«الإرباك الليلي» ابتكار فلسطيني لإزعاج الإسرائيليين قرب حدود غزة

  • 10/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رفح - (أ ف ب): مع حلول الليل يبدأ فتية فلسطينيون بقرع الطبول والأغاني فيما يطلق آخرون بالونات حارقة أو مفرقعات بهدف إزعاج الإسرائيليين الذين يسكنون قرب السياج الحدودي مع قطاع غزة. شكل الفلسطينيون قبل ثلاثة أسابيع مجموعات تسمى «وحدات الإرباك الليلي» تضم مئات الشبان والصبية ومهمتها خلق أجواء «رعب وإزعاج» لمئات السكان الإسرائيليين في المستوطنات والبلدات الزراعية الحدودية، ولعشرات الجنود الإسرائيليين الذين يراقبون الحدود من أبراج مراقبة عسكرية أو في مواقع أقيمت مؤخرا خلف تلال رملية على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع الفقير والمحاصر منذ عقد. لكن مسؤولا عسكريا إسرائيليا أكد ان هذه الاحتجاجات الليلية لا تشكل تحديًا جديدا. وليل الأربعاء تجمع نحو ثلاثمائة متظاهر على بعد عشرات الأمتار من السياج الفاصل القريب من برج المراقبة في محيط الموقع العسكري لمعبر كرم أبو سالم «كيرم شالوم» الإسرائيلي المحاذي للسياج الفاصل في رفح وأقاموا فعاليات على وقع الطبول والأغاني والدبكة الفلكلورية قبل أن يبدأوا «الارباك الليلي». وفي خيمة نصبت على بعد عدة مئات الامتار من الحدود كان أربعة شبان ينفخون عشرات البالونات بيضاء اللون ومطبوع عليها بالإنجليزية «أنا أحبك» وتحمل مواد حارقة قبل أن يطلقونها باتجاه المناطق الإسرائيلية، والتي تؤدي أحيانا إلى حرق مساحات من الأراضي المزروعة. وفي الأثناء أطلق ناشطون العنان لأبواق مزاميرهم، وألقى شبان آخرون من وراء تلال رملية، قنابل صوت يدوية ومفرقعات مصنوعة من مواد بدائية. وفي ذات الخيمة كانت مجموعة من الشبان الملثمين الذين يطلقون على أنفسهم اسم مجموعات «أبناء (محمد) الزواري» نسبة الى مهندس طيران تونسي وناشط في الجناح العسكري لحماس اغتاله مجهولون في تونس في 2016. تعد طائرة ورقية ثبت فيها عدد من مواد حارقة. وأشاد حازم قاسم المتحدث باسم حماس بـ«ابتكار الشباب الثائر وسائل وأخرها وحدات الارباك الليلي» قائلا «هذه وسيلة سلمية تعبر عن إصرار الشباب على كسر الحصار والعودة». من جهته قال مسؤول عسكري إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه ان هذه التحركات لا تشكل تهديدا أكبر من ذلك الذي تشكله تظاهرات النهار. وقال إن «جنودنا بما يشمل القناصة، مجهزون بمناظير ليلية» مضيفا «هناك عشرات، وفي بعض الاحيان مئات المتظاهرين (ليلا)، يقومون بإحراق إطارات ورمي قنابل حارقة وأحيانا قنابل لكنها لا تشكل تهديدا أكبر من ذلك الذي تشكله تظاهرات النهار». الناشط أبو أنس قائد المجموعة يقول لفرانس برس «نعمل على إيلام العدو بالطائرات الورقية والبالونات الحارقة»، كاشفا عن «وسيلة جديدة هي عبارة عن مجسم لحوامة صغيرة تحمل شعل بواسطة بالونات تطير فوق مواقع العدو وتستطيع ارباكه». وشدد على أن هذه المجموعات «فردية وبدعم ذاتي» ولا علاقة لها بحركة حماس أو الفصائل الاخرى. ويقول الناشط صقر الجمال (22 عاما) «نهدف إلى إرباك الاحتلال ورسالتنا الى مستوطنات غلاف غزة أنه لا نوم من دون تحقيق مطالبنا برفع الحصار والعودة الى بلادنا». ويضيف الشاب وهو عاطل عن العمل «نرى حالة الخوف الكبير» لدى الجنود الإسرائيليين. من جانب آخر، تقول روني كيسين الناطقة باسم المجلس المحلي في كيرم شالوم الواقعة قرب حدود غزة إن التظاهرات الليلية «تشكل كابوسا».

مشاركة :