اتهم وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد للدعوة والإرشاد عواد بن سبتي العنزي، جماعة "الإخوان" و"التبليغ" بالاتفاق على صرف الشباب عن العلماء؛ الأولى بحجة أنهم علماء سلطان لا يفقهون الواقع، والثانية لأن الجماعة تبحث عن علم الفضائل، وتترك علم المسائل، والنتيجة إعراضهم عن العلم والعلماء. وشدد "العنزي"، في هذا الصدد، على أن الأمن الفكري هو حماية الفكر من الانحراف والخروج عن الوسطية والاعتدال؛ مبيناً أن الأمن الفكري هو أهم أنواع الأمن؛ لأن الإخلال به يتسبب في التعدي على الضروريات الخمس، ويدفع نحو العنف والتشدد، واستحلال دماء الناس وأعراضهم. جاء ذلك في ثنايا المحاضرة التي نظّمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في محافظة بقيق بالمنطقة الشرقية، أمس، عن "أهمية الأمن الفكري وخطر الإخلال به"، وألقاها "العنزي" بمقر المكتب. وأوضح "العنزي" أن دعاة الفتنة من الحركيين والحزبيين يحاربون كل ما يتعلق بقضايا الأمن الفكري؛ إما بتهوينها وصرفها وفق ما يريدون، أو التغافل عنها وتهميشها، وقال: "سعت تلك الجماعات إلى تهديد الأمن الفكري من خلال سنة الخوارج والمعتزلة في تقديم العقل على النقل، ومحاكمة النصوص الشرعية وتأويلها وفق الأهواء المتبعة عند الأحزاب". وأبان: "تلك الجماعات اجتمعت على الطعن في العلماء الراسخين؛ لأنهم حملة الشريعة والذابين عنها؛ فجماعة الإخوان والتبليغ اتفقتا على صرف الشباب عن العلماء؛ الأولى بحجة أنهم علماء سلطان لا يفقهون الواقع، والثانية لأن الجماعة تبحث عن علم الفضائل، وتترك علم المسائل، والنتيجة إعراضهم عن العلم والعلماء". واستعرض وكيل الشؤون الإسلامية المساعد للدعوة والإرشاد، عناية علماء السنة قديماً وحديثاً بمسائل ترسيخ الأمن الفكري؛ حيث جعلوها في كتب الاعتقاد مخالفة لأهل البدع الذي خالفوا في مسائل الإمامة والبيعة، والسمع والطاعة، ولزوم الجماعة؛ لافتاً إلى أنها أصول عقدية عند علماء السنة نص عليها علماء السلف في كتب العقائد. وحذّر "العنزي" -في ختام محاضرته- من دعاة الفتن والأحزاب الذين ضللو الناشئة بالقول بأن مسائل الأمن الفكري هي مسائل سياسية تُطرق لأجل الحكام فقط، وهم مستمرون على تضليل الناس في مدح الثورات والخروج على الحكام، وصنع رموز فكرية تخدم توجههم، وامتداح دول وأفراد يحققون بها مكاسبهم الحزبية، ويغضون الطرف عن مآثر هذه الدولة المباركة، وأياديها البيضاء في نصرة السنة، وتحكيم الشريعة، والقيام بمصالح المسلمين.
مشاركة :