أطلقت المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو" مبادرة جديدة تحت مسمى "مبادرة المعلومات المتعلقة بالبراءات من أجل الأدوية "بات إنفورمد"، لمساعدة وزارات الصحة والوكالات الصحية على شراء الأدوية. وأنتج هذا التعاون بين "ويبو" والصناعات الصيدلانية الكبرى، قاعدة بيانات مجانية ومفتوحة، توفر معلومات عن الوضع القانوني للبراءات المتعلقة بالأدوية المعتمدة. والمؤسسة الوليدة "بات إنفورمد" التي تستضيفها المنظمة في مقرها في جنيف هي نتاج شراكة بين القطاعين العام (دول ويبو) والخاص (شركات الأدوية)، ولم تظهر للعلن إلا بعد تفاهم بين المنظمة و"الاتحاد الدولي لصانعي ورابطات المستحضرات الصيدلانية". وحول فحوى وهدف هذا الكيان المتشابك، قالت "ويبو" لـ "الاقتصادية"، إن المبادرة توفر منبرا يمكن فيه لوكالات المشتريات، سواء حكومية أو الخاصة، أن تقدم استفسارات مباشرة إلى الشركات عن براءات الأدوية، وعما تريد شراءه. وتستضيف "بات إنفورمد" معلومات عن أكثر من 14 ألف براءة إختراع فردية، و600 براءة اختراع لأسر، و169 اسما دوليا لأدوية غير مسجلة. وتغطي المبادرة كافة الأدوية التي تخص فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والتهاب الكبد، والأورام، والظروف التنفسية، علاوة على كافة منتجات الأدوية الأساسية، التي لا تقع ضمن المجالات الستة، المدرجة على قائمة منظمة الصحة العالمية. وجرى إطلاق المبادرة بالتزامن مع بدء أعمال الاجتماع الـ 58 للجمعية العامة لـ "ويبو". وأوضح فرانسس جوري، المدير العام لـ"ويبو"، أن "ممارسة جمع المعلومات المتعلقة بالبراءات كانت أكثر تعقيدا مما كان متصورا في الأصل، وأن العملية أخذت جهودا مهمة من الشركات لحفظ البيانات". وأضاف جوري: "النتيجة هي خطوة إلى الأمام في ميدان معقد للغاية يتمثل في توافر الأدوية والحصول عليها". من جانبه، قال توماس كويني، المدير العام للاتحاد الدولي لصانعي ورابطات المستحضرات الصيدلانية، إنه عندما تم توقيع مسودة مذكرة التفاهم بين المنظمة والاتحاد الدولي للأدوية في تشرين الأول (أكتوبر) 2017، لم يكن العمل اللازم لإنشاء المبادرة معروفا تماما، غير أننا أنجزناها في آخر الأمر. ولتبسيط الفحوى المعقد لهذه المبادرة، أوضح كويني لـ"الاقتصادية"، أن براءات الاختراع أداة أساسية لدعم الابتكار، لكن "نظام البراءات معقد جدا، والمعلومات المتعلقة بالبراءات، وإن كانت، من حيث المبدأ، علنية بيد أنه ليس من السهل العثور عليها، وهذه الصعوبة تؤدي إلى عدم كفاءة وزارات الصحة والمؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص في شرائها للأدوية. وأضاف، أن الهدف الرئيس للمبادرة، هو مساعدة وكالات المشتريات على اختلاف أشكالها في تقييم وضع براءات الاختراع للأدوية، وأن العملية ستزيل الكثير من الذهاب والإياب بين وكالات المشتريات وشركات الأدوية، ما سيتيح لوكالات المشتريات أن تعرف بشكل أسرع إذا كان بإمكانها الاقتراب من المصنعين. لكنه أشار إلى أنه على الرغم من أن قاعدة البيانات لا تتضمن، في الوقت الراهن، إلا جزئيات صغيرة، وغير قادرة، على سبيل المثال، على تقديم معلومات عن أطراف ثالثة، أو تسعير المنتجات، إلا أن الاتحاد الدولي لصانعي ورابطات المستحضرات الصيدلانية التزم في نص المبادرة على مواصلة العمل لجعل قاعدة البيانات أداة أفضل في المستقبل. وتابع أنه لابد أن تكون الحكومات ممثلة في هذه المبادرة لأنها "عظيمة وشراكة رائعة" ستسمح للكثير من المرضى بالحصول على الأدوية بشكل أسرع. وتضم "بات إنفورمد" حاليا 20 شركة للأدوية البيولوجية القائمة على البحوث، تشمل، آبفي (أمريكا)، وأستيلاس فارما (اليابان)، وبريستول مايرز سكويب (الولايات المتحدة)، وداييتشي ـ سانكيو (اليابان)، وإيكاي (اليابان)، وجيلاد للعلوم (أمريكا)، وجلاكسو سميث كلاين (بريطانيا)، وإبسين (فرنسا)، وجونسون آند جونسون (أمريكا)، وليو فارما (الدنمارك)، وليلي (أمريكا)، وميرك كجا (ألمانيا)، وميرك وشركاه (أمريكا)، ونوفارتيس (سويسرا)، ونوفو نورديسك (الدنمارك)، وفايزر (أمريكا)، وروش (سويسرا)، وشيونوجي آنكوربوريشين (اليابان)، وتاكيدا (اليابان)، ويو سي بي ( بلجيكا). ووفقا لورقة بحثية صادرة عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، فإنه "في حين أن المعلومات المتعلقة بطلبات البراءات والمنح موجودة في السجل العام، فإن المعلومات التي تربط مباشرة براءات الاختراع بالأدوية الموجودة في السوق شحيحة ومحدودة". وتشير الورقة البحثية إلى أن جميع الشركات المشاركة في المبادرة التزمت بالرد على استفسارات وكالات شراء الأدوية، سواء كانت حكومية أم خاصة. وهناك في الواقع ما يسمى بسلسلة التوريد العالمية "آي - سوليوشنز"، وهي وكالة عالمية للمشتريات تقوم بشراء الأدوية للصندوق العالمي للإيدز، والسل، والملاريا، وللحكومات والوكالات الدولية الأخرى والمنظمات غير الحكومية. غير أن، أليجا إدامزاك، من "ويبو"، قالت لـ "الاقتصادية" إن (بات إنفورمد) لديها طيف أوسع من "آي – سوليوشنز"، إذ أن المعلومات التي تحصل عليها الأخيرة من مكاتب البراءات قد لا تكون كاملة، في حين أن قدرة (بات إنفورمد) على الاتصال مباشرة بقاعدة البيانات أكثر سهولة وفعالية، خاصة وهي تحمل صفة ذات طابع أممي.
مشاركة :