أبوظبي تجنّد مرتزقة من عرب تشاد والنيجر لحرب اليمن

  • 10/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ينتشر مبعوثو أبوظبي في الأنحاء الإفريقية، ليس من أجل السلام أو المحبة أو السعادة، التي تروّج لها الإمارات أنها جزء من سياساتها، لكن بحثاً عن تجنيد مرتزقة من القبائل العربية للزجّ بهم في حرب اليمن كجنود إماراتيين. وتناثرت الأنباء في حي كامبو الطيولي في مدينة سبها بالجنوب الليبي، عن حملة إماراتية لتجنيد أبناء القبائل العربية، لتزج بهم في حرب اليمن، ويعيش في هذه المنطقة مجموعة من العائلات التي تنتمي إلى قبائل العرب الرُحل المنتشرة حتى في كل من تشاد والنيجر، وأغلب شباب هذه القبائل يعيشون على الرعي وتجارة التهريب على الحدود الجنوبية، وخاصة السجائر والمهاجرين غير الشرعيين الحالمين بالسفر إلى أوروبا، حسب ما ذكر تقرير لموقع «عربي بوست».تقدم أبوظبي عروضاً مغرية لهؤلاء الشباب، لتفتح أمامهم آمالاً وأبواباً جديدة قلبت حياتهم رأساً على عقب، من ضمنها تعويضات تتراوح ما بين 900 دولار و3000 دولار، إضافة إلى الحصول على الجنسية الإماراتية، مقابل عروض عمل في شركات أمنية إماراتية. وقد زار وفد من رجال أعمال إماراتيين النيجر في يناير 2018، حيث التقوا هناك زعامات قبلية عربية، واستطاعوا تجنيد 10 آلاف من أبناء هذه القبائل، التي تعيش متنقلة ما بين ليبيا وتشاد والنيجر. وانطلقت حملة وسط النشطاء التشاديين على الإنترنت، تحذّر الشباب من أن أبوظبي تجنّد أبناء القبائل العربية في وسط إفريقيا لتزجّ بهم في حرب اليمن، أبرزها فيديو للناشط محمد زين إبراهيم، حذّر فيه الشباب التشادي والنيجري من عروض العمل تلك، معتبراً أنها في الحقيقة، «تجنيد للمشاركة في حرب اليمن ومقاتلة شعبها العربي والمسلم من أجل دولارات بخسة»، مضيفاً أن «عرب الخليج، خاصة الإمارات والسعودية، لم يكلفوا أنفسهم يوماً عناء التعرف على عرب الصحراء، واليوم يدعونهم لنصرتهم والقتال إلى جانبهم في اليمن!». وقال إبراهيم للموقع ذاته، إن دوافعه لعمل الفيديوهات التحذيرية جاءت من كونه يملك معلومات موثقة، مفادها أن أبوظبي تجنّد أبناء القبائل العربية في تشاد، وتشرف عليها جهات رسمية تتكسب منها مع تجار البشر. وأضاف الناشط التشادي، أنه اكتشف ما سماه «المؤامرة»، إثر عودة دفعة من «المغرَّر بهم من التشاديين الذين أُرسلوا إلى الإمارات بعد أن تم خداعهم»، فعقود عملهم موضَّح فيها أنهم ذاهبون لحراسة آبار النفط والمباني الحيوية هناك مقابل مبالغ طائلة، وعندما تم عرضهم على الإماراتيين طلبوا إعادتهم إلى تشاد وجنوب ليبيا، لأنهم ليسوا بالمواصفات التي تريدها الإمارات. ويشرح إبراهيم المواصفات المطلوبة، وهي أن ينتمي المجنّدون إلى قبائل التشاديين العرب الرعاة، الذين يمكن من سحنتهم أن يتحولوا إلى إماراتيين، وخاصة على الحدود الليبية في مدينة سبها جنوباً، التي تقطنها العديد من قبائل العرب الرحَّل المتنقّلين بين النيجر وتشاد، حيث يعرض الوسطاء على الشباب إما عقود عمل في شركات الحراسة ليجدوا أنفسهم بساحات الحرب في النهاية، وإما مبالغ مالية تصل إلى 3 آلاف دولار، تعرض عليهم مباشرة إذا قبلوا الذهاب إلى القتال في اليمن. ونقل موقع «عربي بوست» عن مصادر مقربة من عائلات المجندين الذين سافروا إلى الإمارات قولهم، إن أبوظبي تجنّد أبناء القبائل العربية التشادية والنيجرية، وتلبسهم الزي العسكري الإماراتي، ثم توزعهم على جبهات القتال في اليمن، على أساس أنهم عناصر من الجيش الإماراتي، وقبل ذلك توظيفهم وتدريبهم في شركات أمن خاصة. وقالت عائلات المجندين، إن أبناءها يتم خداعهم عبر إقناعهم بأنهم ذاهبون إلى الإمارات للعمل في الشركات الأمنية الموجودة هناك بمبالغ وامتيازات خرافية، وحين وصولهم يتم أخذهم وإرسالهم إلى الجبهات الساخنة مع الحوثيين كجنود إماراتيين، وبعد اكتشاف هذا الأمر، أصبحت الإمارات تعتمد على وكلاء في التجنيد، منهم شخصية دبلوماسية تشادية، سافرت مؤخراً إلى النيجر، لإقناع القبائل العربية هناك -عبر مفاوضات مباشرة- بإلحاق أبنائها بالجيش الإماراتي مقابل امتيازات مالية.;

مشاركة :