أوليفيا البرشتاين* 26 سبتمبر/ أيلول الماضي، كان اليوم الدولي للتخلص التام من الأسلحة النووية، وهو يوم حدّدته الأمم المتحدة من أجل لفت الانتباه إلى واحد من أقدم أهدافها: تحقيق نزع السلاح النووي من العالم. ومنظمة أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية، أحيت هذه المناسبة بالدعوة مرة أخرى إلى الإلغاء التام للأسلحة النووية. ونحن ملتزمون بالعمل من أجل عالم خال من الأسلحة النووية، وفخورون بالانضمام إلى شركائها وحلفائنا في تصوُّر مستقبل أفضل، وأكثر أماناً. ولسنا في هذه المعركة وحدنا. وفي واقع الأمر، اتخذ بعض المناصرين في الكونجرس، في الآونة الأخيرة، خطوات حاسمة لمنع اندلاع الحرب النووية. ففي 18 سبتمبر/ أيلول الماضي، قدّم النواب «تيد ليو»، و»آدم سميث» و»جون جاراميندي»، و»ايرل بلومينور»، والسيناتور «إيد ماركي» مشروع قانون يُدعى «مشروع قانون الأسلحة ذات المردود المنخفض» (الأسلحة النووية الأصغر نطاقاً). ومن شأن هذا التشريع أن «يحظر البحث والتطوير وإنتاج ونشر الرؤوس الحربية النووية ذات المردود المنخفض، للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات». والأسلحة النووية التي تُسمّى «ذات المردود المنخفض»، تقلل العوائق فعلاً أمام شن الحرب النووية، وتزيد خطر إمكانية استخدامها فعلياً. وقال النائب «ليو» في البيان الصحفي المشترك الذي أعلِن فيه مشروع القانون، «ليس هنالك شيء اسمه «حرب نووية ذات مردود منخفض». «واستعمال أي سلاح نووي، بصرف النظر عن قوته وقدرته على القتل، يمكن أن يزعزع الاستقرار بشكل كارثي. وهو يفتح الباب لسوء التقديرات الشديد، ويمكن أن يَجُرَّ الولايات المتحدة وحلفاءنا إلى صراع نووي مدمّر. وهذا هو السبب في أن النواب، سميث، وجاراميندي، وبلومينور، والسيناتور ماركي في مجلس الشيوخ، قدّموا مشروع قانون « الأسلحة النووية قليلة المردود»، لضمان ألا نخفض معاييرنا لإطلاق سلاح نووي». لقد اقتربنا كثيراً من اندلاع حرب نووية في الماضي. في 26 سبتمبر/ أيلول 1983، اتخذ الضابط في الجيش السوفييتي، «ستانيسلاف بتروف» قراراً في جزء من الثانية، فاعتبَر هجوماً صاروخيّاً مفترَضاً من قِبل الولايات المتحدة، خطأً عابراً، ورفض تنفيذ الأوامر بشن هجوم مضادّ، وتجنَّبَ بالتالي حرباً نووية محتملة. ولو لم يتخذ بتروف ذلك التقدير الشخصي للوضع، لما كُنّا موجودين هنا- ربّما- للدفاع عن عالم خالٍ من الأسلحة النووية. يجب علينا أن نمنع ما لا نستطيع علاجه. نحن نعلم أنه لا توجد استجابة صحيحة، أو طارئة ملائمة، لهجوم نووي. ونعلم العواقب المميتة التي ستنتُج- من هيروشيما وناجازاكي إلى تشيرنوبل إلى «ثري مايْلْ آيلاند» (في بنسلفانيا الأمريكية، التي شهدت انصهاراً نووياً عام 1979)، إلى فوكوشيما، رأينا من الكوارث بسبب القنابل والأسلحة النووية والطاقة النووية، ما يكفي لنعرف أننا لا نستطيع تحمّل المزيد. ولا يزال هنالك 14500 سلاح نووي. وذلك يكفي للتدمير التام للأرض عشرات الألوف من المرات. ينبغي ألّا تحمل الأجيال القادمة همَّ اندلاع هجوم نووي. إننا نناضل من أجل فرضِ حظرٍ نووي، لكي لا تُضطرُّ الأجيال القادمة إلى فعل ذلك، وحتى لا يكون مستقبلها مكللاً بسُحُبِ الخطر الوشيك لحرب نووية. وقد اتخذت عشرات الدول بالفعل، خطوات حاسمة لتأمين مستقبل خالٍ من الأسلحة النووية. ومنذ أكثر من عام، فُتِحت رسميّاً، معاهدة الأمم المتحدة التاريخية الخاصة بحظر الأسلحة النووية، للتوقيع في مقرّ المنظمة في نيويورك، بعد أن صوَّتت أكثر من 120 دولة بالموافقة على المعاهدة. في ذلك الوقت، قالت «إيلينا وايت غوميز» رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتفاوض حول المعاهدة، «لقد نجحنا في زرْع البذور الأولى لعالم خالٍ من الأسلحة النووية. إننا نقول لأطفالنا.. نَعَم، من الممكن أن يرثوا عالَماً خالياً من الأسلحة النووية». ذالك مستقبل يستحق النضال من أجله. ونحن ندعو جميع الدول إلى التوقيع أو المصادقة على المعاهدة، واتخاذ خطوة جريئة نحو عالم خالٍ من الأسلحة النووية. تعالوْا نجعلْ هذا العام، هو العام الذي نلغي فيه الأسلحة النووية، في نهاية المطاف، نهائيّاً. *مديرة العلاقات الاجتماعية في منظمة «أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية». موقع: كومون دريمز
مشاركة :