يشعر أن حال الخور بات لا يسرّ، (يتنهد للحظات ثم يصمت) متحسراً على حال ناديه الأم ووجوده في قاع الترتيب في الدوري. محمد مبارك المهندي، اللاعب الدولي السابق، وأحد خبراتنا الكروية المعروف عنها العمل بصدق ووفاء لا حدود له، سألناه عن السر حول ما يجري في نادي الخور، وهل دق ناقوس الخطر في هذا النادي. وعلى الرغم من أنه كان يفضّل ألا يفتح المواجع على نفسه، لكن حبه وعشقه لقلعة الفرسان جعله يفتح الملفات (ونبرة صوته كانت خافتة). حضوره المتواضع جعلنا نغوص أكثر في واقع الكرة القطرية، في حوار أجرته «» معه في مكتبه، تحدّث فيه عن مسائل مهمة تخص مواجهة السد الحاسمة في قبل نهائي دوري الأبطال الليلة، فضلاً عما يحدث في دورينا وأنديتنا ومنتخباتنا.السد يواجه بيرسبوليس الإيراني الليلة في ذهاب قبل نهائي دوري الأبطال، والفرصة ربما تكون مواتية للزعيم في الدوحة لخطف الأسبقية، فماذا يتوجب عليه فعله؟ ■ السد لا بد أن يستفيد من تجربة الدحيل والدرس الذي حدث معه بمعنى أنه يجب أن يفوز بعدد وافر من الأهداف قبل الذهاب إلى طهران، فاللعب في الدوحة أفضلية جيدة له، والسد فريق يملك القدرة على التأهل في مجموع المباراتين للنهائي، والفوز بفارق جيد من الأهداف يعطي طمأنينة ويفيد في لقاء الرد في طهران. وأنا أرى أن السد قادر على تخطي بيرسبوليس، وأملنا أن يكون الفريق في النهائي. وهل ترى أن فيريرا غيّر استراتيجية السد التي كانت قائمة على لاعب واحد هو بغداد بونجاح في ترجمة الفرص وأوجد مفاتيح أخرى كأكرم عفيف؟ ■ أكرم عفيف أصبح علامة بارزة في السد والدوري وعلى مستوى المنتخب، وأبان عن نضوج كبير لديه، وتجربة الاحتراف التي خاضها استفاد منها، ولعبه بجوار لاعبين كبار أمثال تشافي وجابي وبونجاح والهيدوس أعطاه خبرة إضافية واستفاد منهم، وإمكانات السد منحت أكرم شخصية خاصة. إذن، أنت تفضّل استمرار أكرم عفيف مع السد؟ ■ بلا شك؛ لأنه أثبت أنه من العناصر التي لا يمكن الاستغناء عنها في فريق السد، وعليه أن يحافظ على ذلك. وهل ترى أن السد قريب من النجمة الآسيوية الثالثة؟ ■ السد قريب، ولكن المهمة ليست سهلة، وهناك صعوبة بالغة، وفرق شرق آسيا لها باع طويل في دوري الأبطال، والسد في هذه الآونة هو الأكثر استعداداً من أي فريق آخر لتحقيق اللقب، وعودة سعد الشيب ستعطيه إضافة كبيرة بحكم خبرته وانسجامه، ونثني على ما قدّمه مشعل برشم في الفترة الماضية وحضوره الموفق. ونصيحتك للاعبي السد الذي سبق لك اللعب معه؟ ■ عليكم مواصلة الأداء المتوازن واللعب بعقلية الانتصار، خاصة أنكم تملكون إدارة قوية، والأهم أن تخرج موقعة الدوحة بفارق جيد من الأهداف وعدم تفويت الفرصة. وداع الدحيل وخروجه شكّل مفاجأة كبيرة، فهل أنت مع تحميل المسؤولية لنبيل معلول؟ ■ الإمكانات اختلفت، والدحيل في الموسم الماضي غير الموسم الحالي، وتغيير المدرب أثّر على الفريق، وشكّل رحيل بلماضي مفاجأة كبيرة عطفاً على ما قدّمه طوال الفترة التي قضاها معه، وأعتقد أن هناك مسببات قوية أدت إلى هذا التغيير، وليس من السهل أن يحدث هذا التغيير في منظومة كانت تعيش استقراراً كبيراً. تجد أن توقيت التعاقد مع نبيل معلول لم يكن مناسباً؟ ■ نبيل معلول كان المدرب البديل بحكم تجربته السابقة مع الجيش، ولكنه كان يحتاج إلى بعض الوقت. والدحيل عانى في الخطوط الخلفية، وكانت مشكلته واضحة في هذا الخط، وتحدثت حتى مع جمال بلماضي، ولم نرَ أية حلول لمعالجتها، وحالياً هو أضعف خطوطه. وأرى أن الظروف لم تخدم نبيل معلول بغياب المساكني وإصابة كريم بوضياف. وهل سيؤثر الخروج الآسيوي نفسياً على الدحيل في الدوري؟ ■ أعتقد أن السد هو الأقرب بنسبة كبيرة إلى اللقب، والفريق يفوز بنتائج كبيرة، وهو يعطينا مؤشراً كبيراً؛ لأنه قادم بقوة لخطف اللقب الذي فاز به الدحيل الموسم الماضي. وماذا عن الريان الذي تعرّض لهزة كبيرة أمام السد بالخمسة، ثم خرج بفوز متواضع على الشحانية، حتى المدرب قال إنه بهذا الأداء لن ننافس.. فماذا يجري في الريان؟ ■ الريان يعيش حالة غير مستقرة، وهناك مشاكل يعاني منها، وأي فريق لا بد من أن يكون جاهزاً قبيل انطلاق الموسم بتجهيز كل الملفات، والتأخر في التعاقدات أثّر عليه، والاختيارات في المراكز لم تكن جيدة، واليوم مع رحيل حمدالله بوصفه رأس حربة لم يحدث الإتيان بلاعب في مركزه، ومن تعاقد معه الريان لم يشارك، ولا أعتقد أنه بوزن حمدالله. هل ناقوس الخطر أصبح أمراً واقعاً في الخور؟ ■ الخطر لم يبتعد عن الخور، وبإمكان الفريق الخروج من هذا المأزق بالتفاف الجميع حول النادي. والخور نادٍ يملك إمكانات بسيطة؛ لذا لا بد من أن تكون الاختيارات مهمة، وعليك معرفة إمكانات الفريق، والإشكالية الكبيرة كانت في اختيار المحترفين، وهو ما أدى إلى حدوث تغييرات كبيرة. وكيف تنظر إلى تغيير عادل السليمي؟ ■ عادل السليمي لم يكن المدرب المناسب لفريق الخور، وكان يجب التعاقد مع مدرب يملك خبرة كبيرة يعرف التعامل مع الفرق المتقاربة في مستوى الخور، وإذا لم تحدث هزة الآن قد يحدث ما لا نتمناه، وعلينا أن نعترف بالأخطاء ونضع الحلول ولا نبكي على الأطلال، وأنا أدعو إدارة النادي إلى لقاء مفتوح وجلسة مصارحة مع أبناء النادي وخبراته للاستفادة من آرائهم في الخروج من هذا المأزق قبل فوات الأوان. العطية الأب الروحي للسداوية تكفّل بانتقالي تحدّث المهندي عن تجربة انتقاله إلى نادي السد بقوله: «انتقلت إلى السد من الخور في موسم 90-91، بعد موسم من فوزه بدوري أبطال آسيا، واخترت السد بعد عدة عروض من الريان والأهلي والغرافة، ووافقت على ارتداء فانلة عيال الذيب بطلب من الأخ العزيز سعادة العميد خالد بن حمد العطية رئيس الاتحادين القطري والعربي للشرطة، فيما تكفّل بمقابل انتقالي رئيس النادي حينذاك والأب الروحي للسد سعادة عبدالله بن حمد العطية أطال الله في عمره وشفاه وعافاه من كل سقم وأرجعه سالماً إلى أهله ووطنه، وشاركت معه في بطولة الأندية الخليجية أبطال الدوري تحت قيادة المدرب البرازيلي الراحل سيلاس، وتولى تدريب الغرافة والشمال والعربي، ونجحت في التتويج معه بكأس الخليج للأندية بالفوز على البحرين البحريني، وتمكّن المهندي من تسجيل هدفين في تلك المباراة التي انتهت 4-1 للزعيم، وهو اللقب الوحيد للأندية القطرية في هذه المسابقة حتى اليوم». منتخبنا بحاجة إلى مدرب غير سانشيز سألنا بومبارك عن بقاء سانشيز مع منتخبنا، فأجاب: «أنا مع تعيين مدرب جديد للمنتخب بدلاً من الحالي سانشيز، واختيار مدرب يملك تاريخاً وباعاً طويلاً في الملاعب العالمية ويملك الإقناع، وأن تكون مصلحة المنتخب فوق أي اعتبار، وأنا كنت أفضّل أن يكون المدرب الجديد للمنتخب تسلّم المهمة قبيل وقت طويل من الآن؛ لأن سانشيز مستمر في مرحلة التجريب».;
مشاركة :