدوتهم، فلا يعرفون سيرته ولا أخلاقه ولا أسماء زوجاته أو أبناءه أو أصحابه أو معاركه أو غزواته، ولو سألتهم عن أحد المشاهير اليوم من فنانين أو رياضيين لسردوا لك سيرة حياته بأكملها، فلعلّنا ننتهز هذه المناسبة لكي نُعزِّز هذا الجانب لدى أبنائنا، كما نُعزِّز جانب أن نكون أمة واحدة متماسكة متعاضدة متحابة متعاطفة، بعيدة كل البعد عن الفرقة والتناحر والعنصرية والعصبية والتشرذم. إنها ذكرى عطرة ليوم ميلاد أفضل الخلق، الذي نسأل الله أن يجعله دائماً في قلوبنا، وأن يرزقنا اتّباع سنته والاقتداء بهديه الكريم. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :