«الهلال القطري» يدعم النازحين في مخيم السلامية بالموصل

  • 10/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يستمر العمل على قدم وساق في مشروع توفير خدمات المياه والإصحاح، الذي ينفذه الهلال الأحمر القطري، من خلال بعثته التمثيلية في العراق لصالح النازحين المقيمين في مخيم السلامية جنوب شرقي مدينة الموصل بمحافظة نينوى العراقية، والذين يبلغ عددهم حالياً 20785 عراقياً. يتضمن المشروع -الذي يمتد العمل فيه مدة 5 أشهر، وينفذ بتمويل مشترك من الهلال الأحمر القطري، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»- العديد من الأنشطة، منها: توزيع المياه الصالحة للشرب، وصيانة المجموعات الصحية، وسحب المياه الثقيلة، والقيام بأعمال البلدية وجمع النفايات داخل المخيم.تأتي أهمية هذا التدخل في ظل وجود نقص حاد داخل المخيم في مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي ومواد النظافة، بالإضافة إلى تراجع مستوى النظافة العامة، وبالتالي ساهم المشروع في التخفيف من معاناة النازحين جراء الأحداث الأخيرة، وتحويل المخيم إلى بيئة صالحة للمعيشة، في ظل زيادة أعداد النازحين والظروف المأساوية التي يعيشونها، وذلك حتى استكمال مرحلة التعافي المبكر، تمهيداً لعودة النازحين إلى منازلهم مرة أخرى. وبحسب خطة عمل المشروع، يتم توزيع 40 لتراً من المياه الصالحة للشرب لكل نازح من قاطني المخيم، بالإضافة إلى وضع 300 حاوية رئيسية لكل قاطع، وتسيير سيارات لجمع القمامة في مختلف أنحاء المخيم، وسحب المياه الثقيلة، وتوزيع 40000 حزمة نظافة شخصية، مع صيانة خدمات المياه والمجاري. الحياة داخل مخيم يذكر أن مخيم السلامية يقع تقريباً في منتصف المسافة بين أربيل والموصل، ويوؤي نحو 20 ألف نسمة من النازحين. وتعيش العائلات بالقرب من بعضها البعض داخل المخيم، وتتزاور مع جيرانها، حيث تقف خارج خيامها إما لتجاذب أطراف الحديث، أو احتساء الشاي سوياً، كما يتم تكوين دائرة معارف وصداقات جديدة غالباً ما تتوطد بين الناس الذين تربطهم تجربة الفرار من ديارهم. أما الحياة خارج المخيم، فتستمر المحال التجارية وأكشاك البيع في الظهور لتوفير السلع غير المدرجة ضمن المساعدات الإنسانية، ومن بينها محل بقالة أم طالب، الذي يتألف من مظلة من القماش المشمع، وعدد من الصناديق الخشبية الموضوعة كرفوف، ومقاعد للجلوس، وبعض من أحفادها الذين يتسكعون أمامه. تبيع أم طالب الوجبات الخفيفة، وبعض الضروريات، مثل البيض لسكان المخيم. وفي أعلى الطريق، في الساحة صديقة الطفل التي يدعمها الهلال الأحمر القطري، يجلس الأطفال ذوو الخمسة أعوام ليتعلموا الأرقام والنظافة والتوعية الصحية داخل إحدى الخيام المزينة بألوان زاهية، فيما يقوم العاملون المتطوعون لدى الهلال الأحمر القطري بتنفيذ البرامج الإنسانية، وإعطاء المحاضرات التوعوية، محاولين بشكل عام إعادة النظام إلى الساحة بسبب الفوضى التي تخلفها حركة الأطفال وحيويتهم. وفي مدخل الخيمة، يصطف أطفال آخرون في انتظار بدء حصتهم التعليمية. وبالرغم من تأقلمهم وتكيفهم مع الروتين اليومي الجديد، لا يزال السكان النازحون في المخيمات يواجهون تحديات خطيرة، فعدم كفاية الموارد يعني أن المساعدات الإنسانية لا تصلهم بصورة منتظمة كما يجب، وتكافح العديد من العائلات من أجل إيجاد مصدر لكسب الدخل، وهو أمر يرتبط بقضايا عمالة الأطفال والزواج المبكر المستمرة في المخيمات، والأولاد الذين يدفعون عربات يدوية مستعملة. ويقاوم الناس بشدة تطبيع حياتهم وأوضاعهم في المخيم، إلا أن الأزمة أثرت على جميع شرائح المجتمع، فأثناء جولتك داخل مخيم السلامية سوف تلتقي عدداً من رعاة الأغنام وآخرين ينحدرون من عائلات كانت تمتلك أعمالاً صناعية كبيرة. وبينما يتحدث غالبية سكان المخيم عن أملهم في العودة إلى ديارهم، فإن هذا الأمر ليس ممكناً حتى الآن للكثيرين منهم، فالمعونة التي يتلقونها وهم في المخيمات تعتبر أكثر مما يمكن أن يوفروه لعائلاتهم إذا حاولوا العودة إلى ديارهم دون تأمين وظيفة أو سبيل للعيش.;

مشاركة :