إعداد: عبير حسينخصصت صحيفة «التايمز» البريطانية افتتاحيتها أمس للحديث عن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكدة أن «طبول الحرب» بدأت تقرع بين واشنطن وطهران. وتوقعت الصحيفة «مواجهة خطيرة» وشيكة بين البلدين مع اقتراب موعد فرض المرحلة الثانية من العقوبات في 4 نوفمبر المقبل بالحظر الكامل على صادرات النفط الإيرانية، وهو ما تعتبره طهران «حرباً مالية» ضدها. وأشارت الصحيفة إلى صعوبات حقيقية تواجهها إيران في سوريا، فبعد دعمها نظام الأسد بمبالغ وصلت إلى 7 مليارات دولار، لم تحصل حتى الآن على حصتها المتوقعة والمرضية من كعكة إعادة الإعمار والتي بدا واضحاً أن الحليف الروسي غنم نصيب الأسد منها. وقدمت «التايمز» أدلة متنوعة على ذلك منها عدم وفاء الأسد بوعوده السابقة لطهران بمنحها حقوق تطوير مناجم الفوسفات بالقرب من تدمر، وهو أحد أضخم العقود التي حصلت عليها شركة روسية منحتها دمشق حقوق التشغيل حتى عام 2068. كما خاب مسعى الإيرانيون في الاستئثار بأراض استراتيجية في ريف دمشق بالقرب من مزار «مسجد السيدة زينب». وأكدت افتتاحية «التايمز» أن هدف إيران الاستراتيجي هو بناء ممر يمتد من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان، في إعادة بناء نسخة عصرية وحديثة للإمبراطورية الفارسية، بينما تصر الولايات المتحدة على «تكبيل» دولة الملالي.واستعارت «التايمز» مقولة الروائي الروسي الشهير ليو توليستوي التي قال فيها إن أقوى المحاربين هما الصبر والوقت، وأشارت إلى أن كليهما بدأ ينفد من إيران مع ارتفاع حدة المواجهات بينها وبين واشنطن، مؤكدة أن «ابتهاج» الدبلوماسيين الإيرانيين بالآلية الجديدة التي يتبناها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع بكين وموسكو للتعامل معها بعيداً عن العقوبات الأمريكية تعد «حالة مؤقتة»، إذ لن تقبل العواصم الأوروبية أي محاولات إيرانية للمساس بالمصالح الأمريكية. وقالت الصحيفة «أصبحت الحدود الممتدة لمسافة 12 ميلاً على طول الحدود العراقية السورية التي زارها مراسلنا في الشرق الأوسط هذا الأسبوع مركزاً للتنافس بين الميليشيات المدعومة من إيران، وتلك التي تدعمها الولايات المتحدة. إضافة إلى ذلك يبقى مضيق هرمز نقطة اشتعال أخرى يمكن للبحرية الإيرانية تعطيل نقل نفط الخليج إلى الغرب عبره». وأضافت «في ظل تصاعد التوتر الحالي بين واشنطن وطهران، أصبحت المنشآت الأمريكية في العراق معرضة للخطر بعد الهجوم على مجمعات في البصرة وبغداد بالصواريخ الشهر الماضي». وأشارت «التايمز» إلى أن الهجوم الصاروخي الإيراني قبل يومين على مواقع تابعة لمقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا لم يكن مجرد رد منها على «حادث الأحواز»، لكنها كانت إشارة لكل من «إسرائيل» وأمريكا بأن طهران لاتزال مستعدة لتوجيه هجمات جوية. وختمت الصحيفة قائلة «إن أي شخص يعتقد أن الحرب السورية شارفت على نهايتها يحتاج إلى إعادة التفكير مرة أخرى، فهناك مرحلة جديدة تبدأ ستحاول من خلالها الولايات المتحدة وحلفاؤها ردع الأنشطة التخريبية لإيران في المنطقة، وبدا واضحاً عزم واشنطن على عدم ترك الفوضى التي تسبب فيها الإيرانيون في المنطقة تتفاقم بقول جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي إن القوات الأمريكية باقية في سوريا، طالما بقيت القوات الإيرانية خارج إيران». وأضافت «إن أمريكا محقة في البقاء في مكانها والوقوف في وجهها».
مشاركة :