لا شك أن بيننا وبين العراق خندقا عريضا عميقاً، مليئاً بذكريات مُرّة وأطماع ظالمة، وأرواح زُهقت وأعراض اغتصبت، وثروات نُهبت ومبان تهدمت.ولكن أميركا قصفت اليابان بالقنابل الذرية، ومسحت مدناً ألمانية من على الأرض، واليوم اليابان وألمانيا أكبر حلفاء أميركا.وبعد حروب عربية - إسرائيلية أربع، يرتفع علم الصهاينة على عاصمتين عربيتين وقنصليات في مدن عربية أخرى، والكويت ليست منها.أوَ ليسَ الأجدر أن نبني جسراً على هذا الخندق بين شعبين عربيين مسلمين؟زارنا أخيرا رئيس مجلس الأمة العراقي الشاب محمد الحلبوسي، في أول زيارة خارجية له بعد انتخابه، واستقبله وتباحث معه رئيس مجلس الأمة الكويتي المهندس الشاب مرزوق الغانم، وقد يكونان طرحا أمر ردم هذه الهوة بروح الشباب، فهما ليسا متورطين بمآسي الماضي، فليس من المستنكر أن نبدأ بفتح صفحة جديدة ومد جسر من الاستثمارات المالية تفيد الكويت اقتصادياً وتوظف الأيدي العراقية العاطلة عن العمل بما فيه مصلحة البلدين.قد يطول الوقت وقد يقصر، ولكن حتماً سيأتي اليوم الذي تكون بيننا وبين العراق علاقات متميزة، ويفتح من خلالها طريق الحرير لنا للتواصل مع العالم أجمع.قد لا يُعجب البعض كلامي هذا، ولكنني أفكر في مستقبل أحفادي، هل سيعيشون في هذا الخوف والتوجس إلى الأبد؟!