مازالت تغرد قطر نشازًا خارج السرب بترحيبها باستضافة رياضيين إسرائيليين في بطولة العالم للجمباز، التي ستُقام في الدوحة في الفترة من 18 إلى 27 أكتوبر الجاري، وذلك في مخالفة واضحة لمنظومة القيم والأعراف الخليجية، وامتدادًا لسياسات التطبيع القطرية مع الكيان الصهيوني المحتل. وبحسب ما ذكره موقع "جيمنوفوستي" المهتم بأخبار رياضة الجمباز، فقد كان هناك حالة استياء كبيرة في الوسط الرياضي الإسرائيلي بسبب رفض الإمارات عزف السلام الوطني، ورفع العلم الإسرائيلي بعد فوز لاعبة الجولف الإسرائيلية بالميدالية الذهبية في مسابقة أبو ظبي العام الماضي، كما لم يُسمح للفريق الإسرائيلي باستخدام رموز البلد في الزي الرسمي. لذلك اتخذت إسرائيل موقفًا استباقيًا هذا العام، فقدم قنسطنطين رازفوزوف، وهو لاعب جودو إسرائيلي سابق، ويشغل الآن منصب عضو في الكنيست، طلبًا رسميًا لاتحاد الجمباز القطري بضمان عدم التمييز ضد لاعبي الجمباز الإسرائيليين في بطولة العالم. وهو ما رد عليه القطريون بأن اللاعبين الإسرائيليين سيعاملون مثل لاعبي الجمباز من دول أخرى ولن يكون هناك حظر على العلم أو النشيد الوطني الإسرائيلي. ولكن المتابع الجيد، لن يفاجأ بالترحيب القطري المنتظر، ورفرفة علم دولة الاحتلال في سماء الدوحة، إذ إن التطبيع الرياضي بين الدوحة وتل أبيب ليس وليد اليوم، كما أن فريق الجمباز الإسرائيلي ليس أول الفرق التي تتبارى في قطر، فقد سبقه عدد كبير من الرياضيين الإسرائيليين في ألعاب أخرى. فريق اليد الإسرائيلي أثارت مشاركة فريقين إسرائيليين في بطولة العالم المدرسية بالدوحة في يناير 2018م انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا المغردون والمدونون لسحب الأطفال القطريين من هذه البطولة تفاديًا لتطبيع العلاقات. وشارك منتخبان إسرائيليان، واحد للذكور وآخر للإناث، في بطولة دولية لكرة اليد للمدارس الثانوية بالدوحة، والتقط اللاعبون الإسرائيليون الصور التذكارية مع المسؤولين القطريين بكل أريحية، وسط فرحة وسعادة الجميع. وأعربت إسرائيل عن سعادتها بهذه المشاركة، وقدم وزير التربية والتعليم الإسرائيلي "نفتالي بينت" التهنئة إلى الفريق الإسرائيلي، قائلاً إنه يشكل مبعثًا على الفخر والاعتزاز لـ "إسرائيل". وأضاف أنه إلى جانب الإنجاز الرياضي تنطوي المشاركة في هذه البطولة على «أهمية خاصة» كونها أقيمت في قطر، على حد قوله. ثنائي الطائرة الشاطئية في الدوحة "ثنائي إسرائيلي يصنع التاريخ في قطر".. هكذا وصف موقع "تايمز أوف إسرائيل" مشاركة ثنائي الكرة الطائرة الشاطئية الإسرائيليين شان فايغا وارئيل هيلمان في التصفيات المؤهلة التي جرت في الدوحة، لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016. وقال الموقع الإسرائيلي إن الثنائي هما أول لاعبي كرة طائرة إسرائيليين يشاركان في منافسة في دولة عربية، وقال – حينذاك - مدير اتحاد الكرة الطائرة الإسرائيلي يانيف نيومان، إنه تم استقبال أعضاء الفريق بحرارة، وحصلوا على حماية مشددة من قِبل القوات المحلية (القطرية) وحراس إسرائيليين. لاعبة التنس الإسرائيلية ضيفة دائمة أما لاعبة التنس الإسرائيلية شاحار بير، فهي ضيفة دائمة على بطولة قطر المفتوحة للتنس، إذ شاركت للمرة الأولى في منافسات عام 2008م، وعلى الرغم من أن منصات الجمهور كانت فارغة تقريبًا طيلة فترة المباراة، إلا أن بير أعربت عن سعادتها "بالاستقبال الحار" الذي لقيته في قطر قائلة: "لقد اُستقبلت بالكثير من الحفاوة والحرارة من قِبل الناس في الدوحة"، وأشارت اللاعبة الإسرائيلية إلى أنها شعرت بمدى الترحيب بها من قِبل كل من قابلتهم حتى الآن. وعادت لاعبة التنس الإسرائيلية للمشاركة مجددًا في البطولة القطرية، وذلك في عام 2012م، بدعوة من الاتحاد القطري للتنس، وهو ما لاقى استهجان قطاعات عريضة من الشعب القطري، أبرزهم حملة "شباب قطر ضد التطبيع"، التي نددت بدعوة اللاعبة للمشاركة في للمرة الثانية في قلب الدوحة. لاعب تنس آخر في الدوحة وعلى خطى مواطنته شارك لاعب التنس الإسرائيلي دودي سيلا في بطولة قطر المفتوحة للتنس مطلع العام الجاري 2018م. وعبَّر حينها، يوناتان جونين، المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية بالعربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن سعادته باستضافة قطر لاعب تنس إسرائيليًا في إحدى البطولات. ومن خلال تغريدة عبر حسابه الرسمي في تويتر قال: كم أكون سعيدًا وأنا أرى اللاعبين الإسرائيليين وهم يشاركون في مختلف البطولات لجميع الألعاب بالشرق الأوسط، والآن يشارك نجم التنس الإسرائيلي "دودي سيلا" في بطولة قطر المفتوحة للتنس والمقامة حاليًا في الدوحة، حظ سعيد لـ "سيلا" وأي لاعب إسرائيلي يخوض المباريات في أي دولة بالمنطقة. سباحون إسرائيليون وفي عام 2013 و2014م استضافت قطر الفريق الإسرائيلي للسباحة للمشاركة في بطولة العالم للسباحة والتي جرت في الدوحة، وفي المرة الأولى في 2013 قام المنظمون القطريون بتغيير العلم الإسرائيلي بعلم أبيض خلال البث الرسمي لمباريات السباحة، وكُتِب اختصار اسم إسرائيل بصورة خاطئة في مباريات عدة، وبعد تلقي الدوحة انتقادات كثيرة، تم عرض العلم واسم إسرائيل في المباريات القطرية وفي البث الرسمي لبطولة 2014. مرحبًا بالإسرائيليين في الدوحة 2022 في العام 2009، وقبل فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022، أعلنت الإمارة الصغيرة بأنها ستسمح للفريق الإسرائيلي بالدخول إلى أراضيها، وفي مقابلة حديثة لحسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لكأس العالم 2022، مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تم سؤاله في حال تأهل إسرائيل، هل سيكون الفريق ومشجعوه موضع ترحيب؟"، فرد قائلاً: "الجميع مرحب بهم. الإجابة بسيطة. الجميع مرحب بهم". وعلى الرغم من تهرب الذوادي من ذكر اسم إسرائيل مباشرة، إلا أنه أكد ضمنيًا ترحيبه بمواطني الكيان الصهيوني مثلهم مثل غيرهم من مشجعي الفرق الأخرى.
مشاركة :