حذر خبراء صوماليون من التداعيات الخطيرة لخطوات تحويل قوات جهاز الشرطة المحلية وقوات الأمن والاستخبارات من أجهزة حكومية مستقلة إلى أخرى تابعة لتوجهات قطر.وجاءت تلك التحذيرات على خلفية الرسائل التي سربتها وسائل إعلام صومالية كشفت عن تلقي عناصر أمنية تدريباتهم في الدوحة، تمهيداً لإعادة تعيينهم في الشرطة خصوصاً في العاصمة مقديشو.وأكد الخبراء أن المحاولات التي يقوم بها عميل قطر في الصومال فهد الياسين، لتنفيذ خطة الدوحة في إحكام هيمنتها وسيطرتها على كل الأجهزة الأمنية، ستقود البلاد إلى مزيد من التشرذم والانقسام.وحذروا من أن الانقسام السياسي والاجتماعي ينذر بتجدد الصراعات المسلحة.وقالت جهات صومالية مطلعة ل«العين الإخبارية» إن الياسين يقود مع أجهزة المخابرات القطرية منذ وصول الرئيس محمد عبدالله فارماجو إلى السلطة، خطة محكمة لتحويل كل الأجهزة الأمنية للدولة لتصبح أداة طيعة لخدمة قطر.وأشارت إلى أن خطة ياسين اعتمدت على إجراء تغييرات واسعة وحساسة في مناصب مهمة بتوجيه مباشر من قطر.كما اتهمت شخصيات أمنية رفيعة المستوى بالعمل على استبعاد كل التيارات والأجنحة التي تسعى للحفاظ على استقلالية الأجهزة الأمنية الصومالية وحيادها كصمام أمان، للحفاظ على وحدة البلاد وإعادة تماسكها.ورأى الخبير الأمني الصومالي فرح عابدي أن الحكومة الحالية قامت بقرارات مشبوهة تضرب بالدستور والقوانين الداخلية للبلاد عرض الحائط، من خلال ارتهانها تغيير الأجهزة الأمنية لأجندة قطر، التي باتت تسيطر على جميع مفاصل البلاد الأمنية.وقال إن «الخطوات الأخيرة بتعيين ضباط من الأمن والمخابرات في الشرطة، هي مخطط لتصفية حيادية واستقلالية الشرطة وتحويلها من جهاز مستقل إلى جهاز تابع يتلقى التعليمات من المخابرات».ووصف فرح التغييرات بأنها «في غاية الخطورة على مستقبل البلاد الأمني والسياسي»، مضيفاً أن محاولات عملاء قطر الساعية لتحويل البلاد إلى وكر أمني وحديقة خلفية لمخططات قطر في منطقة القرن الإفريقي ستكون وبالاً على علاقات البلاد مع دول الجوار أولاً وعلى السلم والأمن الاجتماعي الداخلي.وحذر من أن التدخلات الخارجية واختراق الأجهزة الأمنية خصوصاً من دولة راعية للإرهاب مثل قطر، ستقود إلى مزيد من تمزيق النسيج الاجتماعي الداخلي وشرذمة العلاقات الاجتماعية بين المكونات الصومالية وإعادة لسيناريوهات الحرب والنزاعات الدموية التي ستقود لتقسيم البلاد.بدوره، قال المحلل السياسي الصومالي محمد نورسيدو، إن محاولة إرضاء قطر وتنفيذ أجندتها في الصومال والقرن الإفريقي سيقود إلى تلطيخ سمعة الأجهزة الأمنية والشرطية وفقدانها لمهنيتها ومصداقيتها في الداخل والخارج.وأضاف «كان يجب على القيادات الصومالية أن تنأى عن الأجندة القطرية المشبوهة التي تدعم الإرهاب وتدعم إيصال الجماعات المتشددة والسيطرة على الدول»، موضحاً أن تلك التغييرات والإشارات السلبية التي ترسلها القيادات الصومالية ستنعكس مستقبلاً على الوضع الأمني والسياسي للبلاد».ولفت إلى أن التوجهات القطرية الأخيرة بإيصال الجماعات الإرهابية ودعم وجودها في الصومال مثل حركة الشباب المتشددة، ستقود إلى شرذمة الصومال وتمزيقه ليقع فريسة لخدمة عملاء قطر .ورأى الخبير الأمني الصومالي عبد الرحمن جامع أن مستقبل البلاد يبدو أكثر «غموضاً» بسبب تدخلات قطر ومحاولتها فرض أجندتها الأمنية والسياسية ونشر الفكر الإخواني بالقوة.وكشف عن أنه يمتلك معلومات مؤكدة عن رفض الدول المجاورة خصوصاً كينيا التعامل مع أجهزة الأمن والاستخبارات الصومالية بعد تعيين الياسين بسبب ارتباطاته المعروفة بالجماعات الإرهابية التي تنشط في القرن الإفريقي، وتلقيه تدريباته على يد أجهزة المخابرات القطرية التي تستخدمه كمخلب في المنطقة.وأشار جامع إلى أن الوضع الأمني في الصومال سيكون على المحك ومرشحاً للانفجار في أي وقت بسبب هذه التغييرات ،والتي قادت إلى أزمات داخلية كبيرة وانفراط الأمن في العاصمة والولايات.وتابع :قطر لا يهمها سوى إحكام سيطرتها على الصومال وتنفيذ أجندتها بعد فشل مشاريعها في كثير من الدول الإفريقية وتسببها في تمزيق كثير من الدول وتهديدها للسلم والأمن العالمي.ولفت إلى أن الفترة المقبلة ستكون أشبه بالمحرقة القطرية للصوماليين.
مشاركة :