فرنسا تتهم إيران بالتخطيط لهجوم على أراضيها

  • 10/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

محرر الشؤون الدولية وسط دعوات فرنسية إلى اتباع نهج أكثر تشددا في العلاقات مع طهران، الأمر الذي يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين، في وقت تتطلع حكومة الرئيس حسن روحاني للعواصم الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، علّقت فرنسا أمس، تسمية سفيرها الجديد في طهران، على وقع اتهامات للاستخبارات الإيرانية بإعطاء أوامر لتنفيذ هجوم في فرنسا، كما جمّدت أصول إدارة وزارة الاستخبارات الإيرانية، وأوقفت 11 شخصا خلال عملية دهم استهدفت مركز {الزهراء} ومسؤوليه. وقررت وزارتا الخارجية والداخلية في بيان نشرته صحيفة لوموند تعليق تسمية سفيرها الجديد في إيران، انتظارا لتوضيحات من طهران حول التخطيط لاعتداء على تجمّع لجماعة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، تم إحباطه من قبل الاستخبارات الفرنسية في 30 يونيو الماضي بمنطقة فيلبنت قرب باريس. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: إن المخابرات الفرنسية خلصت إلى أن وزارة الاستخبارات الإيرانية أمرت بشن الهجوم الفاشل على مؤتمر لجماعة إيرانية معارضة قرب باريس، مؤكداً أن مسؤول الاستخبارات الإيراني سعيد هاشمي مقدم أمر بشن الهجوم. وفي وقت سابق، أعلنت فرنسا، أمس، عن تجميد أصول تعود لوزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية ورجلين آخرين لمدة ستة أشهر بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية. وفي بيان مشترك، كتب وزراء الداخلية جيرارد كولومب، والخارجية جان إيف لودريان، والاقتصاد رونو لومير، أن الإجراءات المتخذة متعلقة بمحاولة تنفيذ اعتداء بمنطقة فيلبنت. وأضافوا: إن «هذا العمل الشديد الخطورة على أراضينا لا يمكن أن يظل من دون رد»، مشيرين إلى أن «فرنسا اتخذت إجراءات وقائية ومتناسبة في شكل اعتماد إجراءات وطنية بتجميد أصول أسد الله أسدي (الدبلوماسي الذي كان معتمداً في فيينا وأوقف في ألمانيا للاشتباه بتورّطه في قضية التخطيط المفترض لاعتداء فيلبنت، وسمح القضاء الألماني بتسليمه الى القضاء البلجيكي) وسعيد هاشمي مقدم، وهما اثنان من الرعايا الإيرانيين، وكذلك مديرية الأمن الداخلي بوزارة الاستخبارات الإيرانية». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن «الهجوم الذي تم إحباطه في فيلبنت يؤكد ضرورة اتباع نهج مختلف في العلاقات مع إيران». في المقابل، نفى المتحدث باسم الخارجية الايراني بهرام قاسمي في بيان، بشدة الاتهامات الفرنسية، وأدان اعتقال الدبلوماسي الايراني، مطالبا بإطلاق سراحه فوراً. وهذا التطوّر الكبير الذي حدث على خط العلاقات الايرانية ــــ الفرنسية من شأنه ان يؤثر في المحادثات التي يجريها الاتحاد الاوروبي مع ايران من اجل استمرار العمل بالاتفاق النووي بعد انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب منه. فالاطراف الاوروبية التي كانت تدافع عن هذا الاتفاق وتريد المحافظة عليه وحمايته ستجد نفسها في موقف ضعيف امام الرأي العام الاوروبي وامام وجهة النظر الاخرى في اوروبا التي تؤيد الربط الاميركي بين سلوك ايران والاتفاق النووي. كما ان هذا التطوّر سيمثل فرصة نادرة للرئيس ترامب لممارسة المزيد من الضغوط على الاوروبيين للسير في الركب الاميركي في ما يتعلق بكيفية ادارة الملف الايراني. عملية وقائية في غضون ذلك، نفّذ 200 شرطي فرنسي عملية «وقائية لمكافحة الإرهاب» استهدفت دهم وتفتيش مقر «مركز الزهراء» ومنازل مسؤولين عنه في غراند سانت (شمال فرنسا)، حيث تمت مصادرة أسلحة ومواد أخرى وتوقيف 11 شخصا، أبقي ثلاثة منهم محتجزين قيد التحقيق. وبررت سلطات المنطقة العملية «بالتأييد الواضح» الذي يعبّر عنه قادة من المركز تجاه «منظمات إرهابية»، لكنها لم تقم صلة مع فيلبنت. وجمّدت أموال «مركز الزهراء» والجمعيات التي تتواجد في مقره لستة أشهر وفق نص نُشر في الجريدة الرسمية كذلك. وقال مصدر مقرب من التحقيق إن «مركز الزهراء» يضم جمعيات عدة، بينها «حزب مناهضة الصهيونية» و«الاتحاد الشيعي الفرنسي» وتلفزيون «فرنسا ماريان تيلي». وتشتبه السلطات الفرنسية بأن هذه الجمعيات تبرر «التطرّف» وتمجد حركات صنفتها فرنسا «إرهابية»، مثل حركة حماس و«حزب الله» اللبناني المدعومين من إيران. وإثر المداهمات، وضع ثلاثة أشخاص على علاقة بالمركز قيد التوقيف الاحترازي، لا سيما بسبب حيازتهم أسلحة غير مرخّصة. وذكرت شرطة باريس أن نشاطات المركز «تجري متابعتها بدقة بسبب تأييد قادته الواضح لمنظمات إرهابية عدة وحركات تروّج أفكاراً مخالفة لقيم الجمهورية». وتأتي هذه الخطوات في اطار توجه أوروبي لمكافحة تمدد الاستخبارات الإيرانية في القارة العجوز، بعدما ألقت ألمانيا القبض على دبلوماسي إيراني معتمد في النمسا، في حين ألقي القبض على شخصين آخرين بحوزتهما متفجرات في بلجيكا، في وقت قضت محكمة في جنوب ألمانيا أمس بترحيل الدبلوماسي إلى بلجيكا. في سياق متصل، أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي أن برنامج إيران للصواريخ البالستية يمثل تهديدا، ونفوذ إيران في المنطقة مبعث قلق كبير. «الأطلسي»: قلقون بشأن برنامج إيران الصاروخي أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس شتولتنبرغ، عن قلق الحلف بشأن برنامج ايران الصاروخي، مشيرا إلى أنشطتها «المزعزعة لاستقرار» المنطقة. وقال شتولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي بمقر «الناتو» قبل اجتماع لوزراء دفاع الحلف اليوم (الأربعاء): «كل الحلفاء قلقون بشأن أنشطة ايران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وندين بشدة جميع أوجه الدعم المالي للإرهاب، بما في ذلك دعم ايران مجموعة متنوعة من العناصر المسلحة غير الحكومية». وأضاف «كما أننا بالطبع قلقون بشأن برنامج ايران الصاروخي، إلا اننا ملتزمون ضمان بقاء البرنامج النووي الإيراني سلميا». وبشأن الاجتماع الذي يستمر يومين، قال شتولتنبرغ إن الوزراء سيعملون على تنفيذ القرارات التي اتخذها رؤساء الدول والحكومات في قمة الحلف في يوليو الماضي. ولفت إلى أن الاجتماع «سيتطرّق إلى كثير من القضايا، منها كيفية التعامل مع مسألة تقاسم الأعباء والالتزامات التي قطعناها في القمة الماضية»، مشيراً إلى أن الاجتماع سيتناول أيضا حالة عدم الاستقرار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. (كونا)

مشاركة :