ينطلق منتدى شباب العالم في نسخته الثانية في شهر نوفمبر المقبل بمدنية شرم الشيخ بجنوب سيناء تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.ويضم المنتدى الذي سيعقد خلال الفترة من 3 حتى 6 نوفمبر المقبل شبابًا من مختلف بقاع الأرض باختلاف ثقافاتهم وحضاراتهم بهدف التحاور حول القضايا الدولية والعالمية التي تهم الشباب وتؤثر فيهم عالميًا.ويعبر الشباب عن آرائهم للخروج بتوصيات ومبادرات في حضور نخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.ويدور المحور الرئيسي لفعاليات المنتدى هذا العام حول رؤية مستوحاة من كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية للكاتب الدكتور ميلاد حنا، حيث يهدف بكتابه المتميز تأكيد وحدة النسيج المجتمعي المصري رغم تباينه واختلافه وانطلاقًا من تلك الرؤية كانت الدعوة إلى عقد جميع فعاليات المنتدى في إطار تلك الأعمدة والرؤية المبهرة للمجتمع المصري الذي استطاع على مدار عصور طويلة أن يكون مركزًا للتواصل بين مجتمعات عدة.وأبرز المعلومات عن كتاب الأعمدة السبعة:- نحن شعب مصر لنا جميعا هذه المكونات السبعة في وجداننا، ومن الطبيعي أن يفضل بعضنا الانتماء الفرعوني، بينما البعض الآخر يراه انتماء لعصور وثنية قد ولت وانتهت إلى غير رجعة، وأن البدائل المقبولة هي الانتماء إلى العروبة والإسلام.- رغم وجود هذه التركيبة، في كل منا ولكنها انتماءات أو أعمدة ليست متساوية في الطول والمتانة، وأن اهتمام وتقدير كل منا لهذه الأعمدة داخل نفسه أو في وجدان الشعب المصري كله يختلف من إنسان لآخر حسب التركيبة والذاتية، بل لعلها تختلف للفرد والإنسان الواحد مع الزمن، ومن حقبة لأخرى.- أن الأمر لا يقتصر على هذه الانتماءات السبعة أو غيرها لشخصية المواطن المصري، لأننا في النهاية لسنا قوالب أو أنماط متكررة رغم هذه القاعدة والأرضية المشتركة لأمزجة من ينتمون إلى وطن واحد، فلكل منا ذاتيته وخصوصيته وتفرده، ولذلك فقد خصصت الفصل الأخير من الكتاب لتوضيح الانتماءات الشخصية التي تتراكم عادة للفرد، والتي تبدأ مع الأسرة ثم الحي أو القرية ثم المدرسة، فالمهنة فالارتباط بالعمل، فضلًا عن الانتماء الديني والأيديولوجي، وكيف أن "لعبة الحياة" هي في حسن استخدام كل منا لما لديه من انتماءات.العمود الأول: انتماء مصر الفرعوني:الانتماء الفرعوني أول الأعمدة التي تقوم عليها الشخصية المصرية، حيث يعتز بها المصريون لما تمثله حضارة ضاربة في القدم وأول حضارة مكتوبة عرفها التاريخ، فضلًا عما تفردت به وسط الحضارات القديمة وبكل الأدلة الأثرية التي تركتها والمنتشرة حول العالم.العمود الثانى: انتماء مصر اليونانى الرومانى: يتمثل العمود الثانى للشخصية المصرية فى الانتماء للعصر اليوناني والروماني، فقد أثرت حضارة اليونان وأصبحت مصر بعد ذلك ولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية وتتجلى أوجه ذلك التأثير فى امتزاج الأبجدية الإغريقية مع اللغة المصرية القديمة.العمود الثالث: انتماء مصر القبطى: يرتبط العمود الثالث للشخصية المصرية ببداية عصر جديد هو العصر القبطي والذي تميز بوجود المدرسة اللاهوتية العريقة بالإسكندرية، حيث قدمت مصر حضارة للعالم المسيحي كان صياغة قانون الإيمان المسيحي أبرز نتائجها.العمود الرابع: انتماء مصر الإسلامي:يقوم العمود الرابع للشخصية المصرية على انتمائها الإسلامي فقد أدرك أهل مصر أن العلاقة الدينية مباشرة بين الإنسان وربه، فالإسلام لا يفرض عليهم قيودا، ويمكنهم الاحتفاظ بالطقوس والعادات المصرية الأصيلة التي لا تخالف تعاليمه السمحة.العمود الخامس: انتماء مصر العربي: يتعلق العمود الخامس للشخصية المصرية بانتماء مصر العربي، حيث كان سكان شبه الجزيرة على اتصال بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية، فاللغة المصرية القديمة واللغة العربية تحملان نفس الأصل، وهناك الكثير من القواميس بها آلاف المفردات المصرية التي تشترك مع العربية في نفس المبنى والمعنى، ويظهر هذا الأمر جليا في الأمثال الشعبية والتشبيهات المختلفةالعمود السادس: انتماء مصر للبحر المتوسط: ينبثق العمود السادس للشخصية المصرية عن انتماء مصر الأصيل للبحر المتوسط، فأغلب الحضارات التي مرت على مصر جاءت عبر المتوسط وهي علاقة جدلية جعلت سكان الإسكندرية وبورسعيد أشبه بأهالي أثينا ولارنكا وجنوه ونابولي من حيث التكوين النفسي والعادات والتقاليد وقد ساهم هذا التقارب في تعلم سكان اليونان وإيطاليا وفرنسا اللغة العربية.العمود السابع: انتماء مصر الأفريقي: يعد انتماء مصر لأفريقيا المستقبل الواعد العمود السابع من أعمدة الشخصية المصرية، ورغم انتماء مصر لمنطقة الشمال المختلفة ديموغرافيا عن الجنوب، فإن لمصر تاريخا متأصلا في القارة السمراء، فمصر هي التي دعمت حركات التحرر الوطني في أكثر بلدان أفريقيا إبان عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. ويأتي هذا من منطلق إيمان مصر بأن العمق الأفريقي يحتل مرتبة كبرى لديها.والدكتور ميلاد حنا كاتب ومفكر سياسي وأستاذ الهندسة الإنشائية، والذي يعد واحدا من أبرز الكتاب والمفكرين السياسيين، وكان واحدا من بين المشاهير الذين شملتهم اعتقالات سبتمبر 1981، قبيل اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مع رموز الحركة الوطنية. وحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية جامعة القاهرة عام 1945، وحصل على الدكتوراه في هندسة الإنشاءات من جامعة «سانت أندرو» في أسكتلندا عام 1950، ثم عين معيدًا بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وتدرج في عدة مناصب حتى عُين أستاذًا متفرغًا بهندسة عين شمس عام1984. ألف الراحل العديد من الكتب المهمة، منها: «أريد مسكنًا»(1978)، و«نعم أقباط لكن مصريون» (1980)، و«ذكريات سبتمبرية» (1987)، و«قبول الآخر» (1998). وحصل الراحل على عدة جوائز دولية من بينها: جائزة «فخر مصر» من جمعية المراسلين والصحفيين الأجانب بمصر عام 1998، ووسام «النجم القطبي الذي لا يخبو» بدرجة كوماندوز، من ملك السويد عام 1998، وجائزة «سيمون بوليفار» من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» عام 1998، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1999. وكان أيضا عضوا في المجلس الأعلى للثقافة المصري، وتوفى عن عمر يناهز 88 عاما.
مشاركة :