الحل الأمثل.. تجاهل «أوبك» تصريحات ترامب

  • 10/1/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بين حين وآخر ومع أي ارتفاع في معدل سعر البرميل، يتدخل الرئيس الأميركي ويتهجم بطريقة عدوانية على منظمة أوبك بالتهديد والوعيد بوقف المساعدات العسكرية، وان أميركا هي صاحبة الفضل على أعضاء المنظمة، وعليهم خفض سعر النفط فوراً ومن دون تردد الى ما دون 80 دولاراً. وفي الأسبوع الماضي ومن على منصة الأمم المتحدة، ردد الرئيس ترامب الكلام نفسه «واننا نحن ندافع ونحمي دول الشرق الأوسط من دون مقابل، ولن يكونوا في أمان لمدة طويلة من دوننا، بينما يتمادون ويرفعون الأسعار». بالرغم من ان السبب الرئيسي في ارتفاع سعر النفط عند معدله الحالي في نطاق 80 دولارا للبرميل، هو من عمل وصنع الرئيس الأميركي نفسه بسبب مقاطعته لكبرى الدول النفطية في العالم ومن مؤسسي اوبك، مثل ايران وفنزويلا، وبفرضه المقاطعة النفطية عليهم، وهو يعلم أن أوبك لا تمتلك طاقة نفطية فائضة لسد النقص في الأسواق نتيجة لخروج النفط الايراني بمقدار 1.300 مليون برميل. هذا بالرغم من محاولات الدول النفطية في زيادة انتاجها في المرحلة الحالية لسد العجز النفطي المتوقع. ولماذا يصر الرئيس الأميركي على ان يعايرنا بأفضاله، وميزان المدفوعات التجارية لمعظم دول مجلس التعاون الخليجي تصب في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية؟ حيث بلغ اجمالي الفوائض ما يفوق 38 مليار دولار في خلال السنتين السابقتين، وعدد الوظائف الأميركية المحلية بلغت أكثر من 75 ألف وظيفة نتيجة للتبادل التجاري، أهمها في الترسانة الحربية. بالاضافة الى وظائف اخرى متعلقة باستثمار صناديقنا السيادية في مختلف المجالات والأنشطة التجارية. وتناست الادارة الأميركية أن نتيجة لارتفاع سعر النفط الى ما فوق 80 دولارا هو السبب المباشر لتطوير النفط الصخري الأميركي ليصل الى مستواه الحالي الى ما فوق 1.500 مليون برميل، وتحقق ارباحا وعوائد مجزية مستمرة. والنقص في الامدادات النفطية سببه ايضا عدم امكانية منتجي النفط الصخري الأميركي بسبب العوائق المحلية الداخلية التي تحول دون زيادة الانتاج بسبب عدم اكتمال البنية التحتية من أنابيب وصهاريج تخزين لتوصيل النفط الى المصافي. وبإمكان الرئيس الأميركي ضخ أكثر من مليوني برميل من النفط يوميا من خلال بيعه شهريا 60 مليون برميل من المخزون الاستراتيجي البالغ أكثر من 700 مليون برميل، ليضغط على اسعار النفط ويحل مشكلته قبل موعد حلول الانتخابات المحلية. وتجاهل أوبك تصريحات ترامب هو الخيار الأفضل. كامل عبد الله الحرمي naftikuwaiti@yahoo.com

مشاركة :