واشنطن - حمّل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران مسؤولية التهديدات التي تواجهها البعثات الأميركية في العراق وقال إن الولايات المتحدة تعمل على إنهاء معاهدة صداقة مع طهران، فيما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن خلاف الولايات المتحدة هو مع آيات الله وليس مع الشعب الإيراني، مضيفا أن إيران لا تفكك برنامجها النووي وأن هناك تقارير تشير إلى أنها تعزز أنشطتها النووية. وأضاف للصحفيين في وزارة الخارجية "إيران هي مصدر التهديد الحالي للأميركيين في العراق. مخابراتنا قوية في هذا الصدد. بوسعنا رؤية يد آية الله (خامنئي) وتابعيه تدعم هذه الهجمات على الولايات المتحدة". وجاءت اتهامات بومبيو لإيران بعد أيام قليلة من قرار الولايات المتحدة اغلاق قنصليتها في البصرة، كما حذرت رعاياها من السفر إلى العراق بسبب التهديدات الإرهابية والعنف. وأكدت الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي أن مواطنينا في العراق معرضون لخطر كبير جراء العنف والإرهاب. وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن التهديدات ضد الأميركيين والمنشآت الأميركية في العراق من قبل إيران وحرسها الثوري والمليشيات التابعة لها قد تزايدت خلال الأسابيع الماضية. وأضاف أن حوادث إطلاق نار متكررة من عناصر هذه الميليشيات وقعت على القنصلية العامة في البصرة والسفارة الأميركية في بغداد. وكان الوزير الأميركي قد لفت إلى أن الولايات المتحدة ستحمل إيران بشكل مباشر مسؤولية أي أذى يتعرض له أميركيون أو المنشآت الدبلوماسية في العراق، مشيرا إلى أن سيتم الرد بسرعة وبالشكل المناسب على أي اعتداء. وفي تطور آخر، اعتبر بومبيو اليوم الأربعاء أن قرار محكمة العدل الدولية في شأن العقوبات على طهران يشكل "هزيمة لإيران" رغم أنها أمرت الولايات المتحدة برفع العقوبات التي تستهدف السلع الإنسانية. وأوضح أن القرار "رفض في شكل قاطع كل طلبات إيران التي لا أساس لها" لرفع العقوبات الأميركية في شكل شامل. وقال "نعمل في شكل وثيق مع وزارة الخزانة لضمان استمرار بعض عمليات التبادل مع إيران التي تشمل السلع الإنسانية"، مؤكدا أن واشنطن تتخذ إجراءات لعدم المساس بالحاجات الإنسانية للإيرانيين. وأعلن كذلك أن الولايات المتحدة أنهت "معاهدة الصداقة" التي وقعت في العام 1955 مع إيران والتي استندت إليها محكمة العدل لتبرير قرارها. وقال "إنه قرار كان ينبغي، بصراحة، اتخاذه قبل 39 عاما" خلال الثورة الإسلامية في 1979 والتي أفضت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. لكنه لفت إلى أنه "أصيب بخيبة أمل لعدم إقرار المحكمة بأنها غير مؤهلة لاتخاذ قرارات في شأن قضايا مرتبطة بالعقوبات الأميركية"، معتبرا أن "إيران لجأت إلى محكمة العدل الدولية لأسباب سياسية ودعائية" ومنددا بملف "لا أساس له". وأمرت محكمة العدل الدولية الأربعاء الولايات المتحدة بوقف العقوبات على السلع "الإنسانية" المفروضة على إيران، في قرار اعتبرت طهران أنه يؤكد أحقيتها في حين أكدت واشنطن أن "لا قيمة له". ويأتي القرار المفاجئ للمحكمة وهي أعلى هيئة قضائية لدى الأمم المتحدة ومقرها في لاهاي، بعدما نظر القضاة في الشكوى المقدمة من إيران لوقف العقوبات الاقتصادية التي أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها في مايو/ايار الماضي بعد انسحابه من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى في يوليو/تموز 2015. ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة الأربعاء بأنها "نظام خارج عن القانون" بعدما أعلنت واشنطن في وقت سابق إلغاء معاهدة الصداقة الموقعة مع طهران في 1955. وكتب جواد ظريف تغريدة على تويتر "اليوم، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة حقيقية بين الولايات المتحدة وإيران بعدما أمرتها محكمة العدل الدولية بوقف انتهاك المعاهدة عبر فرضها عقوبات على الشعب الإيراني. نظام خارج عن القانون". ورغم الدعم الأوروبي للاتفاق النووي والعمل على تخفيف تداعيات العقوبات الأميركية على إيران، أبدت طهران اليوم الأربعاء أنها تشارك الولايات المتحدة قلقها من برنامج طهران للصواريخ الباليستية. وأبلغت برلين وزير الخارجية الأميركي بأنها تشارك الولايات المتحدة أهدافها بشأن إيران رغم مساعي الأوروبيين لإنقاذ الاتفاق النووي مع طهران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. والتقى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في واشنطن بنظيره الأميركي الذي أعرب عن غضبه بشأن خطط الأوروبيين إبقاء العلاقات التجارية مع إيران. وصرح ماس للصحافيين عقب لقائه بومبيو "في النهاية نحن نسعى إلى تحقيق الأهداف نفسها بالنسبة لإيران .. ولكن لنا طرق مختلفة نريد إتباعها". وقال ماس إن برلين تشارك واشنطن مخاوفها من برنامج الصواريخ البالستية الإيراني وتعتقد أن على طهران الانسحاب من سوريا. إلا أنه أوضح أن إنهاء الاتفاق النووي المبرم في 2015 سيقود إيران إلى السعي إلى امتلاك برنامج نووي له لأغراض عسكرية. وقال "سيؤدي ذلك إلى خطر نزاع عسكري في المنطقة". وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا توصلت إلى ذلك الاتفاق مع طهران في يوليو/تموز 2015. ويقول مفتشو الأمم المتحدة أن إيران ملتزمة الاتفاق الذي ينص على خفضها نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها.
مشاركة :