لندن تطالب أوروبا بـ «تنازلات جدية» وترفض تهديدها بـ «حصار اقتصادي»

  • 10/3/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اتخذ قياديو حزب المحافظين الحاكم موقفاً متشدداً إزاء الاتحاد الأوروبي، إذ دعا دومينيك راب، الوزير المكلّف ملف انسحاب بريطانيا من التكتل (بريكزيت)، زعماء التكتل إلى تقديم تنازلات، فيما أكد وزير الخزانة فيليب هاموند أن بلاده قادرة مالياً على التأقلم مع «طلاق» من دون اتفاق. في الوقت ذاته، واجه وزير الخارجية جيريمي هانت انتقادات، بعد تشبيهه الاتحاد الأوروبي بالاتحاد السوفياتي. وقال راب خلال مؤتمر الحزب المنعقد في برمنغهام: «إذا كان الاتحاد يريد التوصل إلى اتفاق، عليه أن يتعامل بجدية، وأن يفعل ذلك الآن». ورأى أن نهج الاتحاد في المفاوضات «كان أحادياً، بما لا يترك مساحة لتقديم تنازلات جدية». وحذره من محاولة دفع بريطانيا إلى إبرام اتفاق يقوّض وحدتها، قائلاً: «إذا كان العرض الوحيد من الاتحاد يهدد تكامل وحدتنا، لن يكون لنا خيار سوى الخروج من دون اتفاق. ليس وارداً بالنسبة إلى هذه الحكومة وأي حكومة بريطانية، أن تتعرّض لتهديد بنوع من حصار اقتصادي، كي تُرغَم على توقيع اتفاق أحادي يتعارض مع مصالح البلاد». وأشار الى «صعوبة تصديق أن (قادة الاتحاد) يسعون إلى معاقبة بريطانيا بهذا الشكل الصارم، الذي يؤدي الى تأثير عكسي، من أجل غايات سياسية محدودة». كما حذر الاتحاد من أن لاستعداد بريطانيا للتوصل إلى اتفاق «حدود»، مشدداً على أن «عدم إبرام اتفاق، أفضل من اتفاق سيئ». وخاطب المؤتمرين قائلاً: «سنخرج من الاتحاد، لا على الورق فقط». وأكد أن الخطة التي أعدّتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي «تحدّ من أخطار المغادرة، وتبقي الحدود مع إرلندا مفتوحة». أما هاموند فوصف خطة وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، التي يدعمها المناهضون للاتحاد الأوروبي، بأنها «فانتازيا ليست مطروحة للنقاش»، مؤكداً أن «الأسابيع المقبلة ستكون حرجة». وقال: «المزاج السائد هو أن الناس يريدون اتفاقاً، وخفض اضطراب سيسبّبه خروج بريطانيا من الاتحاد، إلى الحد الأدنى. يريدون أن تستمر العلاقة بيننا، مع شراكة تجارية سلسة في المستقبل». واستدرك أن «الاقتصاد تضرّر نتيجة ضبابية سبّبها الخروج من الاتحاد. شركات كثيرة لا تتحرك، وتترقّب نتيجة المفاوضات، قبل أن تؤكد خططها للاستثمار». لكنه أكد أن المملكة المتحدة قادرة مالياً على التأقلم مع «طلاق» من دون اتفاق. إلى ذلك علّق بيتر ريكيتس، المستشار السابق في الخارجية البريطانية، على تشبيه هانت الاتحاد الأوروبي بالاتحاد السوفياتي، فكتب على «تويتر»: «إنها حماقات لا تليق بوزير للخارجية البريطانية». وكتب سايمون فريزر الذي استقال من هذا المنصب أيضاً: «أياً يكن رأيك حول بريكزيت، أن يقارن وزير الخارجية البريطاني الاتحاد بالاتحاد السوفياتي، هو خطأ فاضح». وكتبت سفيرة ليتوانيا في لندن على الموقع ذاته أن «الاتحاد جلب ازدهاراً ومساواة ونمواً واحتراماً» لبلادها، فيما «دمّر» السوفيات «حياة 3 أجيال». وكان هانت شكا من أن «الاتحاد الأوروبي أشبه بسجن في الاتحاد السوفياتي السابق»، وأضاف محذراً قادة التكتل: «إذا حوّلتم هذا النادي سجناً، ستتعاظم رغبة (السجناء) بمغادرته، ولن نكون الوحيدين الساعين إلى الفرار منه. وإذا رفضتم يد الصداقة التي تمدّها إليكم رئيسة وزرائنا، فإنكم ترفضون الأمن والحرية وفرص العمل التي ستؤمّن للمرة الأولى في التاريخ». وتابع أنه زار لاتفيا أخيراً، ووضع إكليلاً من الزهر على تمثال «الحرية»، وزاد أن هذا البلد «تحوّل إلى الديموقراطية، وهو جزء من الحلف الأطلسي ومن الاتحاد الأوروبي، ولم يساهم أي بلد أوروبي في تحوّله، مثلما ساهمت بريطانيا». وردّ هانت على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي هاجم «الذين وعدوا بصنع عجائب» خلال الاستفتاء على «بريكزيت» عام 2016، ووصفهم بأنهم «كاذبون»، قائلاً: «إذا كان الرئيس ماكرون يعتقد بأننا سنعود زاحفين، ونسعى يائسين إلى العودة إلى النادي (الأوروبي) خلال سنوات، فإنه لا يعرفنا حق المعرفة».

مشاركة :