هددت مبعوثة واشنطن إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، موسكو بتوجيه ضربة عسكرية لبرنامج محظور لإطلاق الصواريخ، في حال استمرت روسيا في تطويره. وقالت المبعوثة كاي بايلي هاتشينسون إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحل دبلوماسي لكنها قد تلجأ إلى عمل عسكري إذا استمرت روسيا في عملياتها "السرية" لتطوير البرنامج، الذي ترى أنه ينتهك معاهدة "الصواريخ النووية متوسطة المدى" التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة. والمعاهدة التي أبرمت في عام 1987 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، تطلب من الطرفين التخلص من الصواريخ الباليستية التي يتراوح مداها بين 500 و 5500 كيلومتر. وتقول واشنطن إن موسكو تطور صواريخ متوسطة المدى، وتعتقد أنها تسمح لها بشن هجوم نووي على أوروبا خلال فترة قصيرة. وقالت هاتشينسون خلال مؤتمر صحافي: "سندرس القدرة على تدمير أي صاروخ (روسي) قد يصيب أيا من بلداننا". وترى إدارة الرئيس دونالد ترامب أن أنشطة وسياسات روسيا قد تؤدي إلى حدوث صراع في أوروبا لا يمكن السيطرة عليه، وأن موسكو يمكن أن تستخدم السلاح النووي في هذه القارة بهدف التأثير على الحلف والولايات المتحدة. وتزامن تصريح المبعوثة الأميركية مع إعلان الأمين العام للحلف ينز ستولتنبرغ الثلاثاء أن 45 ألف عسكري سيشاركون في مناورات "ترايدنت جنكتشر 18"، التي ستكون الأكبر التي يجريها الحلف منذ الحرب الباردة. وستشارك في المناورات عناصر قوات بـ150 طائرة و70 سفينة ونحو 10 آلاف مركبة برية من بريطانيا وأميركا الشمالية وأوروبا، وستحاكي المناورات دفاع عدد من الدول الأعضاء عن نفسها في مواجهة عدو "افتراضي". وتهدف المناورات إلى التدرب على نقل قوات أكبر بشكل أسرع في حال أي تدخل خارجي ضد أي دولة عضو في الحلف. ومنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، كثف الحلفاء الغربيون وجودهم العسكري في القارة الأوروبية خلال السنوات الأربع الأخيرة، بوضع حاميات في أوروبا الشرقية ودول البلطيق.
مشاركة :