عبَّرت إسرائيل عن قلقها من وصول صواريخ «إس 300» الروسية المضادة للطائرات إلى سوريا، واعتبرت أن ذلك يشكل تغييراً لقواعد اللعبة، لكن وزير دفاعها أفيغدور ليبرمان، حاول التخفيف من حدة هذا التطور، وقال إن حكومته تعالج الأمور بهدوء بالغ.وقال ليبرمان، أمس، إنه «ثمة أهمية للتوضيح أنه لا يكون لدينا ترجيح للرأي عندما تصل الأمور إلى الأمن. لن تكون هناك مساومات. وعندما نرصد شيئاً يشكل خطراً على أمننا، فسنعمل. بيد أننا في الوقت ذاته، نقدر كثيراً علاقاتنا مع روسيا. هنالك تعاون وتنسيق أمني بيننا في سوريا على أعلى وأفضل المستويات. وبذلنا جهداً كبيراً كي نمتنع عن احتكاك مباشر مع الجيش الروسي. وقد قلنا وأوضحنا أن جيش الأسد هو الذي أسقط الطائرة الروسية، وهو المسؤول من الألف إلى الياء عن إسقاط الطائرة الروسية، وحالياً نبذل كل جهد من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه».ولمح ليبرمان إلى إمكانية فرض روسيا قيوداً على سوريا كي لا تستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، لافتاً إلى أن منظومة «إس 400» موجودة بأيدي القوات الروسية في سوريا، ولكنها لم تعترض الطائرات الإسرائيلية ورغم أنها أكثر تطوراً من «إس 300». وقال ليبرمان إن «منظومة إس 400 موجودة في سوريا أيضاً، وأنا لا آمل فحسب، بل وأبذل كل جهد وأطلب عدم التحدث كثيراً هنا. كل من يعرف كيف تجري الأمور في روسيا يدرك، أنه إذا أردت تحقيق نتائج فالأهم هو الابتعاد قدر الإمكان عن وسائل الإعلام».ومع ذلك، فقد عبر كثير من المسؤولين الإسرائيليين عن قلقهم من تسليم هذه الصواريخ، مع أن كثيراً من الضباط الكبار السابقين في سلاح الجو الإسرائيلي، قالوا إنه بإمكان الطيران الحربي الإسرائيلي مواجهة هذه المنظومة.وفي المعارضة الإسرائيلية، اعتبروا وصول هذه الصواريخ إلى سوريا دليل فشل على سياسة الحكومة ورئيسها، بنيامين نتنياهو. وقال رئيس حزب «ييش عتيد»، يائير لبيد، إن «وصول الصواريخ هو نتيجة السلوك الشائن للكابينيت (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية) عديم المسؤولية بشكل غير مسبوق في تاريخ الدولة. وهم منشغلون بالجري إلى وسائل الإعلام ليقولوا إننا نهاجم في سوريا»، في إشارة إلى تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقيادة الجيش الإسرائيلي حول شنِّ أكثر من 200 غارة في سوريا خلال السنتين الماضيتين. وقال رئيس المعسكر الصهيوني، آفي غباي، إن الوزراء ورئيسهم مشغولون في التحضير للانتخابات ويهملون قضايا الأمن الحيوية.من جهة ثانية، أشار قائد سلاح الجو الإسرائيلي الأسبق، إيتان بن إلياهو، إلى أن وجود صواريخ «إس 300» في سوريا، يقيِّد بالتأكيد حرية العمل الإسرائيلية، ولكنه لم يُلغ هذه الحرية تماماً، وبإمكان الطيارين (الإسرائيليين) تدبر أمرهم مع «إس 300». وطالب بالحفاظ على استمرار التنسيق الأمني مع روسيا «فهو لمصلحتنا بمفهوم معين».وقال القائد السابق لمنظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، شاحر شوحط، لإذاعة الجيش، أمس، إنه في الوضع الحالي سيزيد سلاح الجو الإسرائيلي من استخدام الطائرات الحربية «إف 35». وأضاف أن «سلاح الجو الإسرائيلي مدرَّب ضد هذه المنظومة (إس 300) منذ عشر سنوات تقريباً». وأضاف أن «أفضلية الطائرة (إف 35)، أي الإفلات من الرادارات، هو أمر مهم لدى الحديث عن مواجهة منظومة (إس 300)».
مشاركة :