قصة معاهدة 1955 بين أمريكا وإيران..عندما تدعي صداقة عدوك للنجاة من بطشه

  • 10/4/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

إعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، إنهاء معاهدة الصداقة مع إيران، والتي قالت طهران في شكواها الأخيرة بمحكمة العلد الدولية إن واشنطن نقضتها عندما فرضت عقوبات اقتصادية ضدها. ولكن ما هي معاهدة الصداقة؟.هي اتفاقية أبرمت في 15 أغسطس عام 1955 بين البلدين إبان حكم الشاه الإيراني المعزول محمد رضا بهلوي والرئيس الأمريكي حينذاك دوايت إيزنهاور باسم "معاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية"، وتحتوي على 23 مادة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين.وتنص هذه المعاهدة في مادتها الأولى على إقامة علاقات سلام راسخة ودائمة وصداقة قوية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية. وتحتوي باقي البنود والمواد على أطر وضوابط العلاقات الاقتصادية والسياسية والإنسانية وتشجيع التجارة وتأسيس استثمارات وعلاقات اقتصادية أكثر تقربا بين الشعبين والحكومتين بما يخدم مصلحة البلدين ولإعادة ترتيب العلاقات القنصلية بناء على أساس القواعد لتعزيزها وفق قوانين الدولتين.جاءت هذه المعاهدة بعد نجاح إنقلاب 1953 الذي خططت له الولابات المتحدة وشاركت بهع بريطانياعلى رئيس الوزراء المنتخب محمد مصدق، عقب قراره بتأميم صناعة النفط.وعلى الرغم من قيام ثورة الخميني 1979، والتي إنقلبت بسببها العلاقات بين البلدين رأسا على عقب، ظلت الاتفاقية باقية حتى اليوم وسارية المفعول، حتى وإن كان بشكل لا يصل إلى أرض الواقع.ولعل أكثر ما ساعد على استمرارها دخولها طي النسيان طوال 40 عاما مضت، حتى نبشت الحكومة الإيرانية في الماضي لتبحث عن قشة نجاة من العقوبات الأمريكية.قدمت إيران شكوى لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، يوليو الماضي، تطالبها بتعليق العقوبات الأمريكية بالحظر الاقتصادي، التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي، وهو ما يعد خرقا أحادي الجانب لاتفاقية دولية، وأيضا خرقا لمعاهدة الصداقة المبرمة عام 1955.في المقابل بررت الولايات المتحدة عقوباتها بأنها فرضت لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، كما أشارت إلى أن إيرانة انتهكت هذه المعاهدة منذ عام 1979 عدة مرات، أولها اقتحام السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز رهائن دبلوماسيين إبان الثورة. بالإضافة إلى أن العلاقات الحالية بين البلدين لا تعكس الاتفاقية بأي حال من الأحوال، لتقرر واشنطن في الأخير إلغاءها.

مشاركة :