تغيرت حياة الطفل عماد وشقيقته علياء بعد مصرع والدهما في انفجار لغم أرضي في منطقة حيس في محافظة الحديدة غرب اليمن. ونزح الطفلان وهما في السابعة والسادسة من العمر مع والدتهما من منزلهم في قرية الدنين إلى مخيم الوعرة في الخوخة، على بعد 30 كيلومتراً من حيس.وتقول والدتهما فتحية فرتوت إن منزل الأسرة كان محاطاً بالألغام التي زرعها الحوثيون المدعومون من إيران، والذين يقاتلون القوات الشرعية منذ أكثر من ثلاث سنوات. وتروي فرتوت أن زوجها قتل جراء انفجار لغم وهو في طريقه إلى السوق. وتوضح لوكالة فرانس برس «قال لنا الحوثيون أخرجوا من المنزل أو سنطلق عليكم الرصاص». وتضيف فتحية «قلت لهم إلى أين سنذهب بعد مصرع معيل الأسرة في انفجار لغم؟». ولن تتمكن أسرة فرتوت من العودة إلى منزلها حتى لو حاولت ذلك. ويشير جمال فرتوت والد فتحية أن الحوثيين «زرعوا الألغام في كل مكان وفجروا الطرق». وتابع «لا يوجد أي طريق لمنزلنا إلا وزرع بالألغام». ومثل فتحية وأطفالها، نزحت مئات الأسر اليمنية من منازلها جراء المخاطر المحيطة بها. وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أعلنت في يونيو الماضي أن الألغام الأرضية في اليمن تسببت «في قتل وتشويه المدنيين، وإعاقة حياة المدنيين، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية، ومنع عودة المدنيين الآمنين إلى ديارهم». وقالت المنظمة «زرعت ميليشيا الحوثي مراراً وتكراراً الألغام المضادة للأفراد والمركبات، والألغام المستحدثة يدوياً أثناء اندحارها من مناطق عدن وتعز ومأرب، ومؤخراً على طول الساحل الغربي لليمن».
مشاركة :