اسطنبول: ما تفسير اختفاء جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية؟

  • 10/3/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

غموض يكتنف مصير الكاتب السعودي المعارض، جمال خاشقجي، بعد دخوله، الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول، القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية لإنهاء بعض المعاملات الورقية، وعدم خروجه منها حتى وقت كتابة التقرير، حسبما أكد اثنان من مرافقي خاشقجي. وقالت خطيبة الكاتب السعودي، خديجة آزرو، إن خاشقجي - المعروف بانتقاداته للأوضاع في السعودية - توجه إلى القنصلية السعودية لإنهاء بعض المعاملات الرسمية والحصول على إفادات شخصية. وأوضحت آزرو أنه لم يسمح لها بمرافقة خاشقجي إلى داخل القنصلية، وأنها انتظرته منذ دخوله وحتى وقت إغلاق القنصلية لأبوابها. وأضافت آزرو في تصريحات لمراسل بي بي سي أن "مسؤولي القنصلية السعودية أخبروها أن خاشقجي غادر القنصلية"، لكنها أكدت أن "كل المعطيات تشير إلى أنه مازال محتجزا داخل القنصلية"، على حد قولها. وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن "خاشقجي مازال داخل القنصلية والحكومة تراقب الموقف، السلطات المختصة لدينا على تواصل وفي مفاوضات مع نظرائها (السلطات السعودية)، آمل أن يتم حل المسألة بطريقة سهلة". في المقابل، نفى مسؤول سعودي تواجد الكاتب السعودي داخل القنصلية، قائلا إن "السيد خاشقجي زار القنصلية للحصول على أوراق تتعلق بحالته الاجتماعية وغادر القنصلية بعد ذلك بوقت قصير". وخاشقجي كاتب سعودي ورئيس تحرير سابق يقيم في الولايات المتحدة، كمنفى اختياري له، منذ ما يزيد عن العام، بعد أن قال إن السلطات السعودية "طلبت منه التوقف عن التعبير عن آرائه والتغريد على موقع تويتر". ويكتب خاشقجي بشكل دوري مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تتناول الأوضاع في السعودية. وانتقد الكاتب في بعض مقالاته سياسات المملكة في أزمة قطر، وحرب اليمن، فضلا عن الحملات التي تشنها السلطات الأمنية ضد المعارضين ونشطاء الرأي في المملكة. وكتب خاشقجي في سبتمبر/ أيلول 2017، مقال رأي ينتقد الأوضاع في المملكة حمل عنوان "السعودية لم تكن دائما قمعية بهذا الشكل. الآن الوضع لا يُحتمل". وقال خاشقجي في مقاله: "لقد تركت بيتي وأسرتي وعملي، وأنا أرفع صوتي، فعل غير ذلك يعد خيانة لهؤلاء القابعين في السجن، يمكنني الحديث بينما الكثيرون لا يمكنهم". وعرف عن خاشقجي لسنوات قربه من صانعي القرار في المملكة، إذ كان مستشارا لرئيس الاستخبارات السعودي الأسبق، الأمير تركي الفيصل. كما كان الكاتب السعودي مقربا من الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال. ولا يسمح في السعودية بإنشاء أحزاب سياسية، كما يحظر تنظيم المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية، ولا وجود للنقابات العمالية. كما أن الإعلام يخضع لسيطرة شبه كاملة من السلطات، وانتقاد الملك أو الأسرة الحاكمة قد يؤدي إلى السجن. وشهدت المملكة خلال العام الماضي، سلسلة من الاعتقالات شملت عشرات النشطاء والمفكرين ورجال الدين، في حملة توقيفات رأى فيها البعض رسائل لأي معارضة محتملة للسلطة القائمة في المملكة. وكان من ضمن المعتقلين مساعد أمين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورجل الدين البارز، سلمان العودة، الذي طالبت النيابة العامة السعودية، سبتمبر/ أيلول 2018، بإعدامه بتهم تتعلق بالانضمام لكيانات إرهابية. كذلك الاقتصادي عصام الزامل، صديق خاشقجي، الذي وجهت له النيابة العامة، منذ أيام، اتهامات تتعلق بالانضمام لمنظمة إرهابية ولقاء دبلوماسيين أجانب والتحريض على التظاهر. واحتجزت السلطات السعودية، نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، عددا من رجال الأعمال داخل فندق"الريتز كارلتون" في العاصمة الرياض ضمن حملة قالت إنها تستهدف الفساد، قبل أن يطلق سراح معظمهم بعد التوصل إلى تسويات مالية. وعرضت بي بي سي عربي، أغسطس/ آب 2017، وثائقيا تناول اختفاء ثلاثة أمراء سعوديين يعيشون في أوروبا، عُرفوا بانتقاداتهم للحكومة السعودية. وأشار الوثائقي إلى وجود أدلة على أن الأمراء الثلاثة اختطفوا أو رُحِّلوا إلى السعودية، حيث انقطعت أخبارهم. ووصل الملك سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم في المملكة يناير/ كانون الثاني 2015، وكان ولي عهده في حينها وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء الأمير محمد بن نايف. ذلك قبل أن يتم إعفاء الأمير محمد بن نايف من جميع مناصبه، وتعين ابن الملك الأمير محمد بن سلمان، كولي للعهد. برأيكم،ما تفسير اختفاء جمال خاشقجي؟هل احتجزت القنصلية السعودية خاشقجي؟كيف تقيمون سياسة المملكة مع المعارضين؟

مشاركة :