المرض النفسي ليس وصمة عار

  • 10/2/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

المرض النفسي جسدي المصدر سلوكي المظهر: أريد أن أسألك سؤالًا، سؤالًا خاصًّا نوعًا ما: هل تعاني من مرض نفسي، أو تعرف شخصًا مصابًا بمرض نفسي؟! فكر قليلًا.. عائلتك، أصدقاؤك، زملاؤك في الجامعة أو المدرسة أو العمل.. أكاد  أراهن على أنك على الأقل تعرف شخصا مصابًا بمرض نفسي! من أبرز أمثلة المرض النفسي وأِشهرها: الاكتئاب، والفصام، واضطرابات القلق. كل هذه الحالات تؤثر على منطقة واحدة، هي الدماغ، وتسبب اضطرابات مختلفة في وظائفه، كالإدراك، والمعرفة، والعاطفة. حسنًا، لن أتحدث عن المشاكل اليومية للمرضى النفسيين أو الأعمال التي قد يعملونها نتيجة تلك الأمراض. تقول منظمة الصحة العالمية: إن 20% من سكان العالم يعانون من أحد الأمراض النفسية في وقت ما في حياتهم، ما يعني أن هناك شخصًا من بين كل 5 أشخاص نقابلهم مصاب بمرض نفسي في إحدى مراحل حياته! وفي الواقع، هناك حقائق سلبية يواجهها المريض النفسي، منها خمس رئيسة 1- قلة الوعي بماهية المرض النفسي، مما يمنع الكثير من المرضى  عن الذهاب للطبيب النفسي عند الحاجة. 2- يحمل المرض النفسي إيحاءً بالسخرية: يا معتوه، يا ياسكو، يا منفس، بينما لا نجد أحدًا يشتم بقوله: يا مريض السكري يا مريض الضغط! 3-الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي: تجد أن ملف المريض النفسي ملف إثارة (Action). وفي إحدى القنوات وجدوا أن عدد البرامج كان 70 برنامجًا، وثلثهم يصرون أن المرض النفسي مرض خطير جدًّا، إذًا الإعلام موثر جدًّا. 4- 90 % من المنتحرين يعانون من أمراض نفسية. لا يوجد أحد لديه حصانة ضد المرض النفسي، بما فيهم الدكتور النفسي. 5-المرض النفسي وصمة عار للمصاب به في المجتمع. دعني أصحبك في مثال يوضح ذلك: تخيل أن رئيس عملك دعاك لتناول وجبة العشاء. وفي ذلك اليوم، أعاقك ظرف نفسيٌّ ما من تلبية دعوته، فاتصلت به، هل ستخبره عن مرضك النفسي أم أنك ستختلق له مرضًا جسديًّا أو أعذارا أخرى؟ هل تفضل أن تقول له إنك مصاب باضطرابات القلق “مرض نفسي” أم تقول له إنك مصاب بصداع نصفي “الشقيقة”؟! إذا كنت في كل مرة ستختلق عذر المرض الجسدي فأنت يا صديقي تؤكد بطريقة ما أن المرض النفسي وصمة عار على من أصيب به. ختاما: عندما تضع جميع الأمراض النفسية معًا، تمثل ما يقارب 15 في المئة من إجمالي أمراض العالم. والواقع أن الأمراض النفسية مدمرة جداً لحياة الناس. تشير تقديرات “منظمة الصحة العالمية” إلى أن هناك 400 إلى 500 مليون إنسان يعاني من مرض نفسيٍّ ما. إن الغالبية العظمى من هؤلاء المصابين لا تتوافر لهم الرعاية التي يمكن أن تغير حياتهم إلى حال أفضل.

مشاركة :