سلطان القاسمي يزور مكتبات ابورتو في البرتغال ويطلع على مخطوطاتها التاريخية

  • 10/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عدداً من المكتبات في مدينة ابورتو البرتغالية على هامش زيارة خاصة للجمهورية البرتغالية، استهدف خلالها سموه وجهات ثقافية وأكاديمية وعلمية، من بينها مكتبة بلدية مدينة ابورتو ومكتبة «ليلو» التاريخية، ورافق سموه أثناء الزيارة، موسى عبد الواحد الخاجه، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى البرتغال، والدكتور عمرو عبد الحميد مدير أكاديمية الشارقة للبحوث. واستقبل سموه عند وصوله مكتبة بلدية ابورتو، - والتي تأسست في العام 1833، وتعتبر واحدةً من أكبر وأقدم المكتبات العامة البرتغالية - كل من جوروج فرايرا كوشتا مدير عام مكتبة بلدية ابورتو، ومونيكا غيرايرو، المديرة المكلفة بالثقافة في بلدية ابورتو، وباولا بونيفاسيو، المديرة المسؤولة عن جناح الكتب القديمة والمخطوطات في المكتبة. وتجول صاحب السمو حاكم الشارقة في أروقة وأجنحة المكتبة التي كان قد زارها في العام 2000، أثناء عمل سموه على كتابه «بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد» الذي أشار فيه إلى براءة البحار العربي الشهير «أحمد بن ماجد» من مرافقة المستكشف «فاسكو دا غاما» من الساحل الشرقي الأفريقي إلى الهند عام 1498م، وإيصاله إلى الهند، والتي تعتبر بداية دخول القوى الأوروبية في حينه إلى المحيط الهندي والخليج العربي. ويعتبر كتاب «بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد» أول توثيق رسمي لبراءة أحمد بن ماجد أخذ من مخطوطة أصلية ليوميات الرحلة الأولى لـ «فاسكو دا غاما» التي كانت موجودة في مكتبة بلدية ابورتو في البرتغال لكونها مطلة على نهر دورو الذي يصل المدينة بالمحيط الأطلسي-، وذكر سموه أن مراجعاته للمخطوطات القديمة للمؤرخين الذين عاصروا أحداث تلك المرحلة من التاريخ أوصلته إلى مخطوطة يوميات الرحلة الأولى لـ«فاسكو دا غاما» في مكتبة بلدية ابورتو، والتي كشف عنها في كتابه بحقائق واضحة وموثقة في المخطوطة باللغة البرتغالية، وترجمها سموه للعربية والإنجليزية تفيد أن مرافق «دا غاما» كان هندياً غجراتياً مسيحياً، وليس ابن ماجد كما يتم تناقله في كتب التاريخ الحديث. وأشار سموه إلى أن عدداً من المؤرخين العرب ظلوا عند رأيهم في اتهامات بن ماجد. واعتبر سموه أن اهتمامه بهذه الحقيقة التاريخية وغيرها من الحقائق ينبع من الالتزام الأخلاقي تجاه الحقيقة التي قال عنها سموه إنها ملك الجميع. وشدد سموه على أهمية توثيق التاريخ بأمانة لأنه القاعدة التي تأسس عليها الحاضر، وتشكلت بسببه مشاعر ووجدان الشعوب تجاه بعضها، كما حث سموه المؤرخين على التقصي والبحث عن الحقائق من خلال مطالعات متأنية للمراجع والمخطوطات التاريخية. واعتبر سموه أن التسليم بمصادر المعرفة القريبة والتواني عن البحث الذي يميز المؤرخين المبدعين، فيه ظلم للحقيقة وللأجيال القادمة التي يجب أن نتعامل مع وعيها بمسؤولية عالية، وثمن سموه عمل المؤرخين الذين حفظوا ذاكرة الأمم من التلاشي ووثقوا التاريخ، وطالب بتخصيص المزيد من الموارد لدعمهم وتشجيعهم على البحث. ونوه سموه بالدور التاريخي للبرتغال في إثراء الثقافة الإنسانية بمختلف أشكال العلوم والفنون، كما أشاد بجهود السلطات المحلية في توفير رعاية للمكتبات ومحتوياتها واتاحتها للباحثين من مختلف أنحاء العالم. وكانت مكتبة بلدية «ابورتو» العامة قد تأسست في العام 1833، وتعتبر واحدةً من أكبر وأقدم المكتبات العامة البرتغالية، حيث تتلقى نسخة من جميع المنشورات التي تصدر في البرتغال. وتحتوي كنزاً يشمل أكثر من 1500000 وثيقة، كما تحفظ مجموعات مهمة من المخطوطات والأيقونات والخرائط. كما التقى صاحب السمو خلال زيارته إلى مكتبة ليلو التي تأسست في العام 1881، جوزي ليلو، مدير المكتبة وابن أحد مؤسسيها، واورورا بينتو مديرة في المكتبة، وتجول سموه في أقسام المكتبة، واستمع إلى شرح من المسؤولين عما تضمه من عناوين وكتب ومخطوطات قديمة وإصدارات أولى لأشهر الكتب العالمية، والتي يرجع بعضها إلى القرن السابع الميلادي. أما مكتبة «ليلو»، فيعود تأسيسها إلى العام 1881 عندما قرر الأخوان خوسيه وأنطونيو ليلو إنشاء مؤسسة لطباعة وتوزيع الكتب وبيعها، وكان خوسيه رجلاً مثقفاً محباً للقراءة والموسيقا يحلم في أن يكون بائعاً للكتب، ثم بعدها انضم إليه أنطونيو ليشاركه أعماله. وشهدت المكتبة في العام 1906عملية ترميم وإعادة بناء واسعة، ويزورها يومياً آلاف الأشخاص من مختلف بقاع الأرض. وقام صاحب السمو حاكم الشارقة بتوقيع رسالة شكر وتقدير في كتاب الزوار لكل مكتبة، ثمن فيها الجهود المعرفية والثقافية التي يقوم بها العاملون كافة في تلك المكتبات التاريخية والقيمة.

مشاركة :